عبد الله المجالي
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

الأرض بتغلي!!

عبد الله المجالي
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

قديما قال أجدادنا: “تموز تغلي المي بالكوز”، حيث من المعتاد أن يشهد شهر تموز موجات قيظ وحر. ولم يكتف أجدادنا بوصف تموز، فقد وصفوا آب كذلك بـ”آب اللهاب”.

تلك الأمثال كانت حصيلة تجارب وخبرات طويلة، لكنها تعتمد في الغالب على الانطباعات دون الرجوع إلى أي قياسات، وكنا نسمع دائما كل عام: “والله موجة الحر ما شفنا زيها”.

لكن الأمور مختلفة هذه الأيام، فأمثال الأجداد تصدقها وكالات أرصاد كبرى وعلماء أفذاذ.

كما لم تنفك وكالات الرصد العالمية عن تسجيل أرقام قياسية لدرجات الحرارة منذ بدء الصيف الحالي.

كان شهر حزيران هو الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقًا لوكالة كوبرنيكوس الأوروبية ووكالة ناسا الأمريكية.
بعد ذلك، كان الأسبوع الأول بكامله من شهر تموز هو الأكثر سخونة على الإطلاق، وفقًا للبيانات الأولية الصادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

وها هي ذات المراكز تتحدث عن أسبوع قائظ سيكسر الأرقام السابقة.

المستشار المعني بدرجات الحرارة المرتفعة بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية يشير إلى أن زيادة حدة موجات الحر في نصف الكرة الأرضية الشمالي، زاد ستة أضعاف منذ الثمانينيات، مع عدم وجود أي مؤشر على التراجع.

من جهتها حذرت الأمم المتحدة من أن موجات الحر الشديدة ما تزال في ذروتها، مطالبة سكان العالم بالاستعداد لظروف مناخية قاسية.

ربما تكون الحرائق أبرز مظاهر موجات الحر والقيظ، ولكنها للأسف ليست أخطرها؛ فالخبراء يتحدثون عن تغيرات مناخية قد تؤدي إلى هجرات قسرية نتيجة الجفاف ونقص موارد المياه؛ ما قد يؤدي إلى نزاعات وحروب جديدة مع كل ما تحمله الحروب من كوارث.

كثير من العلماء يلقون باللائمة على الاحتباس الحراري الناتج عن البشر في المشكلة التي يواجهها كوكب الأرض هذه الأيام.

التلوث واستخدام الوقود الأحفوري طيلة القرن الماضي وحتى الآن كان السبب الرئيسي. الأنماط الاستهلاكية الشرهة التي أوجدتها الثورة الصناعية والفكر الرأسمالي الليبرالي سبب مباشر كذلك؛ فالتوحش والطمع الذي استولى على الإنسان الأوروبي وخليفته الأمريكي، جعله ينهب خيرات العالم ليزداد ثراء ونموا على حساب البيئة وحساب الشعوب التي تركها وراءه متخلفة.

الآثار التدميرية لذات الفكر لا تقتصر على البيئة، لكنها تمتد إلى البشرية، فهي تصر على أخذها معها إلى قاع الانحطاط البشري بحجة الحريات الفردية.

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts