العموش لـ “البوصلة”: هذه رسائل عاجلة لمسؤولي الملف الديني في الأردن

العموش لـ “البوصلة”: هذه رسائل عاجلة لمسؤولي الملف الديني في الأردن

الوزير الأسبق الدكتور بسام العموش لـ “البوصلة”:

– نحن نسير في الاتجاه الخاطئ والمسؤولون عن الملف الديني يتحمّلون المسؤولية

– إظهار علماء الأردن وخطبائه للعالم مهمّة الدولة

–  على مسؤولي الملف الديني التوقف عن النهج الإقصائي الخاطئ

– المنبر له دور اجتماعي وأمني وتوعوي وفكري تغفل عنه الدولة

– استضافة “المغمورين” على منابرنا لا تخدم رسالة الخطاب الديني

– حرمان المنابر من العلماء الأكفاء سينعكس سلبًا على الملف الأخلاقي في المجتمع

– منابرنا مفتوحة للجميع في الوقت الذي يحرم علماء الأردن من كل منابر العرب والمسلمين

عمّان – رائد صبيح

وجه الوزير الأسبق الدكتور بسام العموش خلال حديثه لـ “البوصلة” رسائل عاجلة للمسؤولين عن الملف الديني في الأردن، مطالبًا الدولة بوقف “نهجها الإقصائي” للعلماء الأكفاء والخطباء المؤثرين عن منابر المساجد في الوقت الذي يتمّ فيه استضافة من أسماهم “المغمورين والذين لا يملكون أيّ خطابٍ مميز” من الدول الشقيقة والصديقة ليعتلوا المنبر الرئيسي الذي تبث خطبه لكل الأردنيين فيما يُحرم علماء الأردن من وزراء سابقين ومفتين وعاملين لعشرات السنين في سلك الدولة المدني والعسكري من هذا المنبر.

وقال العموش: إنّ إظهار علماء الأردن وخطبائه الأكفاء المميزين وتقديمهم للمجتمع الأردني والعالم العربي والإسلامي هي مهمّة الدولة، لما يقومون به من أدوار بالغة الأهمية اجتماعيًا وأمنياً وتوعويًا وفكريًا الأمر الذي باتت تتجاهله الدولة أو تغفل عنه.

وأشار إلى أنّ إصرار بعض المسؤولين عن الملف الديني على “إرجاع المنبر” للخلف وإبعاده عن القضايا التي تشغل الأمّة في السياسة والاقتصاد والاجتماع والملف الأخلاقي سيكون له انعكاسات وآثار كارثية على أخلاق المجتمع وشبابه، لافتا في الوقت ذاته إلى أنّ استضافة شخصيات ليست من رموز العالم الإسلامي وعلمائه ومن لا يملكون أي تميز في خطابهم لن يخدم رسالة الخطاب الديني في الأردن.

الوزير الأسبق د. بسام العموش: حرمان المنابر من العلماء الأكفاء سينعكس سلبًا على الملف الأخلاقي في المجتمع

عتب على الدولة

وقال العموش: “إننا نتمنى لبرامجنا الدينية التوفيق ونشكر القائمين عليها، ولكن تجاهل العلماء الموجودين ومنهم وزراء سابقين كانوا مؤتمنين على منابرنا ومساجدنا فلماذا لا يكونون هم من يعتلي المنابر الرئيسية”.

وأشار إلى أن الأشخاص الذين يتم استضافتهم في حلقات العلم ومنابر الخطابة ليسوا من رموز العالم الإسلامي أو علمائه المشهورين لنقول أنهم استضافوا من هم بمقام الشعراوي أو الغزالي رحمهما الله أو شخصيات عالمية، لافتًا إلى أنّ بعض الذين تمّ استضافتهم يقرأ خطبته عن الهاتف الجوال وليس لديه أي قيمة جديدة مضافة.

وشدد العموش على أن هناك شخصيات وقامات وطنية ومفتين سابقين يعملون في جهاز الدولة المدني والعسكري، ويتم تهميشهم، مؤكدًا أن إظهار علماء الأردن وخطبائه الأكفاء وتقديمهم للمجتمع الأردني والعالم العربي والإسلامي مهمّة الدولة.

ولفت إلى أن الغالبية العظمى من خطباء الأردن يتبنّون الوسطية والخطاب المعتدل ويدعون للأمن والاستقرار، فلماذا يتم تجاهل خطبائنا العلماء أم أنّه كما يقولون “الإفرنجي برنجي”.

وأشار إلى أنّ هناك العديد من الرموز والعلماء في العالم الإسلامي يمكن أن يتم استضافتهم مثل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور أحمد الريسوني، وغيره من العلماء الذين هم من طراز الشيخ البوطي والشيخ الشعراوي.

وأوضح أن العلماء المميزين والرموز جميعنا نحب الاستماع لهم حتى العلماء والمتخصصون، مذكرًا من أنّ بعض الذين تمّ استضافتهم في أزمنة سابقة كان أحدهم يقطع الخطبة ويعتذر بعدم قدرته على إلقاء خطبة أمام ملوك، فكيف يصعد هؤلاء على المنبر.

نهج الإقصاء مرفوض

وقال العموش: نأمل من المسؤول عن الملف الديني كله في الأردن إعادة النظر في هذا الأمر، معبرًا عن أسفه لإقصاء العلماء والخطباء الأكفاء عن المنابر، وإظهار آخرين بحسب مزاج المسؤول، فإن كان يميل للتصوف يستضيف المتصوفين، والمتصوفون المحترمون على الرأس والعين، مستدركًا: “لكن نأتي بأشخاص ليس لهم أي وزن أو شهرة في العالم الإسلامي.

كما حذر العموش من استمرار إسناد مهمّة الخطابة للضعفاء وغير المختصين، قائلا:  ما يجري في مساجدنا، حتى داخل الأردن يتم إسناد الخطابة لغير المختصين، فتذهب لأي مسجد فتجد عددًا من علماء الشريعة يجلسون ويستمعون لأحد طلابهم، ونحن نفرح بذلك، لكن القاعدة العامّة: “إذا حضر الماء بطل التيمم”، فإذا حضر عالمٌ أكبر يتوقف المتدرب، والناس ليسوا حقل تجارب.

الخطاب الديني وبناء الدولة

وشدد العموش على أن “الخطاب الديني له دورٌ مهمٌ ومميز في بناء الدولة، فعندما يكون لدينا أكثر من سبعة آلاف مسجد، وكل مسجد يصلي فيه ألف شخص، يعودون لألف بيت”، متابعًا بالقول: نحن لدينا مشاكل اجتماعية كثيرة متعلقة بالمخدرات والطلاق وقلة الحياء المنتشرة، والخطباء مؤثرون وقادرون على التأثير في المجتمع وهم رافعة له وأمنٌ وقائي بكل معنى الكلمة.

ولفت إلى أن الخطباء العلماء يخاطبون بمنطق ديني مقدس يحترمه الناس ويستمعون له فيه قال الله وقال الرسول، متسائلا: لماذا تركنا المساجد وحرمنا المنابر من الخطباء المؤثرين الذين يهزون المنابر ويستجيب الناس لهم.

رسائل عاجلة

وطالب العموش في رسائل عاجلة وجهها لمسؤولي الملف الديني، “وهم يعرفون أنفسهم” على حد وصفه، بإنهاء ملف الممنوعين من الخطابة.

ولفت إلى أنّ من عنده تجاوزات من الخطباء أو إساءة فيمكن منع هؤلاء إن وجدوا مشددًا في الوقت ذاته أنه ليس هناك بين خطبائنا من يدعو لفساد أو تخريب أو فكرٍ منحرف، لكن كل ما في الأمر أن البعض يتحدث بالمواضيع بجزئية أو يطرح الأمور بطريقة كلية.

وقال العموش: الدولة كلها واقفة على أصابعها لما يحدث في القدس، ونحن بحاجة لخطباء مؤثرين يحدثون غيرة ونخوة في الشارع لأجل القدس وما يجري فيها من قتل وانتهاكات وخطورة ذلك على المسجد الأقصى.

نحن أدرى بوجعنا

وشدد على أنه يجب أن يكون الخطباء على قدر الأمر، وليس الضعفاء ومن لا يملكون القوة لذلك، فنحن أدرى بوجعنا، وليكن الخطباء من أبنائنا وإن كان هناك ضيف مميز فأهلاً وسهلاً.

ولفت إلى أنه في العلاقات الدولية تقوم السياسات على التبادل، فليفتحوا منابرهم لنا ونفتح منابرنا لهم، نحن ما لنا في اليمن وهل يستطيع خطيب أردني الذهاب للخطابة في اليمن والناس تقتل في الشوارع.

وتساءل العموش: هل أستطيع أن أخطب في السعودية أو المغرب، لا يمكن السماح لنا هناك بالخطابة لأنهم يعتبرون المنبر جزءًا من “سياسة الدولة”، أما المسجد الأول الذي تبث فيه الخطبة التلفزيونية فهذا لا يجوز.

إقصاء الكفاءات وتقزيم الخطاب الديني

وأعاد التأكيد على أن “ما نأمله من إخواننا المسؤولين المعنيين التوقف عن تقديراتهم الخاطئة في إقصاء الخطباء الأكفاء وتقزيم الخطاب الديني وجعله بهذه الطريقة”.

وشدد على أن الإسلام شامل يتحدث عن كل شيء إن كان هناك أمرٌ سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي يهم الأمة يجب الحديث عنه على منابرنا وهو يعبر عن حيوية الدين، أمّا استمرار الحديث عن الجار وبر الوالدين والذكر فهذا في جانب الأخلاق وعلى الرأس والعين، “أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض”، فلا يجوز أن نحجر على المنبر للحديث في قضايا محددة فقط.

ولفت إلى أنه عندما قاتل صلاح الدين الصليبيين حمل معه المنبر للقدس، وهذا يؤشر على أن المنبر رسالة مهمّة، مشددًا في الوقت ذاته على أنه “لا يجوز أن نرجع المنبر للخلف، ويصبح الرياضي والممثل أكثر تأثيرًا من الشيخ وأكثر مما يعرفون عن رجالنا وتاريخنا ومعاركنا”.

وأوضح العموش: مرت غزوة بدر وفتح مكة، فما هو تاريخنا وما هو واقعنا، نحتفل بمعركة الكرامة عندما تأتي ذكرها، فلماذا لا نربط الماضي بالحاضر.

وقال: أنا أتأمل من المسؤولين عن ملف الخطاب الديني التوقف عن نهجهم الإقصائي، لافتًا إلى أنه لا يمكن أن يصعد عالم أو شيخ محترم على المنبر ويطلب من الناس التخريب أو التكسير بل إن خطاب علماء الأردن أنّ أمن الأردن عبادة، ونريد أن ينمو بلدنا ونريد تعليماً واقتصادًا وازدهارًا وتقدمًا في بلدنا وهكذا.

وحذر من خطورة غياب المنبر عن الملف الأخلاقي ودورها الإصلاحي، متسائلا: “إن انهارت الأخلاق والقيم بالله عليكم هل نستمر في بناء سجون، وأنتم اليوم لا تريدون حبس المدين، فأين حقوق الناس إن ذهبوا لأخذ حقوقهم بأيديهم، نحن نذهب لحالة من التيه”.

ووجه العموش رسالة للدولة: عليكم أن تدركوا أنّ للمنبر دورًا اجتماعيًا وأمنيًا وتوعويًا وفكريًا، فهل عندما يصبح شبابنا مثليين فهل هذه حرية فكر، وعندما يصبح شبابنا ضائعين ونحن نراهم وأشكالهم في المقاهي، إلى أين نحن ذاهبون، نحن نسير في اتجاه خاطئ، والمسؤول عن الملف الديني هو المسؤول عن هذا الأمر.

وختم حديثه لـ “البوصلة” بالقول: “وجهنا رسائل إلى جلالة الملك حول الملف الديني والمنابر وما يجري فيها، وطلبنا لقاءه لنقول له ما عندنا ولكن حتى اللحظة لا أحد يستجيب لنا”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: