رسائل غزوة بدر لبيت المقدس: المسلم لا ينام على الضيم (فيديو)

رسائل غزوة بدر لبيت المقدس: المسلم لا ينام على الضيم (فيديو)

عمّان – البوصلة

يستذكر أستاذ الشريعة الإسلامية الدكتور أحمد الشحروري في حلقة جديدة من سلسلة “رمضان يجمعنا” التي تبث “البوصلة” حلقاتها على مدار الشهر الفضيل، ذكرى معركة بدر الكبرى وما فيها من دروسٍ وعبر ورسائل يوجهها لبيت المقدس اليوم وما تتعرض له من انتهاكات وواجب المسلمين في التحرك لتحريرها وعدم السكوت عن حقهم المغتصب في فلسطين مستلهمين دروس معركة بدر.

وطالب الشحروري بضرورة استنهاض الأمّة لعزيمتها والمقاتلة من أجل استرجاع حقوقها وأرضها المسلوبة في فلسطين لأنّ العدوّ لا يفهم إلا لغة القوة، والحقوق لا يتم استعادتها إلا بالجهاد والقوة وخلع حالة الخذلان التي تعيشها الأمة اليوم.

المسلم لا ينام على الضيم

يقول الشحروري في وقفته الأولى بدروس معركة بدر: إن الباعث على غزوة بدر أن المسلم لا ينام على ضيم أبدًا، فالمسلم الذي هجّر من مكة المكرمة وطرد من بلده واضطر للجوء للمدينة المنورة للشعور بحرية العبادة ترك ماله ودياره واستقراره، فمن حقه أن يعوض بعض ما فاته من عير قريش، وشاء الله غير ذلك.

وأضاف: يا ليت بدر اليوم تعلم الدنيا بأسرها وتذكرها أن بيت المقدس ينتظر منذ ما يزيد على نصف قرن، وفلسطين التاريخية كلها تنتظر منذ ما يقارب 75 سنة، فعجيب أمر هذه الأمة، فرسول الله وصحبه الكرام لم يصبروا اكثر من سنتين أو أقل، فكانت غزة بدر وكان الثأر من قريش التي أمعنت في إيذاء الإسلام ونبيه عليه الصلاة والسلام وأمعنت في إيذاء المسلمين.

وأشار الشحروري إلى أنه “لو كان لعبادات المسلم في رمضان روحها الحقيقية لما بقي المسلمون على هذا الضعف وهذه الاستكانة وهذا الخذلان”.

وقال: إن بدر تصيح في الأمّة وفي الناس أن هذا هو بيت المقدس فكرروا بدرًا في بيت المقدس واثأروا لبيت المقدس كما ثأر المسلمون لمكة بعد أن غادروها بأقل من سنتين.

ذات الشوكة لنخلع الخذلان عن الأمة

ولفت إلى أن الدرس الثاني من معركة بدر أن الله سبحانه وتعالى عندما نجت القافلة شاء أن تكون ذات الشوكة، (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم، ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين، ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون).

ونوه إلى أن طلب القافلة مشروع، لأنها جزء من حق المسلمين الذي تركوه في مكة عنوة مجبرين، لكن الله أراد للمسلمين أن يسموا فوق المادة وفوق متاع الدنيا وأن تكون الغلبة لهم بالسيف والسنان والرمح والقوة والمغالبة، فأرد ذات الشوكة حتى يتعمل المسلم أن الأمور لا تأتي بسهولة وأنّ القضية ليست قضية مال فاتهم، بل عقيدة ثلمت، أو قضية مقدسات اخترقت حرمتها وانتهكت.

وشدد الشحروري على أن “هذه الأمّة مكتوب عليها أن تعيش الجهاد والمجالدة وأن يكون رزقها تحت ظلّ رمحها، كما أخبر الصادق المصدور عليه الصلاة والسلام، فالأمور لا تكون ولا تتأتي ولا تستعلن إلا بالمواجهة المسلحة لأنّ عدوك لا يفهم سوى لغة القوة”.

وأوضح أن “عدوك الذي يمسك بالاقتصاد أمسك به بقوة سلاحه، وعدوك الذي يمسلك بالإعلام بقوة سلاحه، وأمسك بالتطور والعمران بظهوره القوي والعسكري المستعلن على الدنيا بأسرها”، مؤكدًا أن هذا من أعظم الدروس حتى نخلع عنا ثوب الاستخذاء والخذلان.

القائد لا يفقد صلته بالله

وفي حديثه عن الدرس الثالث من وحي معركة بدر، قال الشحروري: إن نبيكم صلى الله عليه وسلم القائد الرباني لم يقطع صلته بالله، والله الذي وعده إحدى الطائفتين، ونجت القافلة ولم يبق إلا المعركة، ووعد الله بالنصر فيها قائم، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يعلم القادة أن القائد الناجح هو الذي يصل حباله بالله سبحانه وتعالى ولا يتكل على قوة مادية ولا غير مادية، وإنّما يتوكل على الله”.

(يا رب إن تهلك هذه العصابة فإن لا تعبد في الأرض أبدًا) هذا الاتصال العظيم بالله رب العالمين رسالة لكل حاكم وقائد ومسؤول في هذه الأمة، أن طريقك للظفر والنجاح يمر عبر رضا الله عز وجلّ، فإن لم تكن أرضيت ربك فلن تحوز شرفًا، على حد تعبيره.

وختم حديثه بالقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم في المقدمة، وكان الصحابة يقولون حين يحمي الوطيس نتقي برسول الله، فهو قائدهم وترسهم وهو حمايتهم وهو أقواهم وأشجعهم وأكثرهم إقدامًا على الموت، وهكذا يكون القائد.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: