أتحدث اليوم عن الدين في السياسة، فأجهر بأن الله لا يقبل الظلم ولا يرضى عنه ولو وقع على غير المسلمين، نعم، لقد حرم الله العدوان حتى على الشجر والحجر، فكيف إذا كان إراقة للدماء من أجل شهوة السيطرة والتوسع؟
لقد اعتدت روسيا على أوكرانيا فضجت دنيا الغرب المنافق الذي صمت يوم أمطرت سماء سورية بالموت والنار والدمار، ونحن نرى أن للعدوانيْن حكما واحدا، فسواء كان المقتول أو المهجر أسمر بعيون سوداء أو كان أشقر بعيون زرقاء فإن ميزان الله واحد، وإن المفرّق بين المتضررين شريك في العدوان على الفريقين.
آن للعدوان أن يتوقف، ليس وفق ميزان المصالح الآنية أو المستقبلية ولكن وفق ميزان الله الذي يجب أن يحكّم في الحياة الإنسانية: “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا”.
ولن تجد ميزانا آخر يحكم على البشرية كلها بالمبدأ الإنساني المجرد يوم يكون بديل الظالمين تحويل البشر إلى عبيد في سوق مصالح القوي الذي “بعهر قوته المجردة من معاني الإنسانية يفرض وجوده”.
(البوصلة)
