د. أحمد شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

بلدوزر النتن يجرّف أوسلو

د. أحمد شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

د.أحمد شحروري

علم كل ذي بصيرة بأن اتفاقات أوسلو وَلَدت جرْوَاً ميتا،  وأنها مع تفريط مهندسيها العرب وشركائهم من الأعداء بالأرض وعبثهم بمستقبل ملايين الفلسطينيين، فهي لم تحظَ يوما باحترام الصهاينة، ولم يريدوا منها سوى تجييش سلطة تنطق خُلفا وكفرا بلسان أصحاب الأرض والتاريخ، وتتنازل من غير وكالة شرعية عن الحقوق التاريخية لشعب تضاعفت نكبته حين تكلم باسمه مرضى القلوب الذين قنعوا بمكتسبات رخيصة تختصر في بطاقات VIP، التي لا تعصمُ صاحبها من التفتيش والبهدلة على الحواجز وفي طريق السفر.

وهذه هي سلطات الاحتلال تقابل معروف سلطة أعانتها على اغتيال الأبطال ونسقت معها لتجريد أصحاب الحق من كل وسائل الدفاع عن النفس، وشربت نخب الصداقة في بيوت العسكريين والسياسيين الصهاينة في الوقت الذي كانوا فيه يصطادون المقاومين بمباركة ومساعدة من سلطة لم يشهد التاريخ مثيلا لها في كونها جهازا منظما متكاملا يعمل ضد وطنه وأبناء جلدته، فالثورات كلها كانت تُخترق بعملاء يعملون فرادى وتصطادهم سنارة المعتدين كُلاّ على حدة، لكن أن تجعل منهم شرطة وأمنا باطشا وجهازا إداريا فهذا هو النموذج غير المسبوق.

 ويا فرحة ما تمت، كانت الأصول تقتضي أن يكافأ من قدم خدمات جليلة لعدو أمته، لكن هؤلاء المساكين لم يقرؤوا التاريخ الحديث ولا القديم وكأنهم لا يعلمون -وليسوا ناقصي ثقافة- أن هتلر كان يحتقر العميل الذي يخدم ألمانيا ويخون قومه طمعا بالمال والجاه، ومثل هتلر كثيرون ممن جندوا العملاء لخدمة مشاريعهم العدوانية ولن تكون آخرهم دولة الاحتلال الصهيونية، وعملا بمبدأ احتقار العميل سحبت الدولة المسماة “إسرائيل” اعترافها باتفاقات أوسلو، وأعلنت أن لا سلام مع العرب ما دامت فيهم مقاومة، وصدّقت تصريحاتُها حتى الآن ما كان كل حر يؤكده وهو أن اليهود قوم مُطْل وأن عهودهم كاذبة، وأنهم وقد خانوا الأنبياء من قبل فلن يوفّوا أتباع خاتمهم صلى الله عليه وسلم حقا ولن يصدقوا معهم قولا.

وربّ ضارة نافعة، فإن المقاومة في الضفة الغربية قد طال كبتُها، وهي إلى أيام قليلة ماضية كانت تخضع لمداهمات من قبَل السلطة وتفتيش للبيوت ومصادرة للأسلحة ومنع من استهداف العدو وتنسيق مع قاتل الشباب والأطفال لإبطال كل محاولة للمقاومة، حتى إذا ثار طوفان الأقصى تغيرت المعادلة، فمع بذل السلطة خلاله جهدا كبيرا لضمان عدم خروج أمر الضفة من بين يديها إلا أن أبطال المخيمات كان لهم رأي آخر، فها هم في جنين يسطرون صفحات من فخار يكتبونها بدمائهم الطاهرة، ويرون العدو بكل ألوانه سوء العذاب بكمائنهم المحكمة وقنابلهم الحارقة وسواعدهم الخارقة حتى أطلق مراقبون على جنين (غزة الثانية)، أجل والله رب ضارة نافعة، فلا يحرر الأمم إلا دماؤها، وما كان لاتفاقات أوسلو أن تغور في داهية إلا بهذا الثمن، وأنى لسلطة أو قوة مهما بلغت أن تعود فتحيط بغضب فتيان ولدوا بعد تسطير هذا الإثم ولكنهم شهدوا لعنته على الأرض والإنسان، شهدوا الذل الذي كبّل به صُنّاعُه رقابهم ورقاب الفلسطينيين وكأنه قدر محتوم، وإذا به يهوي بفضل الله ويهوي معه كل فتّان مفرط أثيم.

تحتاج الأمم كثيرا إلى مجانين يجترحون حلولا لما هم فيه من معضلات، والجنون مطلوب لأن أصحابه لا يؤاخذون بما فعلوا، وبعض العمليات الجراحية لو نفذها عاقل لأُخِذ بها، ألم ترَ أن عدوك قد نسب حارق الأقصى إلى الجنون ؟ ويعيد الصهاينة الكرّة بالنتن وبن غفير وسموتريش، فهؤلاء مجانين، والحمد لله فما في العرب مجنون واحد،لكن الله ينعم علينا بمجانين أعدائنا، وحتفهم اليوم مخبوء تحت طاقية صهينتهم، وهم قد كفروا بكل الحلول ولم يبقوا إلا حل القتل والدمار، وسيشربون من كأسه، بل والله لقد شربوا، وقد أنجز أبطالنا حتى الآن دوسا على رقاع أوسلو وآثارها، وقتلا لآلاف الخنازير وجرحا لعشرات الآلاف، وتهجيرا لمئات الآلاف من مستوطني غلاف غزة الذي فقد أمنه إلى الأبد، وما كان هذا كله ليحدث لولا أن الله قيض لنا طوفان الأقصى ثم جنون الصهاينة في التعامل معه.

فليعمل بلدوزر النتن المتمثل بكتلته في الكنيست ما استطاع أن يعمل تجريفا لكل آثار المقبورين الذين صنعوا سلام النعاج للذئاب، وليصرّ على ما شاء من المطالب، فما أخذ بالمؤامرات وعمالة العملاء لن يسترده ولن يغسل عار أمة سكتت عنه إلا سواعد مؤمنة بربها حافظة لدرس عزتها موقنة أنها تسير في الطريق الصحيح الذي كتب الله أن يهجره المطبعون والخونة تطهيرا له من دنس قلوبهم وأيديهم، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts