تدبر القرآن على خلفية التخصص

تدبر القرآن على خلفية التخصص

الدكتور عبدالحميد القضاة (رحمه الله)

نشرة فاعتبروا (222)

  • درست القرآن الكريم على خلفيةِ تَخصصي في علم الجراثيم، ومع علمي الأكيد أن كتابَ اللهِ هو كتابُ هدايةٍ ورشدٍ، أوضحُ أوجهِ إعجازهِ لقارئيهِ عند النزولِ تمثلت بالفصاحةِ والبلاغةِ
  • بحيث كان لوقوف احدهم عند آية واحدة كافية لإعلان إسلامه لشدة إنبهاره بمبناها ومعناها، ودارت الأيام فضعف تذوقنا للغة العربية وسحر بيانها،وضعف تأثير هذا الجانب في الدعوة على أهميته.
  • على خلفيةِ تخصصي، وجدتُ إشاراتٍ كثيرة معجزة لا يفهمها إلا علماءُ الجراثيمِ بحكمِ تخصصِهم، تُضيف بعضَ المعاني الجديدةِ على ما ذكرهُ السابقون، ولو مَر على هذهِ الآياتِ غير أهل الإختصاص، لما أدركوها من هذه الناحيةِ، لافتقادهم الخلفيةَ المُتخصصةَ، ولكنّهم ربما أدركوا منها نواحٍ فاتت غيرهم.
  • ولهذا فإنّ أي دارسٍ متخصصٍ ومتدبرٍ للقرآنٍ الكريمِ على خلفيةِ تخصّصه، سيجدُ ما يُضيفُهُ للمكتبةِ الإسلامية، وفهم أكثر لآيات هذا الكتابِ ؛الذي لا تنقضي عجائبُهُ ولا تفنى عبرهُ.
  • إنني أنصح كل مسلم أن يقرأ ويتدبر القرآن الكريم على خلفية تخصصه، بغض النظر عن نوعه، فسيجد خيرا كثيرا،وستتكشف له جوانب لا تظهر لغيره من الإختصاصات الأخرى،والله تبارك وتعالى يقول” وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ ۖ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ( العنكبوت43)،أي الراسخون بالعلم والمتدبرون لآيات الله.

“كَلاإ ِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ”

  •  نداء إلى كل المتعبين، يا من يعتصركم لوعة الألم والبلاء، يا من تعصف بكم  الشدائد،
    كرروها على قلوبكم المحترقة وعيشوا معناها، واعلموا أنّ الدواء لم يصل بعد.
  • سيهديكم الله إليه وسيكتب لكم  الشفاء، وأن الحل المريح لمشكلاتكم لم يأتي بعد وسيهديكم الله إليه، وأن الشدة التي تعقدت لم تنحل، سيهديكم الله إلى طريقة ما لحلّها فلا تيأسوا.
  •  استعملوا سلاحكم الصامت وقولوا بصوت كله يقين وثقة “كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ”،
    نعم معي ربي، القادر على كل شيء، ولنسلك نهج موسى عليه السلام في تذكير اليائس؛ والمهمومً أو المغتم؛ قولوا له هذه الآية، فوالله إنها تغني عن كل عبارات التحفيز.
  • v فقد قالها صاحب اليقين وهو في أشد المواقف… فجأة… ينشق البحر ويصير يابسا، وينقلب الموت الذي ربما كان محققًا إلى نجاة، والرعب صار أمنًا وطمأنينة ونجاة.
  • فإذا الشيطان وسوس لك بأن الأمر يزداد سوءًا، وإذا  التوقعات حولك تشير إلى ازدياد الأزمة، وإذا كل شيء حولك ينبئ عن استمرار الشدة، فانسف تلك الخواطر بقول: “كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ”، إنها آية  نعيش ظلالها ونتلوها في كتاب الله ولنا أجر تلاوتها.
Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: