د.أحمد شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

سرطان السلطة والعلاج بالكيماوي

د.أحمد شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

عمل بالقرب من ياسر عرفات مجموعة من المحسوبين على الكفاح المسلح كان المخلصون من حركة فتح ومن خارج الحركة يستغربون وجودهم حول رجل اختار الكفاح المسلح سبيلا لمقاومة المحتل ، وهم يغردون خارج السرب ، يفسدون ولا يصلحون، فكان أبو عمار إذا روجع بشأنهم يقول : هؤلاء (… ) أخوض بهم الوحل ، ومع مرور الزمن كان لهم من السبق في إدارة سياسة فتح حتى حولوها إلى حركة منزوعة الدسم ، وصاروا يشعرون بضرورة إزاحة حجر العثرة المسمى “أبا عمار” من طريقهم للانفراد بالتدبير ، فكانوا هم السرطان الذي أنهى الله تعالى به حياة رئيس سلطة فلسطينية عملوا شياطين لهندستها يوم تراجعوا عن الكفاح المسلح واختاروا السلام بديلا “استراتيجيا” وجلسوا في أحضان الاحتلال يأمرهم فيطيعون وينهاهم فينتهون .

واستقرت الأمور للسلطة التي رفض العدو تسميتها “وطنية” ، ربما لأنه لا يريد الكذب- وهو كذوب- على الجمهور الفلسطيني ، فكان أصدق بكذبه ممن ادعوا وطنية قادتهم إلى القبض على المقاوم الفلسطيني وتعذيبه وتسهيل قبض المحتل عليه ، حتى وصل بهم الأمر إلى تصفية بعض المعارضين لهم ميدانيا ، ولم تقف الأمور عند هذا الحدّ ، فلقد عمل رموز السلطة على التشويش على طوفان الأقصى وعدّوا المقاومة متهورة وتوعدوها بالمحاسبة بعد انتهاء الطوفان ، ولم يتوقفوا عند هذا الحدّ ، فبرغم كفر العدو بأوسلو وسحب اعترافه بالمتعاونين معه ، لم نسمع كلمة واحدة من”السلطويين” تدل على انتصارهم لكرامتهم وتخليهم عن نهجهم ، وبالعكس من ذلك تماما ، ها هم أمس وقبله وقبله يقدمون أوراق اعتماد جديدة للسيد ولي النعمة  بمشاركته جنودا أوفياء في صدّ ارتداد طوفان الأقصى في الضفة ،فيجتهدون في ملاحقة شباب المقاومة ومصادرة أسلحتهم والتنكيل بهم .

لقد أسفر الصبح لذي عينين يا قادة العالم العربي والعالمي ، إنّ استمرار التعاون مع السلطة المسماة فلسطينية ، هو موافقة على خروجها عن الخط الذي تبنّته لصالح قضيتها  ، وإمعان في دعمها لتظل شوكة في حلق كل وطني غيور على مستقبل فلسطين ، إن المناداة بهذه السلطة شريكا سياسيا للعرب هو رضا بتورطها في مشروع صهينة الضفة الغربية ، وإن الساكت على أفعال هذه السلطة هو كالذي يخبره الطبيب أنه مصاب بالسرطان ، ولا بد أن يسرع بالعلاج وأن أنجع العلاج هو الكيماوي الذي يحرق الخلايا السرطانية ، ثم لم يرضخ لقول الطبيب فإنه قاتلٌ نفسه .

لم يفُت الوقت ، عليكم بالكيماوي يا قادة العرب ، احرقوا خلايا سرطان هذه السلطة المتحدة مع عدو الأمة والتاريخ ، والكيماوي الذي عليكم أن تستخدموه هو سحب اعترافكم بتمثيلها شعبا أصبح الذبيحة بسكينها ، وكيماوي هذا السرطان يتمثل  في تجفيف ينابيع تسلّطه على أمة قدرها أن يحيط بها أعداؤها وعملاؤهم فلا يتركون لها مخرجا إلا إلى التلاشي ، ميّتين أحياء أو ميّتين مدفونين .

أيها العرب قادة ومثقفين ، إن اجتثاث هذا الورم السرطاني الذي عدا على البلاد والعباد في فلسطين ليس نافعا لفلسطين وحدها ، إن هذا السرطان يملك خراطيم سياسية وأمنية ثبت أنه يمدها للعالم كله لا للجوار وحده ، تجسسا وكيدا ،فهل يسركم أن يتحرك ليؤذيكم وهو الذي لم يحفظ أمانة الشعب الذي ابتلاه الله به ، فكيف يحفظ لكم أمانة أو يرعى لكم جوارا ؟

وصدق الله العظيم :  (لَّا تَجِدُ قَوۡمࣰا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِ یُوَاۤدُّونَ مَنۡ حَاۤدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوۤا۟ ءَابَاۤءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَاۤءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَ ٰ⁠نَهُمۡ أَوۡ عَشِیرَتَهُمۡۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ كَتَبَ فِی قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِیمَـٰنَ وَأَیَّدَهُم بِرُوحࣲ مِّنۡهُۖ وَیُدۡخِلُهُمۡ جَنَّـٰتࣲ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ رَضِیَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُوا۟ عَنۡهُۚ أُو۟لَـٰۤئكَ حِزۡبُ ٱللَّهِۚ أَلَاۤ إِنَّ حِزۡبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ)

ويظلمني ويجافي الحقيقة من يظن أن كلامي هذا هو في سياق تسديد حسابات بين فكر فتح الحالي وفكر من يعارضه، فليس كلامي نكاية حزبية ولا فصائلية ، وإني لأذكر أننا قديما كلما انتقدنا سياسيا أو حزبا رمونا بتهمة الحزبية الضيقة التي ترفض الآخر ، وكثيرا ما يعجب حديثنا نخب الأمة الذين يطّلعون على خبايا الأمور، وكثيرا ما كنت أواجه من بعض رجالات الوطن حين يسمعون كلامي بالتأييد والموافقة ، إذ يقولون لي : سلِم فمُك ، فإن ما تستطيع التعبير عنه نعجز عنه لأن كلامنا محسوب .

إذن ليست طروحاتنا شخصية ولا نفعية ، إنما هي نصيحة لله نرجو أن يتقبلها سبحانه ، (فَسَتَذۡكُرُونَ مَاۤ أَقُولُ لَكُمۡۚ وَأُفَوِّضُ أَمۡرِیۤ إِلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِیرُۢ بِٱلۡعِبَادِ) . صدق الله العظيم

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts