“الحوارات” يحذر من حرب أهلية في السودان ويدعو القوى العسكرية للعودة إلى ثكناتها

“الحوارات” يحذر من حرب أهلية في السودان ويدعو القوى العسكرية للعودة إلى ثكناتها

البوصلة – عمّان

قال المحلل السياسي منذر الحوارات إن القطاع العسكري من أهم الشركاء في الدولة، خصوصا في دول العالم الثالث والبلاد العربية، وهو غالبا ما يسيطر على قطاعات مهمة ليس الأمن فحسب، فهو شريك في الاقتصاد والسياسة ورسم الثقافة في المجتمع.

وأكد الحوارات في تصريح لـ”البوصلة” بأن كل ذلك يؤدي إلى تراجع مستويات التنمية وتغييب الحوكمة الرشيدة، والسودان واحد من هذه الأمثلة، حيث تهيمن المؤسسة العسكرية على السياسة منذ مدة من الزمن.

وأوضح بأن المشكلة الآن هو في بروز قوى عسكرية أشبه بغير النظامية وأصبح لها الدور الكبير وهي موازية للجيوش، وأصبحت تحقق مكاسب على حساب الجيوش النظامية، وعلى حساب الحكومات أيضا، وقوات الرد السريع في السودان واحدة من هذه الأمثلة.

وأضاف بأن “تضارب المصالح سيؤدي إلى مواجهة بين الأطراف كافة، فاليوم الأزمة تحتقن، لأن كل طرف لديه القوة الكافية ليدافع عن مصالحه، ويتحول الصراع من سياسي إلى صراع مسلح وفي النهاية إلى حرب أهلية، كما يحدث في بعض الدول العربية”.

وحول مبررات تحول هذا الصراع إلى حرب أهلية، أشار الحوارات إلى أن قاعدة الحوار باتت لا تعتمد على الثقل السياسي للقوى في الساحة بل تعتمد على الثقل العسكري، وبالتالي هذه لا تأخذ الرد والنقض، وعند تعارض المصالح يتم اللجوء إلى القوى العسكرية”.

ولفت إلى هذا الأمر أدى بأن تدفع البلاد العربية أثمان باهضة خصوصا خلال العقد الأخير والذي أعقب الربيع العربي، والذي كان يفترض أن يكون عقدا للتحول السياسي والاجتماعي، لكنه اصطدم بالمواجهة العسكرية، وأحبطته وحولت مطالبه السياسية إلى مطالب على الأرض.

وأضاف بأن هناك قوى تتناحر وتتحول إلى مليشيات ليصبح لدينا بدل أن نحقق الحكم الرشيد والديموقراطية، أمراء للحرب يتنافسوا على المكاسب في كل دولة حدث فيها محاولة للتحول السياسي.

وأكد الحوارات بأنه لا يمكن الخلاص والذهاب إلى دولة ديموقراطية دون إعادة المؤسسات العسكرية إلى ثكناتها وإلزامها بوظائفها التي توكل إليها، مشيرا إلى أن اشتراكها في السياسة هو عوار كبير لا يؤدي إلى المزيد من المشاكل والتصعيد وتغييب الحوكمة، لأن هذا الطرف لديه القدرة على قمع بقية الأطراف لتبقى المعادلة منقوصة وغير متوازنة لمصلحة من يمتلك القوة.

تجددت الاشتباكات في عدة مناطق بالعاصمة السودانية الخرطوم بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وذلك مع دخول الاشتباكات العسكرية بين الطرفين يومها الثالث.

ونفى مصدر بالجيش السوداني ما يُتداول من دخول قوات الدعم السريع لمنزل رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، موضحا أن الدعم السريع ينشر صورا قديمة.

وقال الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني إن “بعض الأبواق الإعلامية للمليشيا المتمردة تبث الأكاذيب للتضليل”.

وقال الجيش السوداني “نسيطر على كل مقارنا ولا صحة لاستيلاء العدو على القيادة أو بيت الضيافة أو القصر الجمهوري”.

كما اتهم مليشيا الدعم السريع بممارسة أعمال سلب ونهب لممتلكات المواطنين العزل تحت التهديد.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: