عمّان – البوصلة
قال أستاذ الدراسات الإسلامية الدكتور إبراهيم الجرمي في تصريحاته لـ “البوصلة“: إنّ كلّ ما يجري في هذا الكون من ظواهر طبيعية ورياح وعواصف شمسية وعواصف رملية وارتفاعٍ لدرجات الحرارة أو انخفاضها؛ وغيرها من الظواهر، ما هي إلا من أمر الله سبحانه وتعالى، مؤكدًأ أنّ هذا الأمر يستوجب علينا التعامل معها بإيماننا المطلق بالله سبحانه، وأن نسير على هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل معها وفهمها.
وأشار الجرمي إلى الحديث الذي جاء فيه: “صلّى لنا رسول الله صلاة الصبح بالحديبية على إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف أقبل على الناس فقال: هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب.
ونوه إلى قول الله تعالى: “فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَٰذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا ۚ بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُم بِهِ ۖ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أليم”، وهي دلالة على ظواهر قد تحمل معها العذاب والدمار لبعض الأقوام، فيما تذكر آية أخرى من كتاب الله: “وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين”، وهي ما فيه النفع والخير لأقوامٍ آخرين.
وشدد الجرمي على أنّه يحرم على المسلم سبّ الظواهر الكونية والرياح والمرض لأنّ كل ذلك من أمر الله سبحانه وتعالى، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تسبوا الريح، فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذه الريح، وخير ما فيها، وخير ما أُمرت به، ونعوذ بك من شر هذه الريح، وشر ما فيها، وشر ما أمرت به”، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ المسلم مطالبٌ أن يتقي من مثل هذه الأمور ويمنع ضررها بقدر استطاعته كما يطلب الشفاء والعلاج من المرض.
وأشار إلى ما ورد عن الرعد وكونه ظاهرة صوتية، حيث جاء في الحديث:”أَقْبَلَتْ يَهُودُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِمِ؛ أَخْبِرْنَا عَنْ الرَّعْدِ مَا هُوَ؟ قَالَ: مَلَكٌ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُوَكَّلٌ بِالسَّحَابِ مَعَهُ مَخَارِيقُ مِنْ نَارٍ يَسُوقُ بِهَا السَّحَابَ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، فَقَالُوا: فَمَا هَذَا الصَّوْتُ الَّذِي نَسْمَعُ؟ قَالَ: زَجْرُهُ بِالسَّحَابِ إِذَا زَجَرَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى حَيْثُ أُمِرَ، قَالُوا صَدَقْتَ”.
وحول هدي النبي صلى الله عليه وسلم في ايّام الحر الشديد وكيف يتعامل المسلم معها، ذكر الجرمي حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إِذَا كانَ الحَرُّ، فأبْرِدُوا عَنِ الصَّلَاةِ، فإنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ وَذَكَرَ أنَّ النَّارَ اشْتَكَتْ إلى رَبِّهَا، فأذِنَ لَهَا في كُلِّ عَامٍ بنَفَسَيْنِ، نَفَسٍ في الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ في الصَّيْفِ.
واستدرك لكنّ النبي صلى الله عليه كان يصوم الأيام شديدة الحر، احتسابا للأجر في أيام القيامة الأشد حرًا، وروي عنه قول الصحابة: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلَّم في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد الحر وإن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما في القوم أحد صائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم”.
ولفت الجرمي إلى معنى يجب على المسلم أن ينتبه له فيتعلم أن يكون صابرًا حين نبتلى بأجواء شديدة الحرارة ويكون شاكرًا لله سبحانه إذا ما كانت الأجواء معتدلة طيبة، مشددًا على أنّ المؤمن يتعامل مع كل الأحوال بإيمانه المطلق بالله سبحانه وتعالى متفائلاً بالخير وبرحمة الله تعالى بعباده.
يذكر أنّ المنطقة والأردن شهدت عواصف رملية وتقلبات شديدة في الطقس لهذا العام.
(البوصلة)