ديّة لـ “البوصلة”: هكذا نحيي في ليلة القدر معنى الأمّة الإسلامية ومهمّتها العظيمة

ديّة لـ “البوصلة”: هكذا نحيي في ليلة القدر معنى الأمّة الإسلامية ومهمّتها العظيمة

عمّان – رائد صبيح

أكد أستاذ المعاملات الإسلامية الدكتور عبد المجيد ديّة في تصريحاته لـ “البوصلة” على أنّ الواجب على المسلمين اليوم أن يخرجوا من تصوراتهم الفرديّة لليلة القدر وما فيها من عبادات وصلوات وذكر إلى المعنى الأشمل والأوسع في تصورها العبوديّ الحضاريّ العام لتجديد الفهم للمهمّة العظيمة التي جاء بها القرآن الكريم الذي نزل في هذه الليلة المباركة.

وقال عبدالمجيد ديّة إنّ “ليلة القدر” ليلةٌ عظيمةٌ وفضلها عظيم، ويرجع فضلها إلى أنّها إحدى بركات القرآن الذي نزل في هذه الليلة، لافتًا إلى أنّ “فضل وعظمة ليلة القدر المباركة كان بنزول القرآن الكريم فيها لقوله تعالى: (إنّا أنزلناه في ليلة القدر)”.  

وأضاف أنّ “هذا القرآن الذي نزل في هذه الليلة المباركة جاء ليغيّر الواقع والفكر والقلوب والواقع المرفوض إلى واقع جديد”.

وتابع حديثه بالقول: “كما ذكر في عبارته المختصرة الصحابي الجليل ربعيّ بن عامر: جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام”.

د. عبدالمجيد ديّة: علينا أن نطرق معنى الأمّة وبناء الأمّة دائمًا وخاصةً في ليلة القدر لأنّ المستقبل للإسلام

التصوّر الجمعي للأمّة

ولفت إلى أنّه “يجب أن يتحوّل الإنسان المسلم في تفكيره بهذه الليلة من التصور الفردي التعبدي الخاص إلى التصوّر العبودي الحضاري العامّ”.

وقال ديّة: “لتجديد الفهم في المهمة العظمى لهذا القرآن الكريم، الذي أراه أنّ المسلمين يجب أن يتغيروا من الاقتصار على الحكم التكليفي الفردي الذي يهتم بالقيام والذكر وقراءة القرآن.. الخ، إلى الحكم التكليفي الجمعي، أي ما يتعلق بفروض الكفاية، وما يتعلق بوضع الأمّة، وما يخص الفكر الحضاري للأمّة والدولة والمجتمع”.

وشدد على أنّ “هذا هو الذي قد يقودنا للتغيير إلى أمّتنا والصلاح، وإصلاح أمر هذه الأمّة كما ورد في الأثر: لا يصلح أمر هذه الأمّة إلا بما صلح به أولها”.

وأوضح أنّ “هذا الصلاح والإصلاح لا يكون إلا بالطريقة الأولى التي صلح بها حال المسلمين وحال الجيل الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

منهج التلقي للتنفيذ

واستدرك ديّة، كما قال الأستاذ سيد قطب رحمه الله: “صناعة الجيل الأول كانت بأمرين، الأول القرآن، والأمر الثاني منهج التلقي”.

وأضاف، أنّ القرآن الذي نتحدث عنه الآن الذي نزل في ليلة القدر وهو منهج الإنسان منهج البشرية ومنهج الأمّة جميعها، مؤكدًا في الوقت ذاته أنّ منهج التلقي الذي كان في عهد الصحابة يمثل “التلقي للتنفيذ”، وليس التلقي للثقافة، والخطورة أن يتلقى المسلمون القرآن للثقافة والزينة ولمجرد الترنم بالآيات دون عمل ودون تنفيذ.

المنهج الذي يصلح الأمّة هو منهج التلقي للتنفيذ، كما كان يفعل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إقرأ أيضًا: ديّة لـ “البوصلة”: رمضان “فرصةٌ ذهبيةٌ” علينا اغتنامها

وقال ديّة إنّ “علينا التركيز على هذه المعاني في هذه الليلة، وان نبحث عن قضايا لبناء الأمّة وفق منهج القرآن الكريم الذي نزل في هذه الليلة المباركة، حيث ينزل في كل عام أقدار ومقادير الله سبحانه وتبارك وتعالى في الأرزاق والأموال والأحياء والقضاء والقضايا، وكلها تنزل في ليلة القدر حتى الليلة الأخرى”.

ولفت إلى أنّ “هذه المقادير بحاجة أن نتعامل معها بالتوكل على الله وبالأخذ بالأسباب، ويجب على أمّتنا أن تجمع بين أمرين، توكلها على الله والأخذ بالأسباب”.

وتابع بالقول: هذا المفهوم أرى أنه ينبغي أن نطرقه باستمرار في حياتنا وفي حديثنا وفي قيامنا وفي ذكرنا وفي حركتنا في هذه الحياة معنى الأمّة وبناء الأمّة لأنّ المستقبل للإسلام، لكن بشرط الأخذ بالأسباب في هذا العالم القائم على سنّة الله في الاسباب والمسببات.

وختم ديّة بالقول: “نسأل الله أن يرزقنا قدر هذه الليلة العظيمة، وأن يرزق أمّتنا قدرها، والحمد لله رب العالمين”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: