طفح الكيل لدى الشعب الفرنسي؛ فخرج في تظاهرة حاشدة وسط باريس، وعدد من المدن الأخرى؛ للتنديد بالعنف ضد النساء.
35 ألفًا خرجوا في باريس وحدها.
يقول ناشطون إن أكثر من 130 امرأة قتلن بأيدي شركائهن، أو رفاقهن السابقين هذا العام.
في الأردن، يقول الناشطون إن حوالي 20 جريمة قتل ارتكبت ضد نساء منذ بداية العام الحالي، لكن لا يعرف بالضبط هل هي جرائم «شرف» كما تسميها الناشطات النسويات، أم أن هناك أسبابًا أخرى.
بالمقارنة مع فرنسا، يبدو أن نسبة الجرائم التي ضحاياها نساء متقاربة جدًّا، وهذا الأمر لا يسرّ.
السؤال الذي يطرح نفسه: هل هناك نظام أبوي في فرنسا تسبب بهذا العدد من الجرائم؟ هل هناك نظام أسري صارم تسبب في تلك الجرائم؟ هل هناك نظام حماية ووصاية على البنت هناك تسبب بتلك الجرائم؟ هل هي جرائم دفاع عن الشرف؟ هل هناك قانون في فرنسا يمنع المرأة من حرية التنقل، أو حرية العمل، أو حرية الزواج، أو حرية الطلاق، أو حرية المبيت مع من تشاء متى تشاء؟
لست هنا بصدد التقليل من خطورة العنف الأسري، ولا خطورة جرائم قتل النساء، فالجريمة ضد المرأة وضد الطفل وضد أي فئة ضعيفة يجب أن ينال مرتكبها أقسى العقوبات، ولا يجب أن نتساهل في أي منها؛ فمن «أَمِن العقوبة؛ أساء الأدب». ولكنني بصدد تصويب البوصلة للتصدي لمثل تلك الجرائم المستنكرة، وفق منظومة الأسرة وفق الشريعة الإسلامية الغراء، بدل حرفها لاتجاهات لا علاقة لها بحماية المرأة أو الطفل. والدليل عندكم في عاصمة الحريات في العالم كما يحب البعض أن ينعتها.
(السبيل)
