خبير استراتيجي: المليشيات توظف سياسيا ونتعامل مع معطيات غيّرت الأوليات

خبير استراتيجي: المليشيات توظف سياسيا ونتعامل مع معطيات غيّرت الأوليات

البوصلة – عمّان

أكد الخبير الاستراتيجي عامر السبايلة على ضرورة دعم الجهود الرسمية، خصوصا المؤسسة العسكرية في التعامل مع المليشيات التي باتت تنشط على نحو كبير على الحدود الشمالية، وتعمل على تهريب المخدرات والممنوعات إلى داخل الأراضي الأردنية.

وقال السبايلة إن “وجود هذه المليشيات بدأ منذ عام 2018 وكانت في مسار تطور، فهي تعمل مع عالم الجريمة وبالتالي لم تأخذ من الإرهاب ذريعة بل العمل في عالم الجريمة وخصوصا المخدرات”.

وبين الخبير الاستراتيجي في تصريح لـ”البوصلة” بأن هذه المليشيات بدأت “تستوطن في سوريا ولبنان وصولا إلى العراق وأصبحت شبكة كبيرة موجودة في هذه الدول وبدأ سوق المخدرات يقوى وأصبح أكثر تجذرا وبالتالي تحول إلى خطر مباشر، فعندما نتحدث عن هذه الجزئية نتحدث عن تطور في قدرات هذه المليشيات فهي لم تعد مليشيات تهريب عابرة للحدود بواسطة تقنيات بسيطة”.

وأوضح بأن “هناك عمليات تهريب بواسطة طائرات مسيرة (بدون طيار) وهناك اتصالات وقدرة على التظليل تكنولوجيًا عبر أدوات عالية المستوى، والخطر في استيطان هذه المليشيات قد يبدأ في المخدرات وينتهي بحالة من عدم الاستقرار في حرب غير نمطية”.

وأضاف السيايلة قائلا: “رأينا في الشهور الماضية كيف ازدادت وتيرة هذا العمل ودفع الجيش الأردني إلى تغيير قواعد الاشتبالك، ومن الطبيعي النظر إلى تلك المليشيات بأنها خطر حقيقي فإذا لم يتم التعامل معها قد يتطور بأسلوب مختلف تماما.. الواضح أنها لم تعد عصابات جريمة بل هي مليشيات ذات أجندات سياسية ولنقل أن هناك استغلال في هذا الاتجاه”.

وأشار الخبير الاستراتيجي إلى أن “الأردن بدأ في التعامل مع هذه الحالة أمنيا لأننا أصبحنا مستهدفين فنحن لم نذهب للاشتباك مع قواعدهم بل نقوم بعملية ردع باستهداف من يستهدف الحدود، لكن الخطر قد يزداد والأردن يحاول أن يرسل رسائل واضحة أنه لن يقبل بهذا التواجد وأنه يتعامل معه على أساس أنه خطر أبعد من كونه عملية تهريب مخدرات، ويأتي في خضم توظيف سياسي ورغبة في تحويل الحدود الشمالية إلى محطة لهذا العمل”.

وأكد السبايلة بأن الأردن يرى في هذه المليشيات من زاوية أبعد من تهريب المخدرات والتصريحات الرسمية التي خرجت في هذا الاتجاه تشير إلى ذلك، فالأردن يدرك تماما بأن فكرة عصابات الجريمة هي ليست عصابات مستقلة هناك تزاوج منذ سنوات بين عصابات الجريمة وعصابات الإرهاب”.

وبين بأن العلاقة بين الطرفين أصبحت بنيوية، والان التوظيف السياسي هو الجزء الأخطر في هذا الموضوع، لأن الحديث هو عن مناطق خرجت عن سيطرة الدولة التي تتواجد فيها هذه المليشيات وأصبح هناك لاعبين كثر ومتعددين.

ورأى الخبير الاستراتيجي بأن عمليات التوظيف السياسي باتت واضحة وفقا للأجندات، والأردن استطاع أن ينجز مركز المراقبة مع روسيا والولايات المتحدة لمواجهة أي مخاطر تطاله وأن يخرج من فكرة التجاذبات السياسية الأمر الذي خلق حالة من التوازن.

وتابع السبايلة يقول: “الخشية اليوم هي في أن تُغير الحرب الأوكرانية الأولويات وبالتالي فإن حالة الفوضي التي ممكن أن تتشكل في هذه المنطقة، ستنعكس في أزمة عميقة  في لبنان والعراق وسوريا، وكل هذا يشير إلى أننا أصبحنا في واقع جديد تتغير فيه الأولويات وتقل تأثير القاعدة التي أوجدناها سابقا في هذا التوازن”.

وعبّر الخبير الاستراتيجي عن خشيته في أن “يملأ هذا الفراغ مليشيات مرتبطة بدول ومصالح وفعليا يمكن أن يكون قرارها من ذاتها وبالتالي فإن تأثير فكرة غزو الحدود عبر المخدرات لا يمكن أن يتم قراءته فقط في اتجاه المخدرات فمن يدخل المخدرات يدخل السلاح اليوم ونحن أمام خطر مضطرون للتعامل معه وقائيا”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: