د. رامي عياصرة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

خطر التهجير المستمر.. كيف التعامل معه أردنيا؟

د. رامي عياصرة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

من أهم ايجابيات معركة طوفان الأقصى انها كشفت بما لا يدع مجالاً للشك المخطط الاسرائيلي في تهجير الفلسطينيين عن أرضهم من الضفة الى الأردن ومن غزة الى سيناء .

هناك العديد من الشواهد التي تؤكد ذلك في الذهنية والممارسة الاسرائيلية، اولها ما تحدث به قبل يومين نتنياهو صراحة من انه ابلغ الامريكيين أنه من الضروري “لأمن  اسرائيل” السيطرة الاسرائيلية الكاملة من النهر الى البحر.

 هذا التصريح وافعال حكومته تترجم ما خطته يداه في كتابه ( مكان تحت الشمس ) الذي قال فيه بأنه لا يرى سلاما مع العرب ، وبأنه لا يعترف بوجود الشعب الفلسطيني علاوة على الاعتراف بحقوقه ، وبأنه من حق اليهود السكن في الخليل ونابلس وشرق القدس معترفٌ به من قِبل العالم تماما كحقهم بالسكن في حيفا ويافا وتل ابيب وغرب القدس .

لاستكمال إحكام السيطرة على كامل فلسطين من بحرها الى نهرها تأتي نظرته تجاه الأردن في كونها جزءاً لا يتجزأ من ” ارض اسرائيل ” كما يقول، ويسهب في نظريته كونها ” الوطن البديل للفلسطينيين”.

هذه هي الحقيقة التي لا تستطيع السياسة حجبها او تغطيتها .

وهذا بالمناسبة ليست ايديولوجيا و نظرية نتنياهو وحده الذي يحكم منذ أكثر من 15 سنة في الكيان ، بل هي نظرية اليمين الاسرائيلي بكل تلاوينه واحزابه، وعلى اساسه انعقدت الائتلافات الحكومية خاصّة الحكومة الاخيرة هذه.

 وليس من الواقعية التعويل على نهاية الحياة السياسية لنتنياهو بعد انتهاء معركة طوفان الأقصى اذ انه ليس من المتوقع تغيّر نمط الحكم الذي بات اليوم في قبضة اليمين المتطرف الاسرائيلي،  فلا يوجد اي ضمانات على أن اليمين واليمين المتطرف سيخرج من الحكم .

وعليه كيف يمكن التعاطي اردنياً مع هكذا اوضاع لم تصنعها معركة طوفان الأقصى بل كشفت عنها و وضعتها على الطاولة ؟

تتابعت التصريحات من رئيس الوزراء و وزير خارجيتنا بأن أي تحريك ديمغرافي من الضفة هو بمثابة اعلان حرب. جيد، ولكن ماذا لو مضى الجانب الاسرائيلي في مخططه ؟ هل سنكتفي بالتعويل على فعل الادارة الامريكية في حمايتنا من هذا المخطط الخطير؟

ماذا لو عاد ترامب الى البيت الأبيض بعد أشهر قليلة صاحب الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة لدولة الكيان وعرّاب ما سمي بصفقة القرن وهو الذي عرض على الملك عبد الله بطريقة فجّة أن يكون للأردن دور في الضفة الغربية ؟

الأولى أردنياً أن نتعامل مع هذا الخطر الحقيقي من خلال اولاً جبهة داخلية واحدة موحدة تلتقي على صياغة مشروع وطني اردني واضح المعالم بمضون عنوانه التصدي لهذه المؤامرة والعمل بكل جدية على حفظ الاردن وصيانة أمنه واستقراره وطرح كل التباينات والخلافات جانبا، ولتعزيز لك لابد من استكمال مشروع الاصلاح والتحديث السياسي والاقتصادي والاداري بمضمون حقيقي وتمكين الكفاءات الوطنية.

ثم توسيع شبكة العلاقات السياسية الخارجية وتنويعها دوليا واقليميا والتحدث بلغة المصالح مع الحلفاء والاصدقاء ، واستثمار الجيوسياسي بالشكل الأكبر وتعظيم الحضور السياسي للأردن .

ولابد من التحرر والخروج من قيود النظرة الامريكية وتصنيفاتها تجاه مكونات وفصائل الشعب الفلسطيني خاصّة حماس وقوى المقاومة، والانفتاح عليها سياسياً خاصّة بعد ثبات موقفها وعلو كعبها في معركة طوفان الأقصى،  ولا ننسى أنها وبشكل واقعي هي التي تتقاطع مع التصدي لمؤامرة التهجير وهي القادرة بفعلها ومكانها على تعطيلها ولجم مخططات اليمين الاسرائيلي والحكوماته المتعددة.

ان استمرار القصف الوحشي والتدمير الممنهج لقطاع غزة وإحالته الى مكان لا يصلح للعيش مع التهديد والوعيد بمزيد من الحصار والتجويع ومنع المساعدات الإنسانية من الوصول الى المدنيين الآمنين يؤكد على المضي قدما بتنفيذ مخطط التهجير بالرغم من معارضة السلطات المصرية على فرض عدم استجابتها للضغوط التي قد تمارس عليها.

وهذا الحال ينطبق على الضفة الغربية التي هي بمثابة برميل بارود بفعل خطة بن غفير تسليح المستوطنين واعطائهم صلاحية قتل الفلسطينيين بالشوارع، وتجريف البنية التحتية للمدن والمخيمات في الضفة ، والاستمرار في الاقتحامات المستمرة، والقتل والهدم والاعتقالات على نطاق واسع منذ 7 أكتوبر.

كل هذه الافعال مؤشرات ودلائل على الوصول الى هدف تهجير الفلسطينيين من الضفة الى الأردن.

هنا تحديدا وعند هذه النقطة الهامة تبرز حقيقة أن القضية الفلسطينية هي شأن أردني بامتياز، ليس بمسارها التاريخي فحسب ، بل بواقعها الحالي ومستقبلها.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts