“الغزلان”.. حديقة استيطانية تبتلع 700 دونم وتحاصر الفلسطينيين

“الغزلان”.. حديقة استيطانية تبتلع 700 دونم وتحاصر الفلسطينيين

على مساحة 700 دونم بين بلدتي بيت حنينا وحزما شمال شرقي القدس المحتلة، تُخطط بلدية الاحتلال الإسرائيلي لإقامة مخطط استيطاني جديد تحت عنوان “الحديقة الوطنية-الغزلان” على أراضي فلسطينية، من شأنها محاصرة الفلسطينيين ومنع تمددهم جغرافيًا.

وصادقت ما تسمى “اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء” الإسرائيلية في القدس، على المخطط الاستيطاني لإقامة “حديقة الغزلان” في مستوطنة بسغات زئيف شمال المدينة، بعد أقل من أسبوع على تقديم المخطط.

وكشفت مؤسسات استيطانية عن حصولها على قرار موقع من رئيس “اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء” شيرا بطليموس بابائي، على المخطط لإنشاء حديقة طبيعية حضرية تغطي مساحة تقارب 700 دونم، في منطقة المنتزه “ناحال زمري”.

ومستوطنة “بسغات زئيف” تعتبر من أكبر التجمعات الاستيطانية شرقي القدس، يبلغ تعداد سكانها نحو 55 ألف نسمة، وهي مقامة على أراض فلسطينية محتلة منذ عام 1967.

وخلال السنوات الماضية، أجرت سلطات الاحتلال على المستوطنة توسعات كبيرة، لكي تفصل مدينة القدس عن عدة قرى محيطة بها، والآن تخطط لتوسعتها عن طريق بناء 930 وحدة استيطانية جديدة، ضمن خطة شاملة لتحقيق هذا الغرض.

وحسب المؤسسات الاستيطانية التي ستشارك مع بلدية الاحتلال وما تسمى “سلطة الطبيعة” في بناء “الحديقة الوطنية”، فإن المنطقة المستهدفة تضم قطيع من الغزلان وأنواع فريدة من النباتات والحيوانات.

مصادرة الأراضي

وعن تفاصيل المشروع الجديد، يقول الباحث المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب لوكالة “صفا” إن مصادقة “اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء” على المشروع الاستيطاني يعني فعليًا وضع اليد على الأراضي الفلسطينية المستهدفة لأجل البدء في تنفيذه.

ويوضح أن الحديقة ستقام على مساحة 700 دونم من أصل 1170 دونمًا من أراضي بيت حنينا وحزما وشعفاط، سيتم الاستيلاء عليها، بادعاء أن هذه الأراضي “محميات طبيعية”.

ويشير إلى أن المصادقة على مخطط إقامة الحديقة على أراضي بيت حنينا وحزما جاء بمبادرة ودعم من مستوطني “بسغات زئيف”، ومن رئيس بلدية الاحتلال موشيه ليون.

ويضيف أن بلدية الاحتلال تهدف من إقامة هذه الحديقة إلى عدم تمدد التجمعات العربية في حزما وبيت حنينا وشعفاط، وحرمان الفلسطينيين من الانتفاع بأراضيهم، ولإبقاء مساحة فارغة كي يستفيد منها المستوطنون كاستثمار مستقبلي لهذه الأراضي.

ويقضي قرار المصادقة على مصادرة الأراضي على المساحة الوحيدة المتوفرة لتوسع المقدسيين عمرانيًا، والتي أصبحت محصورة بين قطاعين من البناء الاستيطاني الذي يفصل شعفاط عن بيت حنينا، والخط الثاني يفصل بيت حنينا عن حزما.

وبحسب أبو دياب، فإن بلدية الاحتلال تدعي بأن هذه الأراضي هي “محميات طبيعة” يوجد فيها قطيع من الغزلان وأنواع من الحيوانات والنباتات، مستغلة ذلك لأجل الاستيلاء على مزيد من أراضي الفلسطينيين لصالح مشاريعها الاستيطانية المستقبلية.

ويبين أن الاحتلال يتخوف من اقتراب التجمعات الفلسطينية في المنطقة المستهدفة وتمددها باتجاه مستوطنة “بسغات زئيف”، لذلك يعمل على استغلال المناطق الفارغة في بناء “الحدائق الوطنية”، والمشاريع الأخرى.

محاصرة القدس

ويشير إلى أن هذه المستوطنة تأتي ضمن المستوطنات الدائرية الخمسة الموجودة في محيط مدينة القدس، وتحاصرها من الشمال، لإحاطة المدينة بحزام من المستوطنات، وفصل الأحياء الفلسطينية عن بعضها البعض.

وبعد بناء جدار الفصل العنصري أصبحت المستوطنة واقعة داخل الجدار شمالي القدس، بينما استثني مخيم شعفاط وتم إخراجه خلف الجدار وبناء معبر عسكري يفصل المخيم وجزء كبير من أراضي شعفاط وعناتا عن وسط المدينة المحتلة.

ويخطط الاحتلال مستقبلًا لربط مستوطنة “بسغات زئيف” بمستوطنات “آدم”، و”جيفع بنيامين ادم” شمال بلدة حزما ووصلها فيما بعد مع المستوطنات في قلنديا لمحاصرة المدينة المقدسة. وفق أبو دياب

ويؤكد الباحث المقدسي أن الاحتلال دائمًا ما يغلف مشاريعه الاستيطانية بغلاف “التطوير وتحسين ملامح المنطقة، والحفاظ على البيئة والطبيعة”، بغية الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في القدس، لاستثمارها في مشاريع مستقبلية.

ويوضح أن سيطرة الاحتلال على الأراضي المنوي إقامة “حديقة الغزلان” عليها سيؤدي لفصل بعض المدن الشمالية في الضفة الغربية المحتلة عن مدينة القدس وسيؤدي لتغيير الطرق.

(صفا)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: