“البترا” تحتفي بالسائح رقم “مليون”.. إنجازٌ تاريخيٌ وتحدٍ غير مسبوق

“البترا” تحتفي بالسائح رقم “مليون”.. إنجازٌ تاريخيٌ وتحدٍ غير مسبوق

عمّان – البوصلة

على الرغم من الفرحة الكبيرة والتاريخية باستقبال السائح رقم مليون غدًا الخميس في “البترا”؛ إلا أن الأعداد الكبيرة من السياح التي استقبلتها المدينة الوردية وما ترافق معها من أزمات خانقة وضغط كبيرٍ على المرافق الحيوية في المكان يضعنا أمام تساؤلات جوهرية وتحديات حقيقية أمام الواقع الحقيقي وما هو مأمول لاستمرار السياحة كركيزة حقيقية للاقتصاد الوطني.

وأعلنت سلطة إقليم البترا التنموي السياحي عن إقامة فعالية كرنفالية يوم غدٍ الخميس وذلك احتفاء بوصول عدد السياح للمدينة الوردية لمليون سائح.

وقالت في إعلان صادر عنها، إنه واحتفاء باستقبال سائح المليون المتوقع يوم غد الخميس ابتداء من الساعة ٣:٣٠ مساء.

ونوهت إلى أنه سيتم عرض الإعلان عن الفائز على شاشات ربط مباشر في كل من موقع ساحة وسط المدينة، وأمام فندق موفنبيك البترا، وساحة متحف بترا.

إنجاز المليون يضعنا أمام تحدٍ كبير

بدوره أكد الرئيس الأسبق لجمعية أدلاء السياح الأردنيين حسن عبابنة لـ “البوصلة” أن استقبال السائح رقم مليون إنجازٌ تاريخيٌ لم يسجّل من قبل، وهو أمرٌ يبعث على السعادة وينعكس على الروح الإيجابية لجميع الأردنيين، وهو حصيلة جهود متراكمة ساهم فيها الجميع على صعيد القطاع الخاص والحكومة.

وقال عبابنة: إن هذا الإنجاز يضعنا أمام تحدٍ كبير هل لدينا القدرة على استقبال هذا العدد وبهذه الصورة، وهل بنيتنا التحتية قادرة، وهل أنظمتنا وتشريعاتنا قادرة، وهل مهننا السياحية قادرة على استقبال هذا العدد، ومن المسؤول عن كل ذلك؟ مشددًا على أن هذا الوضع بحاجة لإعادة النظر في كل الأمور من كافة جوانبها.

واستدرك بأن الأعداد الكبيرة التي كانت موجودة بالأمس كان هناك قدرة للمرافق الصحية على استيعاب هذا العدد من السياح، لكن الموقع يستهلك بشكل سريع جدًا، فضلاً عن أنه لا بد من إعادة النظر بدخول وخروج هذه الأعداد الكبيرة ودراسة إمكانية الاستفادة من وقتهم في المكان.

ونوه إلى أن السائح عندما يمكث ساعتين وثلاثة في الأزمة وليس لديه الوقت ليشرب شيئًا أو يشتري شيئًا يصبح وجوده عبء على الاقتصاد أكثر من الفائدة المرجوة منه، “وهنا لا أتحدث عن البترا فقط، نحن نتحدث عن جميع القطاعات الاقتصادية”.

ويضرب عبابنة مثالاً أن جبل القلعة في عمّان كأهم موقع سياحي في الأردن فإن أهميته في لحظة من اللحظات تتجاوز أهمية البترا تاريخية لأننا نتحدث عن “ربة عمّون”  فتجد أنها غدًا مغلقة ولمدة يومين لأن هناك حفلاً لأحد المطربين.

وتابع: أن السائح عندما يشتري برنامجًا سياحيًا فإنه يقوم بجولة في عدد من الأماكن أحدها جبل القلعة يجد المكان مغلقًا لأن أحد المطربين سيغنّي هناك ولمدة يومين.

ولفت عبابنة إلى جانب مهم، قائلا: إن وزارة السياحة ليست السلطة المسؤولة المباشرة عن القطاع في كل الأماكن مثل وادي رم ومثل العقبة ومثل البترا وكلها مناطق لها سلطات مختلفة مسؤولة عنها، وهذا يمثل حالة من الإرباك والتخبط خاصة في تنفيذ بعض التشريعات السياحية.

وأوضح أن المسافر يخرج من معبر الجنوب من العقبة وتكون له إجراءات تختلف عن السائح الذي يخرج من أي مكان آخر، وهذا يشكل حالة من الإرباك وتنعكس على العاملين في قطاع السياحة بشكلٍ سلبي.

“السياحة” وزارة سيادية.. وليست حقيبة للترضية

وشدد العبابنة على أن الفكر الروتيني السائد اليوم أن حقيبة وزير السياحة ما هي إلا منصب للترضية، مشدد على ضروة أن تكون المهن السياحية مهن سيادية وعلى رأسها مهنة الدلالة السياحية، قائلا: عملنا على فترة طويلة على هذا الأمر أن الدليل السياحي لا يجوز أن يكون غير أردني، وأن وزارة السياحة يجب أن تكون وزارة سيادية مثل وزارة الداخلية ووزارة الخارجية وربما أكثر من ذلك لأن لها جانبا سياديا فيما يتعلق بمنح الفيز ولها جانب اقتصادي ولها ذراع اجتماعي وفيها الكثير من الأمور.

وأكد على ضرورة أن وزارة السياحة يجب أن تكون وزارة تختلف مهامها عمّا هو عليه الآن فقط، حتى نستطيع أن نرتقي بهذا القطاع، وحتى نستطيع القول بأن السياحة ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.

وطالب أن تتولى وزارة السياحة مهامًا سيادية فيكون لمفتش الوزارة على سبيل المثال صلاحيات في مطارات الأردن ويكون له صفة الضابطة العدلية لمنع انتهاك المهن السياحية وتسهيل الإجراءات حال واجهت مجموعة السياح حوادث أو مشاكل من نوع معين.

وشدد العبابنة على أنه كلما ارتقت وزارة السياحة في هذه الجوانب فإن ذلك سينعكس إيجابًا على قطاع السياحة ويصب في صالح الاقتصاد الوطني في نهاية المطاف.

نشاط غير مسبوق

وشهدت البترا، التي تعد من عجائب الدنيا، أمس الخميس نشاطا سياحيا غير مسبوق، بعد توافد آلاف السياح الأجانب لمشاهدة آثارها النفيسة.

وقال رئيس سلطة إقليم البترا الدكتور سليمان الفرجات إنه من المتوقع أن يتجاوز عدد سياح المدينة خلال العام الحالي حاجز المليون و200 ألف سائح، وذلك بحسب الحجوزات لدى الفنادق ومكاتب السياحة والسفر، لتسجل المدينة الوردية رقماً قياسياً في أعداد زوارها لأول مرة في تاريخها.

وأضاف الفرجات، أن السلطة أنهت استعداداتها للاحتفال الكرنفالي يوم غد الخميس، مبينا أن الجهود التشاركية بين كافة الجهات الرسمية والخاصة وأبناء المجتمع المحلي تضافرت في تحقيق زيادة الطلب على المدينة الأثرية، كمقصد سياحي عالمي.

Image may contain: 2 people, crowd and outdoor
Image may contain: one or more people and outdoor

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: