سعود أبو محفوظ
سعود أبو محفوظ
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

“حلال” (halal)

سعود أبو محفوظ
سعود أبو محفوظ
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

• خلال سبع سنوات سيتواصل نمو سوق “الحلال” ليتجاوز حاجز 10 تريليون سنويا بحسب وكالة ” اينا”، فمنتوجات الحلال دخلت سباق التريليونات، حيث ان اندونيسيا وحدها تستهلك من سوق الحلال144 مليار دولار، وبنغلاديش 107 مليار دولار، تليها الباكستان ونيجيريا، وتعدت صادرات تركيا من منتوجات الحلال 20 مليار دولار.

• أصبح وسم “حلال” مصطلحا عصريا كاسحا يؤشر على نمط الحياة بين مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، ويبدو ان المصطلح اتسع ليشمل عناصر كثيرة تدخل في نمط الحياة التي يريدها المستهلك، فالأصل في الاشياء انها مباحة ومتاحة وحلال لأن فيها النفع للمستهلك الا ما ورد فيه نص يحدد حرمته سواء في الأصل او من خلال اختلاط المنتج اثناء انتاجه وتجهيزه بمستحضرات محرمة.

• صناعة الحلال جعلت الدين سوقا ضخمة لرؤوس الامول حيث ان سوق اللحوم الحلال في كندا وحدها وصل الى أكثر من 400 مليون دولار لعام 2018م، وفي لندن سينظم المهرجان السابع للطعام الحلال بتاريخ 24-25/9 / 2022م وذلك في ستاد لندن الواقع في كوين اليزابث بارك، حتى قومية الايغور المسلمة المحتلة والمقموعة في الصين لها نصيب وافر من الاقبال على مطاعمها ومنتوجاتها المميزة.

• ففي اوروبا ينموسوق الحلال سنويا بنسبة 20% ولازال في صعود لافت، ذلك ان عدد مسلمي اوروبا الشرقية الأصليين ومسلمي اوروبا الغربية المهاجرين يتجاوز 70 مليونا يشكلون سوقا استهلاكية نوعية ضخمة، وفرضت بعض الجهات نفسها في السوق لموثوقية التحري الدقيق للحلال في منتجاتها، والغريب ان بعضها يبيع بسعر أعلى ولكن الاقبال عليه أشد، ما شكل حافزا للآخرين للخضوع للمعايير الاسلامية تجاوبا مع الطلب المتزايد للزبائن.

• ولقد نظم في لندن العديد من مهرجانات ” الحلال” في تجمعات واحتشادات كبيرة استقطبت الكثيرين وتضمنت أفكارا مبتكرة في التقديم ومبدعة في هندسة عرض” الحلال”، وكذا فعلت دول أخرى حتى اليابان اتجهت قطاعات واسعة فيها لتلبية طلبات العدد المتزايد من الزوار المسلمين ومن دول اسيا المسلمة، وكذلك لنيل حصتها من السوق العالمي الذي يعج بمليارين وثلث من المستهلكين المسلمين، وفي الولايات المتحدة اخذت منتجات الحلال طريقها الى رفوف العرض والحال في كند أفضل، وفي المانيا يستخدمون تطبيق “حلال زلال”.

• وكانت القمة السابعة “لمنتجات الحلال” قد انطلقت في اسطنبول بمشاركة 400 جهة من 35 دولة، وأصبحت المنتجات الحلال تورد من دول مسلمة وغير مسلمة مثل البرازيل وفرنسا ونيوزيلندا وكندا وغيرها، لا بل ان اربعة أخماس “الحلال ” يصل من جهات غير مسلمة ادركت تأثير هذه التجارة النامية بقوة في السوق العالمي، وصرح نائب الرئيس التركي فؤاد سزكين : ” ان سوق الحلال كان يبلغ 4 تريليون دولار عام 2017م واليوم وصل الى 7 ترليون دولار”.

• ان مسلمي القارة الهندية هم من توسعوا في التحري لدينهم ففرضوا ثقافة وفقه الحلال وقلدهم الآخرون في مهاجرهم وحذوا حذوهم، وهم الأمة الأكبر في عالمنا الاسلامي بتعداد يصل الى 360 مليون هندي وكشميري، و265 مليون باكستاني، و188 مليون في بنغلاديش وسريلانكا ومالديف، اضافة الى عشرات الملايين في المهاجر، ذلك ان ثلث الملة المحمدية هنود.

• بحسب التقرير الصادر عن مؤسسة دينار ستاندرد لعام 2000م عن حالة الاقتصاد الاسلامي، فان اقتصاد الحلال يشكل 3,7% من اجمالي التجارة العالمية، واتسعت مؤخرا المجالات التي تشملها التجارة الحلال لتضم الى جانب اللحوم والدواجن والمذبوحات الالبان ومشتقاتها وتعليبها وتغليفها الحلال والخالي من الدهون الحرام، وكذلك المياة المحفوظة بحاويات لاتختلط مع اواني الكحوليات والحلويات الخالية من الجيلاتين الحيواني والفيتامينات الخالية من دهون الخنزير، واتسع السوق ليشمل منتجات التجميل الحلال ومستحضرات العناية الشخصية التي لاتدخل في تصنيعها مفردات المحرمات وموضات الأزياء وصولا للأسمدة، واتسعت أيضا لأسواق سياحة الحلال بكل مكوناتها بما فيها الفنادق الخالية من صالات القمار والاندية الليلية، فهذ اقتصاد حلال يشمل كل القطاعات التجارية في كافة المجالات الاستهلاكية.

• ويؤكد د. ساري كميل استاذ الاقتصاد في جامعة السوربون” ان سوق المنتجات الحلال قد شهد نموا عالميا خلال السنوات الاربعين الاخيرة”، ولربما كان المحرك الرئيس لنمو السوق الحلال هو انتشار الفهم السليم لصحيح الدين وتفشي الصحوة الاسلامية، ولقد قدر مصروف الاسرة المسلمة من المستهلكات الحلال في المعدل بنحو 350 دولار شهريا، وبدورها تحرص سلاسل تجارة الاغذية حول العالم على توفير المنتجات الحلال التي تلقى رواجا كبيرا.

• وتتجه الشركات متعددة الجنسية لبيع وتوريد منتجات الحلال الى المسلمين وغير المسلمين وبعضها أصبح له ريادة عالمية في هذ المجال، لابل ان بعض الغربيين أخذ يستسيغ الذبح الحلال اكثر من الوسائل الاخرى، فالانجليز يفضل اكثرهم اللحوم الحلال لانها سريعة النضوج وطعمها لذيذ، وكانت احدى الدول حصرت مهمة الذبح في المسالخ على المسلمين من مواطنيهالاسباب موضوعية.

• امتد الطعام الحلال ليشمل الاقتصادات غير الاسلامية حيث أصبح الحلال معيارا لاشكال آمنة من الغذاء الصحي للمستهلكين االباحثين عن منتجات بديلة وسليمة وعالية الجودة، ولقد أسهمت الشركات التجارية في الاسواق الغربية في تطور تجارة الحلال والالتزام بشروطها لاسباب ربحية صرفة، ولكن التجارة ذاتها توسعت وفرضت نفسها على المنتج ليلبي رغبة المستهلك، فأصبحت كلمة ” حلال” ماركة تجارية يحرص المروج على حيازة حصتة منها في المجالات التنافسية المفتوحة كون أكثر المسلمين يتحرى الحلال في المطعومات.

• ووفقا للمعايير الاسلامية فان المذبوح يتوجب ان يكون سليما قبل ذبحة ويسمى عليه وتقطع اوداجه وحلقومة والمرئ لاسالة الدم سريعا مع بقاء رأسه مؤقتا للضرورة وذلك باستخدام الة حادة، ويتفادى تعذيبه والتنكيل به بالخنق والصعق وغيرها من الاساليب البدائية.

• في الاسلام ليست كل الحيوانات مباحة للأكل ولا كل السوائل حلال للشرب ولا كل طريقة للخلاص من الذبيحة محللة للأكل، فالغنم والماعز مثلا أكلها حلال وفي الاردن يطلق عليها الناس “حلال”، ولكن بعض الدول تمنع الذبح الحلال لكنها تجيز المذبوحات الحلال المستوردة، وبعض الدول تتصدى لهذه الظاهرة لانها تعبر عن هوية اسلامية مغايرة.

• ان “حلال ” ليست مصطلحا مقصورا على الاطعمة المباحة للمسلمين وانما تعكس فلسفة كاملة للحياة لدى المسلمين وبالتدريج تحولت الى حالة اقتصادية رائجة كبيرة ومؤثرة لان ” حلال ” تعني للمستهلك المسلم المباح وهو نقيض الحرام والمنافي لاحكام الشريعة الاسلامية ففي الصين مثلا يتزاحم الجميع على مطاعم المسلمين فهي مقصد المسلم والغربي معا لانها تعمل بمواصفات يستسيغها الجميع، وبعض الجهات الاسلامية أصبحت تمتلك منظومة متقدمة وتنافسية عالمية محكومة بمواصفات عالية في اتقات صناعة الحلال.

• هناك تحول حقيقي نحو منظومة موحدة للحلال، حيث ان الحلال مفهوم شامل لمناحي الحياة كافة سواء مالية او اجتماعية او سلوكية، وكذلك ما يخص المطعومات والمشروبات والملبوسات ومدخلات التجميل والعقاقير والادوية والترفية والسياحة والترويح….الخ، فالحلال اسلوب حياة متكامل، و”الحلال” نهج فيه ضمان لمستهلك المنتجات بانها تتوافق مع الاسلام وهذا حق ضمنته الشريعة الاسلامية وكفلته اتفاقيات منظمة التجارة العالمية .

• والاقتصاد الحلال يتطلب انضباطا والتزاما عاليين لذلك اعتمدت دول عديدة مؤسسات شرعية لاصدار شهادات الحلال لضمان الالتزام الشرعي، وبحسب رئيس اتحاد الغرف السعودية هشام الكعكي فان : ” هناك 75 جهة مانحة لشهادة حلال في 40 دولة تشهد نموا هو الأكبر في العالم بنسبة تتجاوز15% لعام 2020م”، وان احدى جهات اصدار اصدار شهادات الحلال في الاورغواي (IS E6) يعمل لديها نحو 150 مشرفا يتعاملون مع نحو 1500 جزار مسلم في امريكا اللاتينية وحدها، وهناك تطبيقات اليكترونية للتأكد من مواصفات وسم ” الحلال” حول العالم وهي تعمل وفق المذهب الحنفي الذي عليه كثير من العجم.

• ان الاقتصاد الحلال تحول الى نظام بيئي كامل قائم على القيم الاخلاقية المشتركة بين الشركات والمتاجر والمجتمعات في اقتصاد مبني على القيم الملزمة، بحيث تحترم البيئة والانسان والحيوان والاستدامة وحقوق الموردين والعاملين والمستهلكين بعدالة، انه الاستثمار الناجح في المنتجات والخدمات الحلال باسلوب محترم وصحي وآمن.

• (الي هود) اقل من اثنين في الالف من العالم وأكثرهم علماني غير متدين ومع ذلك يفرضون نموذجهم الغذائي بالتزام مبالغ فيه، والاسلام بشموله وكماله يفرض ذاته باستمرار في كل مجال ومنها مجال ” حلال” الذي غدا احدى المحركات الرئيسة للتجارة الدولية، ولقد لفتت اوزغول اوزجان نائب وزير الثقافة والسياحه التركية الى : ” ان النمو المستمر لاقتصاد الحلال الذي يضم في بنيته العديد من القطاعات بدءا من الادوية وصولا الى الالبسة …” واشارت الى” ان سوق السياحة العالمي ينمو بمعدل 3,8% سنويا بينما المعدل في (السياحه الحلال)يصل الى 4,8%”، ان سوق الحلال يشكل اليوم رافعة اقتصادية ويمنح فرصا اضافية للتجارة المستندة الى الحلال حتى القروية الفلاحية منها.

• البنوك الاسلامية حول العالم تحوز 4 تريليون، والحج والعمرة يصل انفاقهما السنوي الى 50 مليار دولار، الاضاحي وصل تعدادها نحو 70 مليون أضحية حول العالم، ورغم ان الشريعة الاسلامية لا تستقيم الا بحاكمية تطبقها وسلطة تصونها وتحميها، وهو الامر غير المسموح به كونيا، ورغم حرمان المسلمين بالذات من المرجعية الجامعة قسرا وقهرا، الا ان البعض اجتهد في البحث عن حلال المطعومات وحلال السياحة والسكن وحلال المباهج والبرامج ووسائل الترفية واللياقة البدنية، فالاسلام دين عجيب في التكيف الذاتي وفرض النموذج الرباني، ولديه قدرة كبيرة على تحويل الميكانيكي الخامل الى ديناميكي عامل، ومن ذلك سوق منتجات “الحلال”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts