السقّا: حملات التحريض على الحركة الإسلامية لا تخدم الأردن ومواقفه

السقّا: حملات التحريض على الحركة الإسلامية لا تخدم الأردن ومواقفه

عمّان – رائد صبيح

على الرغم ممّا قدمه حزب جبهة العمل الإسلامي من إثباتات ووثائق حول التبرعات التي قام بها لصالح الأهل في غزة بعد العدوان الصهيوني الغاشم منذ السابع من أكتوبر الماضي، تواصل “حملاتٌ مشبوهةٌ”، الطعن والتشكيك في الحركة الإسلامية وذراعها السياسية والتشكيك في مواقفها الوطنية المنحازة لمصالح الأردن العليا في الوقوف إلى جانب الأشقاء في فلسطين بكل أنواع التضامن المتواصل والذي لم يتوقف لحظة واحدة.

ويرى مراقبون أنّ كثيرًا من الأحداث التي جرت لا تستهدف “العمل الإسلامي” وحده، بل تستهدف الموقف الأردني برمّته، والذي ظهر بشكلٍ متقدمٍ ومشرفٍ – شعبيًا ورسميًا – إزاء دعم فلسطين، وأنّ هذا المشهد التضامني واللوحة التضامنية العظيمة أصبحت بالفعل “كابوسًا” مقلقًا لا سيما حين يتعلق الأمر بالأردن.

إقرأ أيضًا: ردًا على حملات التشكيك.. العضايلة: لن يمنعنا عن نصرة غزة “إلا الموت” (شاهد)

الحركة الإسلامية وحزب جبهة العمل الإسلامي تقدموا الصفوف الأولى للحراك الشعبي المتضامن مع غزة، وأكدوا أنهم يسيرون جنبًا إلى جنب مع الكلّ الوطني بعيدًا عن “الحسابات والاتهامات الضيقة” التي بدأت تُكال لهم، بالسعي لحصد و”تكييش” مصالح انتخابية في ظل استمرار الحشود الشعبية الكبيرة، وأكثر من ذلك تجهيزها لعشرات الشاحنات بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الهاشمية لتقديمها للأهل في فلسطين، لكنّ الأمر لم يعد محتملاً لـ “البعض”، رغم أنّ ما يجري من عدوان وتهديد لا يقف عند فلسطين وغزة بل تعدّاه بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ لاستهداف الأردن بكل مكوناته، الأمر الذي يفتح الباب واسعًا للسؤال: لمصلحة من يتم استهداف الحركة الإسلامية اليوم بل أكثر من ذلك استهداف كل مظاهر التضامن مع أهلنا في غزة وفلسطين.

على قلبٍ واحدٍ في دعم فلسطين

“البوصلة” حاورت نائب الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس وائل السقا حول هذه القضية، الذي أكّد بدوره أنّ الهمّ الذي نعيشه اليوم في ظل ما يجري من عدوانٍ  غاشمٍ على فلسطين وقطاع غزة، أكبر من الهموم الصغيرة التي يثيرها البعض اليوم.

وقال السقا: إنّ الشعب الأردني بكل توجهاته يقف اليوم إلى جانب المقاومة مع الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا العدوان، وكلنا صفٌ واحدٌ، ندعو دائمًا لتمتين الجبهة الداخلية.

تنغيص الجوّ التوافقي

ولفت إلى أنّ هناك من يسعى لتنغيص هذا الجوّ التوافقي الذي ينمّ عن وقفة واحدة ضد الكيان الصهيوني الذي يستهدف الأردن أولاً، بادّعاءات نتنياهو وممارسات حكومته المتطرفة على الأرض، ومخططاتهم المعلنة التي تستهدف بلدنا شعبًا ودولةً ونظامًا.

إقرأ أيضًا:

وقال السقا: أعتقد أنّ ما يجري من استهداف للحركة الإسلامية وحملات التشكيك المتواصلة فيها، ليست لصالح الأردن، ولا لصالح الشعب الأردني، ولا لصالح قضيتنا المركزية التي بوصلتها القدس وفلسطين.

ولفت إلى أنّ هذه التشكيكات والحملة الممنهجة في أجواء، لا يصلح فيها الحديث عن الانتخابات، التي تضعها الحركة الإسلامية وحزب جبهة العمل الإسلامي على الرف حاليًا، لأنّ هناك ما هو أهمّ من ذلك، ليأتي من يقول إنّكم تسعون لاستثمار ما يجري في غزة لصالح زيادة شعبيتكم و”تكييش” وحصد مكاسب انتخابية.

وأكد أنّه عندما يجري الحديث عن الانتخابات المقبلة فإنّ يكون على “مضض” في ظل ما يجري في فلسطين وغزة، معبرًا عن أسفه الشديد ممّا يجري بالقول: “إذا شاركنا في الانتخابات مش خالصين.. وإذا قاطعناها مش خالصين”.

ولفت إلى أنّه يتمّ التعامل اليوم مع المشهد مثل مدير مدرسة ينادي الطالب الأول في الصف، ويقول له: أنا ابني جنبك في الصف وهو طُشّي (غير مجتهد) بدك تتجنب عشر أسئلة ولا تجيب عليها، حتى يكون ابني الأول على الصف، وليس أنت، وإلا بدي أعاقبك.

وتابع السقا بالقول: هذه التصرفات ليست معقولة، وأعتقد أنّ صبر الحركة الإسلامية أكبر من حملة التشكيك والاتهامات، والهمّ الذي يشغلنا أكبر من هذه المعاركة الجانبية، ولن ننزل إلى مستوى الردود وإلى فتح معارك لا تفضي إلى أيّ نتيجة إيجابية في مسيرة هذا الوطن.

وضع العصيّ بدواليب الإصلاح

وأشار السقا إلى أنّه “إذا أردنا إصلاحًا حقيقيًا هل نضع له عصيّ في الدواليب، أنتم تقولون أنّكم جادّون في الإصلاح وتدعمون أحزابًا أنتم صنعتموها ولم تتركوا وزيرًا ولا نائبًا ولا عينًا إلا وانتسب لها، وفتحتم لهم الجامعات والمنابر وأغلقتموها بوجه حزب جبهة العمل الإسلامي”.

واستدرك بالقول: “ومع ذلك حتى المسيرات التي تتحرك بعفوية وبمسؤولية تجاه قضية فلسطين بدأتم تتحدثون حولها بتنازع وتنافس وبطريقة غير لائقة”.

رأس مال الأردن وحدة صفه

ووجه السقا رسالة قال فيها: لا أمريكا ولا الصهاينة ولا الغرب يريدون خيرًا للأردن فلذلك (رأس مال الأردن وحدته ووحدة صفه).

وشدد أنّه “علينا أن نترك الشعب الأردني ليعبر عن مشاعره ونمنحه المساحة الكافية من الحرية وأن يشعر بأنّه ليس هناك أيّ تضاد بين المواقف الشعبية والرسمية، في الأقوال والأفعال، لماذا تتحدثون اليوم في الإعلام شيئًا وعلى الأرض شيئًا آخر، فهذا ليس لصالح البلد ولا يخدم، ولن ينفعنا لا صهيوني ولا أمريكي في المستقبل”.

وقال السقا: سنواصل تقديم الدعم لأهلنا في غزة ونصرتهم بكل الوسائل المتاحة ضمن القانون والدستور، ونحن نرفض أي سلوك يخالف ذلك.

وتابع السقا: سنواصل حملتنا طالما أنها قانونية، ولتتوقف حملات التحريض والتشكيك، وليدعوا الناس وشأنهم، فالأردنيون يثقون في الحركة الإسلامية ونحن نرسل التبرعات العينية التي تصلنا من خلال الهيئة الخيرية الهاشمية منذ اليوم الأول.

وختم بالقول: عندما طُلب منا عدم ارسال التبرعات للهيئة الخيرية الهاشمية باسم الحزب، قلنا لهم نحن حاضرون، وأرسلناها باسم المتبرعين بها، ونحن مجرد وسيط، ولكن مع ذلك خرجت البيانات والتصريحات التي تصيب أي منصف بـ “الغثيان”.

“العمل الإسلامي” يوضح حول تصريحات “الخيرية الهاشمية”

وكان حزب جبهة العمل الإسلامي عبّر عن أسفه لحالة اللغط التي أثارتها تصريحات الهيئة الخيرية الهاشمية دون توضيح أن الحزب يقوم بتوريد التبرعات بغير اسم الحزب وفقا لقانون الأحزاب وطلب الهيئة.

ودعا الحزب في بيان صادر عنه وصل “البوصلة” نسخة منه، لدور أردني أكبر في كسر ” وثيقة الحصار” عن غزة عبر جسر بري لتوريد قوافل الإغاثة في ظل تكدس 22 ألف شاحنة على معبر رفح وعدم دخول أكثر من 10% من حاجة القطاع.

وأكد ضرورة تكاتف الجهود لمواجهة حرب التجويع التي يمارسها العدو الصهيوني بقرار أمريكي وأيدٍ عربية ضد الشعب الفلسطيني الصامد لكسر إرادته ومواجهة انتصار المقاومة.

ونشر الحزب فيديو يوثق عملية جمع التبرعات وتسليمها للهيئة الهاشمية.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: