رحيل الشيخ “المحلاوي” يُعيد الجدل حول الدور الحقيقي لرجل الدين

رحيل الشيخ “المحلاوي” يُعيد الجدل حول الدور الحقيقي لرجل الدين

“لو كان في مصر حرية لقلنا للرئيس أنور السادات اترك الحكم وقدم استقالتك”، كانت تلك المناسبة من المرات الكثيرة التي هاجم فيها الشيخ أحمد المحلاوي الذي رحل اليوم عن عمر يناهز 92 عاما الرئيس المصري الراحل أنور السادات.

كلمات الشيخ المحلاوي السابقة لم تمر مرور الكرام، وعلق عليها الرئيس الراحل أنور السادات -في إحدى خطبه الشهيرة التي قتل بعدها – قائلا: “أنا بسأل.. لما راح خطب وقال الكلام دا كله أمال الحرية فين؟ محدش قاله حاجة أبدا وسافر وراح وجه.

هجوم على الحزب الوطني، حتى القضاء.. بيقولك إيه: علق ساخرا على خبر نُشر في الصحف اليومية متضمن أن المحكمة الدستورية ستقوم بفحص اقرارات الذمة المالية لرئيس الجمهورية ونائبه ورئيسي مجلس الشعب والشوري قائلا: كفى استخفاف بعقول الشعب. حتى البذاءة على القضاء..البذاءة.

كما انتقد قرار العفو عن علي صبري وسامي شرف، متسائل: هل تتناسب التهم التي وجهت لهما مع التهم التي وجهت للمتهمين في قضية الفنية العسكرية التي أعدم بعضهم بسببها وعلل ذلك بأنه موقف للدولة من المسلمين. ودي بقى إيه؟

من الجماعات الإسلامية اللي كلهم متفقين واللي بتوع الجماعة دي اللي بره بيقولوله: قل وما تخافش. وهنقعدك على المنبر ولا توقفك الحكومة. أهو مرمي في السجن زي الكلب”.

السادات في خطابه أورد أقوالا للشيخ المحلاوي هاجم فيها معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل مؤكدا تضمنها بنودا سرية رغم التأكيد بعدم وجود بنود سرية،وأن سيناء بعد المعاهدة أصبحت محتلة لأنها ستكون منزوعة السلاح.

وأردف السادات: ” الواحد يقول إيه؟ أي كذب.. إجرام.. سفالة.. بذاءة! كل ده ما يوفيش ليه؟ لأن لما يقف رجل معمم ومن الأزهر الشريف عشان يقول بنود سرية وهيا مش موجودة..والله في هذا بالذات وفيما سبق واللي جاي لن أرحمه أبدا بالقانون أبدا”.

 مصر وفلسطين

كان الشيخ الراحل يرى أن مصر عليها الواجب الأكبر لتحرير فلسطين، مؤكدا أنه قدرها.

نبأ رحيل الشيخ المحلاوي أحدث هزة كبيرة، وفي السطور التالية التفاصيل:

الشيخ محمد الصغير قال إن الشيخ المحلاوي قضى عمره كله في طلب العلم وتعليمه، ونشر الدعوة والوعي، ومجابهة الظلم ومراغمة المستبدين، مؤكدا أنه من رموز مدرسة الأزهري الثائر، فكان الإمام الثائر، والخطيب الذي يهز أعواد المنابر، والمربي الذي جلس تحت أقدامه الجميع، ونهل من تجربته أصحاب المدارس المختلفة بمسجده الشهير “القائد إبراهيم” في ‎الإسكندرية.

وترجل الفارس

من جهته قال الحقوقي هيثم أبو خليل إن الشيخ المحلاوي ترجل اليوم، مؤكدا أن الإسكندرية عرفته خاصة ومصر عامة صاحب كلمة وصاحب موقف.

وأضاف أنه استضاف فضيلته في مركز ضحايا حقوق الإنسان مع د. إبراهيم الزعفراني لمناقشة أزمة الدكتور رؤوف العربي الذي حكم عليه بالسعودية بالجلد 1500جلدة فكان رأي الشيخ المحلاوي شامخا شجاعا.

مثال لرجل الدين الحقيقي

الكثيرون وصفوا الشيخ المحلاوي بأنه مثال لرجل الدين الذي يقول الحق ولا يخشى لومة لائم.

من هو؟

هو الشيخ أحمد عبد السلام المحلاوي (ولد 1 يوليو 1925م في محافظة كفر الشيخ – 10 مارس 2024م) داعية مصري بارز تخرج من قسم القضاء الشرعي بكلية الشريعة جامعة الأزهر عام 1957م وعمل الشيخ إماما وخطيباً بوزارة الأوقاف المصرية.

انتقل إلى الإسكندرية وعمل إماماً وخطيباً لمسجد سيدي جابر، ومن ثم لجامع القائد إبراهيم بمحطة الرمل بمدينة الإسكندرية قبل توقفه عن ذلك عام 1996م.

تولى رئاسة لجنة سميت «لجنة الدفاع عن المقدسات الإسلامية» التي تأسست عقب تدنيس المصحف علي يد المحققين في جوانتانامو. تتلمذ على يده أشخاص من قبيل صفوت حجازي، عبد العزيز الرنتيسي( أثناء دراسته في مصر) محمد إسماعيل المقدم.

أصدرت وزارة الأوقاف المصرية قرارا بمنع الشيخ المحلاوى من الخطابة عام 1996م من اعتلاء منبره لازال ساريا حتي رحيله.

في 4 فبراير 2011 قام المحلاوي بأداء خطبة في جامع القائد إبراهيم لأول مرة منذ خمسة عشر عاماً ،وكان ذلك في جمعة الرحيل في أعقاب ثورة 25 يناير ،وظل المحلاوي يحفز المتظاهرين بخطبه الحماسية حتى رحيل مبارك عن الحكم يوم الجمعة 11 فبراير 2011.

(وكالات)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: