“البوصلة” ترصد تداعيات تقييد حكومة نتنياهو صلاحيات المحكمة العليا على الاحتلال والفلسطينيين

“البوصلة” ترصد تداعيات تقييد حكومة نتنياهو صلاحيات المحكمة العليا على الاحتلال والفلسطينيين

البوصلة – رصد

 أقر الكنيست الصهيوني الاثنين الماضي مشروع قانون أثار جدلا كبيرا اقترحته حكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لتقييد بعض صلاحيات المحكمة العليا الإسرائيلية.

ولم يتاخر الرد على إقرار القانون الذي يلغي صلاحية المحكمة العليا للنظر في قرارات حكومة الاحتلال سيطبق على نطاق واسع لضمان مصالح الفئات الاجتماعية المحسوبة على مؤيدي نتنياهو ووزارئه المتطرفين، وتحديدا التيار الديني بشقيه القومي والحريدي، سيما على صعيد تمرير القوانين التي تضمن الطابع الديني المتطرف للدولة والمجتمع، وعلى صعيد الموازنات دون أدنى مستوى من الرقابة القضائية.

طيارو الجيش الإسرائيلي ينفذون تهديدهم بإنهاء خدمتهم

قال قادة الاحتجاج في جيش لااحتلال إن الآلاف من متطوعي الاحتياط هددوا بعدم أداء الخدمة إذا مضت الحكومة قدما في خططها وحذر كبار الضباط السابقين من أن جاهزية جيش الاحتلال الإسرائيلي لخوض الحروب قد تكون في خطر.

وكشفت صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية ان تهديد آلاف طياري الاحتياط بالاستنكاف عن الخدمة العسكرية بات حقيقيا، وبات من الواضح تأثيرات هذا الاستنكاف على عمليات الجيش الجوية.

وقالت الصحيفة إن تهديد الطواقم الجوية بإخلاء مواقعهم تحوّل من نظري إلى عملي، حيث بدا ذلك بشكل مبدئي لدى قيادة أسراب الطائرات.

وأوضحت أنه منذ صباح أمس تحول ذلك إلى “شلال جوهري” لعشرات الطيارين الذين توجهوا لمقرات القيادة وأبلغوهم بإنهاء خدمتهم في الجيش.

فيما تبدو المشكلة الأكثر تعقيداً- وفق الصحيفة- في مدرسة الطيران حيث عمل ضباط الاحتياط هناك كمرشدين مركزيين وليس من السهل استبدالهم بين ليلة وضحاها، في الوقت الذي بدت فيه معضلة استنكاف الطيارين القديمين هي الأخطر في صفوف سلاح الجو، إذ ليس من السهل استبدالهم بطيارين جدد تنقصهم الخبرة الكافية.

ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في سلاح الجو قوله إن “الضرر الذي سيلحق بمدى استعداد سلاح الجو لحالة الطوارئ قادم لا محالة عاجلاً ام آجلاً”.

خطر التفكك يعصف بجيش الاحتلال

من جهته حذر معهد أمني إسرائيلي من أن الاستمرار في التغييرات القضائية سيؤدي إلى تفكك جيش الاحتلال، داعيًا حكومة نتنياهو إلى التوقف فورًا على سن تلك القوانين.

وأصدر معهد “أبحاث الأمن القومي”، “تحذيرًا جديًّا للحكومة من أن استمرار تجاهلها مطالب ملايين الإسرائيليين بالكف عن تمرير قوانين تهميش القضاء؛ سيُعرّض الجيش لواحدة من أخطر مراحله التاريخية، وهو خطر التفكك على ضوء الانقسام الذي يعصف به بسبب تلك القوانين”.

وجاء في تقرير عاجل نشره المعهد أن “إسرائيل في طريقها لجيش ضعيف وواقع يعرض معادلة الردع الإقليمية للخطر، بالإضافة لمخاطر أخرى”.

وحذر المعهد من أن سلاح الجو هو الأكثر تضررًا من موجة الاستنكاف، إذ إن “غياب آلاف الضباط والطيارين من شأنه المس باستعداد أنظمة حيوية في سلاح الجو ومنها، الاستخبارات، والعمليات الخاصة، والوحدات المختارة؛ في الوقت الذي تزداد فيه خطورة اندلاع حرب متعددة الجبهات”.

احتلال أكثر عدوانا وأشد وهنا

بدوره قال الباحث في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي، أنه ستبدو انعكاسات تمرير “التعديلات القضائية” على الكيان الإسرائيلي، للوهلة الأولى، متناقضة، حيث ستجعلها، من ناحية، أكثر عدوانا تجاه الشعب الفلسطيني، وفي الوقت ذاتها ستفضي إلى تآكل مقومات القوة التي تركن إليها في تأمين وجودها.

واوضح النعامي في مقال له نشر على “الجزيرة نت”، أن “تمرير القانون سيمنح الحكومة الإسرائيلية القدرة على التوسع في استخدام أدوات قمع أخرى ضد الفلسطينيين، مثل: فرض حكم الإعدام على المقاومين، تدمير المنازل، طرد عوائل منفذي عمليات المقاومة وغيرها”.

وفي المقابل اعتبر النعامي أن “إعلان الآلاف من ضباط وجنود قوات الاحتياط التوقف عن أداء الخدمة العسكرية بعد تمرير التعديلات، وضمن ذلك المئات من طياري سلاح الجو، الذي يمثل القوة الضاربة لإسرائيل، يعني أن قدرة إسرائيل على خوض المعارك باتت متدنية”.

ونشر عبر حسابه على تويتر فيديو لقائد في جيش الاحتلال يستعطف الجنود الصهاينة العازفين عن الخدمة، معتبرا أن ذلك يشي بعمق الازمة لدى الكيان وانه في طور الذبول ، وفق حديث النعامي.

وبحسب النعامي، يفتح تمرير التعديلات القضائية في إسرائيل أمام الفلسطينيين مسارا قانونيا لتعقب إسرائيل ومحاكمتها في المحافل القضائية الدولية. فحتى الآن كانت إسرائيل ترد على الدعاوى ضد ارتكابها جرائم حرب أمام المحاكم الدولية بالقول إن لديها جهازا قضائيا مستقلا يمكنه التحقيق في هذه الدعاوي. أما الآن وفي ظل مبادرة الحكومة الإسرائيلية نفسها للتخلي عن الرقابة القضائية الداخلية على قراراتها وسياساتها، فقد أزيل عائق كبير أمام استنفاذ المسار القانوني الدولي في محاسبة كيان الاحتلال.

نتنياهو “كذّاب مُدمّر الهيكل الثالث”

ونشر الكاتب الصحفي ياسر الزعاترة، عبر تويتر، مقتاطفات من مقال نشرته صحيفة “هآرتس” بعنوان “كذّاب ابن كذّاب، مُدمّر الهيكل الثالث” يقصد نتنياهو.

وعلق الزعاترة في تغريدته، “هكذا فهم القصة كاتب إسرائيلي: استحضر كوارث التطرّف في تجربة اليهود؛ قياسا على ما حدث أمس من تصويت في الكنيست على الحد من سلطات المحكمة العليا.”

الخبير في الشؤون الإسرائيلية سعيد بشارات، نقل عن المراسلون العسكريون في الصحف والقنوات الإعلامية الإسرائيلية انهم يقولون ان معضلة رفض التطوع والتدريب تفشى الى الجيش النظامي, ليس هذا فحسب، بل ان الاعلانات عن الرفض تأخذ ابعاد تنفيذية.

واضاف بشارات في تغريدته عبر تويتر، “أبلغ قادة اسراب الطيران قائد سلاح الجو أن الطيارين يشكون من إذلال ومضايقة من الناس في الشارع وطلبوا منه ومن رئيس الأركان التصدي للظاهرة قبل انتشارها”.

اليوم تم استدعاء أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست لمناقشة سرية مع وزير أمن العدو يوآف جالانت حول ملاءمة الجيش للحرب، ومن المتوقع أن تركز المناقشة على كفاءة واستعداد جيش العدو الإسرائيلي للقيام بمهامه في المواقف الروتينية والطارئة ، على خلفية تخوف جيش العدو من رفض العديد من جنود الاحتياط الحضور إلى الخدمة بسبب التعديلات، بحسب بشارات.

وتوقع بشارات أن يجتمع مجلس الوزراء الأمني والسياسي المصغر ( الكابينيت) في بداية شهر آب لإجراء نقاش حدد مسبقاً ، وقال أن مصادر مطلعة على الموضوع تزعم أن هذه ستكون المرة الأولى التي سيتم فيها إطلاع الوزراء بشكل كامل على تهديدات الإضرار بكفاءة الجيش بعد اعلانهم الرفض.

بايدن بتحدث عن قانون يحمي نتنياهو

وكان نتنياهو رد على تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن تمرير القانون ، قائلًا إن “إسرائيل” تتخذ قراراتها منفردة بشأن السياسات الداخلية، في ظل احتدام التوترات بين الزعيمين ومخاوف واشنطن من قيادة نتنياهو.

كان بايدن قد صرح للصحافيين الثلاثاء الماضي بأنه يأمل أن “يبتعد” نتنياهو عن الإصلاح القضائي المثير للجدل الذي من شأنه أن يمكّن رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يواجه اتهامات بالفساد، من تعيين القضاة.

رفض نتنياهو تصريحات بايدن الأربعاء، قائلًا إن البلاد ستتخذ قراراتها على أساس “إرادة شعبها لا على أساس الضغوط الخارجية”.

وعندما سُئل عن دعوة نتنياهو إلى البيت الأبيض، قال بايدن للصحافيين إنه لا توجد مثل هذه الخطط “على المدى القريب”، في إشارة أخرى إلى العلاقات المتوترة بين الزعيمين.

وتستمر الاحتجاجات الضخمة التي وصفت على أنها “الأكبر في تاريخ إسرائيل” ضد حكومة بنيامين نتنياهو، وما تسعى لتمريره من قوانين وتغييرات قضائية غير مسبوقة، والتي دخلت الأسبوع الـ29، بحيث سجّلت “ليلة تاريخية” من الاحتجاجات شارك فيها أكثر من 550 ألف متظاهر من مختلف أنحاء البلاد، من مفرق “جوما” شمالًا وحتى إيلات جنوبًا.

وأفادت تقارير صحفية بأنّ المتظاهرين ضد التغييرات القضائية في القدس نشروا الخيام استعدادًا للبقاء عدة أيام أمام مبنى الكنيست.

وحذر العديد من رجال السياسة والمسؤولين الكبار من الأوضاع التي تعيشها “إسرائيل”، معتبرين أنّ “استمرار الحال على ما هو وعدم تراجع نتنياهو وحكومته عن خطة التعديل القضائي تنذر بكارثة حقيقية”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: