الشحروري لـ “البوصلة”: شريعتنا الغرّاء علمتنا المعنى الحقيقي للحفاظ على البيئة

الشحروري لـ “البوصلة”: شريعتنا الغرّاء علمتنا المعنى الحقيقي للحفاظ على البيئة

المركز الوطني لحقوق الإنسان يدعو لتكثيف الحملات التوعوية بقضايا البيئة والحكومة تطلق حملة نظافة على مستوى المملكة

يحتفي العالم والأردن في الخامس من شهر حزيران من كل عام باليوم العالمي للبيئة، في الوقت الذي تتواصل الدعوات إلى ضرورة إيلاء الحفاظ عليها وربطها بحقوق الإنسان وصيانتها أهمية بالغةً على صعيد الفرد والمجتمع، كما أوجبت ذلك شريعتنا الإسلامية  الغراء ومن خلال التدابير اللازمة التي كفلتها الأنظمة والقوانين وصولاً إلى بيئة سليمة ينعم فيها الإنسان بالخير.

وفي الوقت الذي أكد فيه المركز الوطني لحقوق الإنسان أن الحق في بيئة سليمة يواجه تحديات على المستوى العالمي والوطني على حد سواء، مطالبًا بضرورة تكثيف الحملات التوعوية لرفع الوعي بقضايا البيئة وعلاقتها بحقوق الإنسان باعتباره أمرا ضروريا، شددت وزارة البيئة في الأردن على أنّ الحاجة إلى العيش بشكل مستدام في وئام مع الطبيعة يتطلب إحداث تغييرات على السياسات والخيارات نحو أنماط حياة أنظف وخالية من الملوثات معلنة عن حملات نظافةٍ عامةٍ على مستوى المملكة ولكافة المحافظات.

احتفالٌ بحضارتنا الإسلامية

وقال أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور احمد الشحروري في تصريحاته لـ “البوصلة” إنّ الاهتمام بالبيئة وحفظها وصيانتها على مستوى الدول والعالم ما هو إلا احتفالٌ بحضارتنا والتزامنا الحقيقي بالآداب التي أوجبتها شريعتنا الإسلامية الغراء للوصول للمعنى والفهم الحقيقي للحفاظ على البيئة وتسخيرها لخير الإنسانية وتطورها.

وأضاف الشحروري بالقول: إنّ الناس اعتادوا على الاحتفال بما يرونه مناسباتٍ مهمة أو قضايا يجب أن تحوز على اهتمامهم وقد قصّروا فيها، متسائلاً في الوقت ذاته، في الوقت الذي نحتفي به باليوم العالمي للبيئة هل نحن قمنا بواجبنا في الحفاظ عليها سائر أيام العام، أم لأننا نشعر أنّنا مجرمون بحق البيئة فنخصص لها يومًا نعظم شأنها فيه؟.

وتابع بالقول: إذا نظرنا لحياة الناس اليوم فأين البيئة التي يحافظون عليها اليوم، فعوادم السيارات في كل الدنيا يستخدمون الديزل الذي لا يؤذي سيارة ولا يؤذي بشرًا، لكننا في الأردن نستخدم الديزل الذي يعمل عادمه على إعدام النفس النظيف للمريض والصحيح على حدٍ سواء، وهي من ملوثات البيئة.

وتابع الشحروري: ونحن نلوث البيئة حين نلقي القمامة من شبابيك سياراتنا، ونلوث البيئة بكثرة التدخين الذي ننفثه في وجوه أطفالنا الرضع، ونلوث البيئة ونحن نخرج في المتنزهات فنترك آثارنا لتدل على تقصيرنا، وإجرامنا في حق البيئة.

وشدد على أنّ “ديننا العظيم هو دين المحافظة على البيئة، والبيئة التي يشكل ضمانها الممتاز الشجر والحجر والحيوان”.

عناق النظافة روحيًا وماديًا

وأوضح بالقول: فهذا رسولنا عليه الصلاة والسلام يأمرنا أن نرفق بالحيوان وأن لا نقطع شجرًا، وأن لا نقتل حيواناً إلا لنأكله وأن لا نصطاد لنتسلى، وكل هذا علامةٌ على اهتمام شرعنا في البيئة، وشرعنا الحنيف الذي أراد لنا أن نعيش بنفسٍ طيبٍ على أرض الواقع وجعل لنا نفسًا طيبًا لأرواحنا.

وأضاف أنّه “حين تتعانق البيئة الخارجية مع البيئة الداخلية وتتعانق المادة مع الروح وتتعانق الطهارة مع هذه وتلك، فنكون ممّن أحسن إلى البيئة وممّن فهم معنى أن نحتفل باليوم العالمي للبيئة”.

ولفت إلى أنّه “يجب أن نكون سواءً في الحفاظ على البيئة، وتتظافر جهود الجميع حكومات وشعوبًا وجماعاتٍ وافرادًا، ومن هنا لا يجوز لإنسانٍ أن يستغل موقعه أو منصبه أو مركزه الاجتماعي فيودي بالبيئة ثم لا يستطيع أحد أن يقول له ماذا تفعل، وأمّا إذا أساء للبيئة شخصٌ عاديٌ مسكينٌ قمنا عليه ثم لم نقعد”.

وختم الشحروري بالقول: في الحقيقة أن الاحتفال بالبيئة هو احتفالٌ بحضارتنا والاحتفال بها احتفالٌ بالتزامنا الحقيقي لمعنى الحفاظ على الآداب التي أوجبها ديننا، والتي علمتنا المعنى الحقيقي للطهارة والنظافة في كل احوالنا من دخولنا لبيت الخلاء إلى استخدامنا المرافق العامة والسير في أرض الله والحفاظ عليها، وهو علامة من شريعتنا على تمام إدراك المعنى الحقيقي للمحافظة على البيئة.

الحق في بيئة سليمة يواجه تحديات وطنية وعالمية

بدوره أكد المركز الوطني لحقوق الإنسان أن الحق في بيئة سليمة يواجه تحديات على المستوى العالمي والوطني على حد سواء. وأضاف المركز في بيان له بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، وصل “البوصلة”، أن تكثيف الحملات التوعوية لرفع الوعي بقضايا البيئة وعلاقتها بحقوق الإنسان يعد أمرا ضروريا.

وقال البيان: إنّ العالم يحتفل في الخامس من شهر حزيران باليوم العالمي للبيئة، وفي هذا الإطار يؤكد المركز الوطني لحقوق الإنسان على أن الحق في بيئة سليمة هو أحد حقوق الإنسان التي كفلتها المعايير الدولية، حيث تمت الإشارة في العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ضمن إطار المادة (12) منه والمتعلقة بالحق في أعلى مستوى صحي يمكن بلوغه “على ضرورة اتخاذ جملة من التدابير من قبل الدولة الطرف في العهد ومنها تحسين جوانب الصحة البيئية”.

ويؤكد المركز بهذا الصدد على ارتباط الحق في بيئة سليمة بالعديد من حقوق الانسان، حيث ان تمتع الفرد بحقوقه يتطلب بيئة سليمة خالية من التلوث خاصة ما يتعلق بالحق في التمتع بمستوى معيشي ملائم، كما يتضمن ذلك الحق في الغذاء والمياه وكذلك يرتبط بصورة مباشرة بالحق في الصحة وغير ذلك من الحقوق التي تتأثر بصورة مباشرة وغير مباشرة بهذا الحق.

وأشار المركز في الوقت ذاته الى أن الحق في بيئة سليمة يواجه تحديات على المستوى العالمي والوطني على حدّ سواء، ويؤكد في هذا السياق على ما أورده في تقاريره السنوية المتعاقبة من توصيات تتعلق بضرورة مراعاة الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بشكل متكامل عند رسم السياسات البيئيّة، وضرورة الاهتمام بعملية تدوير النفايات بكافة أنواعها والتخلص منها على مستوى المملكة بأفضل السبل وأنجع الوسائل، وضرورة تكثيف الحملات التوعوية لرفع الوعي بقضايا البيئة وعلاقتها بحقوق الانسان و إنشاء المحطات المركزية لمعالجة المياه العادمة الصناعية والطبيعية في كافة مناطق المملكة.

دحر_التلوث_البلاستيكي

ويشارك الأردن دول العالم، اليوم الإثنين، الاحتفال بيوم البيئة العالمي، تحت شعار: “دحر_التلوث_البلاستيكي”.

وأطلقت الأمم المتحدة هذا الشعار للعام الحالي، والذي يصادف مرور 50 عاما على مؤتمر الأمم المتحدة الأول المعني بالبيئة البشرية، مؤتمر ستوكهولم عام 1972، والذي نتج عنه إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة وتعيين يوم 5 حزيران من كل عام يوما عالميا للبيئة، لإظهار الدعم المطلق لحماية البيئة بعناصرها المختلفة.

وقالت وزارة البيئة، في بيان صدر عنها الأحد، إنها تشارك العالم الاحتفال بيوم البيئة العالمي، لتسليط الضوء على الحاجة إلى العيش بشكل مستدام في وئام مع الطبيعة عن طريق إحداث تغييرات على السياسات والخيارات نحو أنماط حياة أنظف وخالية من الملوثات.

وستتضمن فعاليات الوزارة إطلاق وزير البيئة معاوية الردايدة لفعاليات الحملة الوطنية للنظافة العامة التي شملت محافظات المملكة كافة، وبمشاركة جميع الجهات المعنية الرسمية منها والخاصة، إضافة إلى بث الرسائل والفيديوهات البيئية، عبر مواقعها الرسمية ومواقع التواصل الاجتماعي للمديريات في المحافظات، واللقاءات التلفزيونية وبث الرسائل التوعوية البيئية عبر الإذاعة والتلفزيون الأردني، إلى جانب التأكيد على تفعيل بنود ومحاور القانون الإطاري لإدارة النفايات رقم 16 لسنة 2020، وإعلان النتائج وتوزيع الجوائز على طلبة المدارس الفائزين بالمراكز الأولى للمسابقات البيئية التي أطلقتها وزارة البيئة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، والتي شملت مدارس المملكة كافة.

 (البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: