د. أحمد شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

الإسلام الذي يريدون

د. أحمد شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

صرح نتن ياهو في مخاطبته لضيفه في الأراضي المحتلة ألين ماسك بأن (الإسلام في الدول العربية بحاجة إلى تغيير جذري).

ومِن قَبلِه يصرح رئيس دولة عربية كبرى بمطالبته ب(ثورة دينية للتخلص من أفكار ونصوص تم تقديسها على مدى قرون وباتت مصدر قلق للعالم كله).

ويضيف :(ليس معقولا أن يكون الفكر الذي نقدسه على مئات السنين يدفع الأمة بكاملها للقلق والقتل والتدمير في الدنيا كلها).

 ويضيف : (هذا  يعني أن 1.6 مليار مسلم حيقتلوا الدنيا كلها التي يعيش فيها سبعة مليارات عشان يعيشوا هم).

وطالب (بالنظر إلى هذه النصوص من الخارج لأنه لا يمكن أن يكون داخلك وتحس به).

هكذا تعلم عزيزي العربي المسلم أن عدوك يرى في إسلامك الأصيل الذي  بعث به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خطرا على وجوده. فالقرآن صريح في تعرية إجرام يهود “ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى”، ويلحق اللعنة الأبدية بهم “لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم” .

إن ما يعنيه ابن اليهودية هذا بالمطالبة بتغيير جذري للإسلام هو إيجاد دين بديل للعرب (مدجّن) يقبل بسيادة اليهود في المنطقة ويرضى باحتلال فلسطين وتكون ردة فعله باهتة وتحت السيطرة حين يقع الاستيلاء على ما تثور شهية اليهود لامتلاكه من مقدرات العرب وديارهم وسيادتهم بل وحتى وجودهم.

ويؤيد هذه الرغبة الصهيونية من يتهم المسلمين بمصادرة حرية سكان الأرض وينكر على الأمة الإسلامية ما يزعم أنه اختطافها سبعة مليارات من غير المسلمين، ولا يكتفي بالدعوة إلى تغيير أثر الإسلام، بل يدعو إلى أن يكون هذا التغيير على يد غير المسلمين ويبرر ذلك بأن الموجود في الداخل لا يتمكن من رؤية ما يجب عليه تغييره، وفي مثل هذا التصريح دعوة لا تخفى على عاقل لأعداء الإسلام -واليهود أظهرهم – لشحذ همتهم في تبديل حال الإسلام الذي يزعمون اختطافه للبشرية وإعاقته نماءها كما جاء في تصريح أحد أصدقاء يهود .

وعلى هذا يمكن أن تفهم أيها الذكي الفطن حركات خصوم المسلمين في الحد من حريتك بالتمتع بسيادة واستقلال يفرضهما لك دينك.

  ومن تفريعات هدفهم هذا يمكن أن تفهم أمورا كثيرة:

 فيمكن أن تفهم سبب رفض تكوين الأحزاب العربية الدينية في حين توجد الأحزاب الدينية عند غير المسلمين، بل وتشتهر.

ويمكن أن تفهم إعادة النظر في مناهجنا التعليمية في بلادنا العربية كلها، لما للمناهج من دور في تشكيل شخصية الطالب ومستقبله، فإذا بنيا على أساس استقلاله وسيادته فتلك كارثة ستنزا على رؤوس يهود.

ويمكن أن نفهم مبررهم في إحلال الترفيه محل الجدية في حمل رسالة الأمة والدفاع عن حريتها واستقلالها، فالأمة اللاهية لا تصنع مجدا ولا تحافظ عليه لو ورثته.

ويمكن أن نفهم سبب إخضاع البحث العلمي العربي لمقاييس الغرب ومجلاته ومنصاته، والحط من قدر منصات البحث الإسلامية ومن قدرتها على المنافسة، فلا يجوز في مبدئهم أن يسمح للمسلمين بالظهور خصوصا في الجهود العلمية العالمية.

يمكن أن نفهم حرصهم على الفصل بين السياسة والدين، فالعلمانية هي ضمانة عدم تدخل الإسلام الأصيل في صياغة حياة المسلمين اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا، لأن صياغة الإسلام لهذه النواحي كلها تعني السيادة الحقيقية التي لن تبقي لخصومه أي أثر مدمر على الأرض.

يمكن أن نفهم الحجر على حرية الرأي والتعبير على منصات التواصل وفي الإعلام المرئي والمقروء، والسعي المحموم لتشريع قوانين صارمة تمنع ولا تنظم التفكير السليم والتعبير عنه، واعتبار الحرية فيها جميعا خطرا على نسيج المجتمع، وما هي في الحقيقة إلا خطر على عدونا إذ تصنع الوعي اللازم للقضاء على تغوّله على جوانب حياتنا كلها.

وأخيرا يمكن أن نفهم هذا التدقيق والتضييق على الكلمة التي تخرج من فم خطيب الجمعة إلى حد أن يُرى أنه يتجاوز حده وهو يحاول إفهام الناس ما ينبغي أن يفهموه، ولو أنه التزم بآداب الخطاب وحرص على فنيته واجتهد في أن لا يستفز أو يماحك إلا عدوا ظاهر العداوة، لكن كفاه جرما أن له جمهورا يحبون الاستماع إليه ويوضح لهم ما يلتبس من مفاهيم في أذهانهم، لذلك فإنه إذا أراد أن يحوز الرضى فلا بد أن يتوب ويستغفر ويؤكد بغليظ المواثيق والعهود أنه سيلتزم بحدود (الأدب) الذي يضعون مقاييسه، فلا يتجاوز في خطبته خطوطا لُوّنت مع أنها ليست خطوطا أصلا حتى تكون حمراء أو صفراء .

المطلوب أن لا يسمح للإسلام بمقاساته المؤذية لليهود بأن يطل برأسه وإلا فإنه سيجابه بالعين الحمراء لأن الضغوط شديدة لإيقافه عند حده.

أعزائي هل عسانا وعينا الحكاية ؟ أرجو ذلك.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts