فرج شلهوب
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

تطبيع سعودي ونكبة فلسطينية جديدة

فرج شلهوب
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

العربية السعودية قررت أن تطبع علاقاتها مع إسرائيل.. حددت المسار ولم تتردد على لسان ولي عهدها .. وهي كل يوم تقترب من انجاز المهمة.. ومن قبل لم تعارض الرياض صفقة القرن الخاصة بترامب..ولم يكن متصورا حينها أن تذهب الإمارات والبحرين لتوقيع اتفاقات “ابراهام” دون ضوء أخضر وقبول سعودي. ربما كان دافع الرياض لعدم التوقيع حينها أنها كانت تريد ان تنضج الظروف أكثر.. وان تتوفر مبررات أعلى لخطوتها..ولعلها اليوم وجدت كل ذلك.. نضجا ومبررات. 

الخطوة السعودية حاولت وهي تسعى للتطبيع.. أن تتغطى باشتراطات تتعلق بتوفير مظلة حماية امريكية لها عبر توقيع اتفاق دفاع مشترك ..والسماح بتخصيب اليورانيوم على أرضها ..ضمن مشروع نووي سلمي.  وفي السياق الفلسطيني.. تراوحت التصريحات السعودية بين سقف التمسك بحل الدولتين/ تصريح وزير الخارجية السعودي ..وضرورة منح الفلسطينيين تسهيلات حياتية ..كما في حديث ولي العهد لفوكس نيوز..

المؤسف ان المؤشرات الأولية للخطوة السعودية لا تعكس اننا بازاء موقف متمسك بسقوق المبادرة العربية ..التي هي بالأصل منتج سعودي.. ولا حل الدولتين.

فالرياض لم تنتظر لاكتمال دورة التفاوض وتحقيق اشتراطاتها.

.. لتبدأ التطبيع العملي عبر زيارات الوزراء الاسرائيليين للرياض .. وقبلها فتح الأجواء أمام الطيران الاسرائيلي.. وصولا لتسمية سفير للعربية السعودية لدى السلطة(!) وتدشين زيارة للسفير لرام الله.. وبالقطع فإن هذه الخطوة لا يتصور ان تتم خارج التنسيق مع تل أبيب.

وبالتوازي اوضحت لقاءات الرياض مع رجالات السلطة الفلسطينية.. أن هذه الاخيرة لم تعد تملك اي قدر من المناعة الوطنية.. للتأثير  في الخطوة السعودية.. بأي مستوى.. وان قصارى ما تملك ان تتأقلم معها.. وان تحاول ببؤس يدعو للاشفاق.. ان تجني من الشوك المر اسوء العنب. لتكتشف الرياض أنها وقعت على أرض خصبة لخطوتها عند سلطة تحتضر..ليكون سقف تفاهمات الفريقين ..في الموضوع السياسي المتعلق بالقضية الفلسطينية..لا يخرج عن صيغة تسهيل حياة الفلسطينيين..والفوز بخطوات اجرائية تتعلق بتدفق المساعدات واموال الضرائب.. والبناء في المنطقة ج.. وفتح مكتب التنسيق في واشنطن… فيما قضية الدولة والأرض والقدس والاستيطان يتم تأجيلها إلى مراحل لاحقة.. منعا للفشل(!!) ومن اجل توفير أرضية مناسبة لطرح هذه الموضوعات  مستقبلا(!!) واذا كانت أوسلو..  التي بدأت بسقف ووضوح اعلى.. وفي بيئة وشروط سياسية افضل..انتهت بعد ثلاثة عقود الى لا شيء ..فإلى اي شيء ستقود الخطوة التطبيعية الجديدة؟ ..وكم ستحتاج من الزمن ..ليعرف اصحابها انهم كانوا طيلة الوقت يمضغون الهواء؟

هل ينتظر الفلسطينيون ثلاثين عاما اخرى من التيه ..فيما مركبة التطبيع مع الصهيوني تمضي بخطى ثابتة نحو أهدافها..في شرعنة الاحتلال..واعادة صياغة الإقليم وهندسة علاقاته..

ما يجري للأسف إعلان لوصول الحالة العربية الى اسوء اوضاعها..والفلسطيني المغلوب على امره.. مطلوب أن يدفع من قضيته ثمن هذا الانحدار العربي.. نحو علاقة مع إسرائيل يأمل اصحابها أن تجلب لهم الحماية والرضى الامريكي.

حالة عربية متردية تستثمر في ترد فلسطيني بلغ بؤس قيادته أن تعتاش من التنسيق الأمني…وحراسة أمن المحتلين.

   سياق بائس لا مراهنة عليه ..يجلب الأخطار ليس على الفلسطينيين وحدهم..وان كانوا في عين العاصفة..ولكن على الإقليم العربي كاملا ..وجوار فلسطين على نحو خاص..وهذه قصة اخرى تستحق أن ترصد..وان تسرد.. ولعل لنا عودة على ذلك.

(السبيل)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts