نشرة فاعتبروا.. الوهم القاتل!

نشرة فاعتبروا.. الوهم القاتل!

عبد الحميد القضاة - هل تعلم

العدد (286)بقلم المرحوم بإذن الله د. عبدالحميد القضاة

❖ يُحكى أن رجلا زار أحد فلاسفة الرومان، فدعاه الفيلسوف إلى مأدبته، وعندما بدأ الرجل يشرب الحساء، بدا له وكأنه رأى فى الطبق أفعى صغيرة، لكنه استمر فى الشرب مخافة أن يُحرج الفيلسوف، وحين عاد إلى بيته ظل قلقا مما تناوله، وبالفعل أصابه ألم شديد فى بطنه، أطار النوم من عينيه، وفي الصباح قصد بيت الفيلسوف لعلّه يجدُ دواء لما يعانيه.

❖ وكم كانت دهشته عظيمه، عندما أخبره الفيلسوف أنه لم يكن فى الطبق أي أفعى، وإنما كان هذا إنعكاسا لصورة أفعى مرسومه على السقف، ولتأكيد قوله سكب له طبق حساء آخر ووضعه تحت سقف حجرة الطعام، فانعكست فيه على الفور صورة الافعى، واندهش الرجل أكثر حين أحس بزوال ألم بطنه فور معرفته بالحقيقة.

❖ وهنا قال له الفيلسوف: “الأفعى توجد فى عقلك فقط”، فالوهم له قوة نفسية عجيبة، قد تتحول إلى واقع محسوس فى نفس الإنسان المتوهم”، وصدق قول العالم ابن سينا: “الوهم  نصف الداء، والاطمئنان نصف الدواء، والصبر أول خطوات الشفاء”.

امحها يا علي

❖ قال رسول الله صل الله عليه وسلم في صك صلح الحديبة لعلي: امحها يا علي واكتب محمد بن عبد الله، إنها استراتيجية النبي للحفاظ على الإسلام والتي لم يستطع لحظتها كبار الصحابة استيعابها، يعني تجاوز عن الصغائر للحفاظ على العظائم التي كانت تنتظر الأمة، تحول من الجدل الهادر للأوقات الثمينة إلى الانشغال بما ينبني عليه من الأعمال القويمة.

❖ امحها يا علي، يعني خسارة لحظية لأجل مغانم استراتيجية، خطوة تكتيكية للوراء ﻷجل قفزة استراتيجية مبهرة للأمام. امحها يا علي فتح بها نبينا مكة، وكانت استراتيجية نبينا مع كفار قريش، فما بالكم مع صحبه ومع من شاطره الهدف والهم والحزن والغم.

❖ امحها يا علي؛ تحتاج إلى نفسيات لا تصيبها نشوة السلطة والقوة أو نشوة القدرة على الابتزاز. تتطلب شجاعة المسامحة من جهة وشجاعة الاعتذار من جهة أخرى. ما أحوج أبناء اﻷمة اﻻسلامية لترجمتها على أرض الواقع وما أجملها من استراتيجية نبوية.

ذكرني يا ولدي!!

❖ كان أحد المشايخ يتردد عليه طالبُ علم، وحين يغادر يلتمس منه الدعاء فيقول: يا شيخ ادْعي لي! فيُجيبُه الشيخ: ذكّرْني يا ولدي حتى أدعوَ لك!، وكلما قال الطالب: ادعي لي، أجاب الشيخ: ذكرني لمرات كثيرة.. فجلس إليه متعجبًا ومستفسرًا عن مراده؟ فبيّن له الشيخ أن قوله ادعي هو خطاب للأنثى، وقول الشيخ: ذكّرني يعني لا تؤنثني، أي قل: ادعُ لي فهو الذي يليق بخطاب الذكور!

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: