ينتظر الأردنيون بفارغ الصبر يومين أو ثلاثة أو أربعة أيام؛ لا لشيء بل لينزاح عن كواهلهم شهر طويل ثقيل؛ ولا لشيء أيضا بل ليروا بريق راتب كان آخر عهدهم به قبل أكثر 34 يوما.
34 يوما وربما تصبح 38 كفيلة بتفريغ جيب أكثر الأردنيين من ذوي الدخل “المهدود” ثراء!! مقارنة بزملائه طبعا من الطبقة الكادحة والفقيرة وتحت الفقيرة وفوق السجادة وتحت السجادة.
في الحقيقة فإن ثلث تلك المدة وربما ربعها كفيلة بتفريغ جيوب الأردنيين الذين ينتظرون الراتب من الشهر إلى الشهر، ونسبة كبيرة منهم لا ترى منه سوى نصفه أو أقل، (الأقساط البنكية الشهرية على المواطنين تبلغ حوالي 200 مليون دينار شهريا!!).
كل توسلات وأدعية المواطنين خابت في أن تجلب لهم إعفاء من الأقساط في الشهر المنصرم، كما أن آمالهم وأحلامهم بعفو عام يسقط عنهم العديد من المطالبات المالية خابت أيضا.
في انتظار حلول موعد الراتب “المهيب”، لا يبدو أن الفرحة سترتسم مجددا على وجوه الأردنيين، فما أكله هذا الشهر الثقيل الطويل قد لا يستطيع الراتب الجديد تعويضه، فعلاوة على الأقساط البنكية سيكون عليه دفع قروض وديون ترتبت على مناسباته (رمضان والعيد)، وستبدأ دورة جديدة من الشكوى والتذمر وانتظار مكرمات قد لا تأتي أبدا.
التدبير، مصطلح لم يعد متداولا في قاموسنا وثقافتنا في هذا الزمن الذي طغت عليه ثقافة الاستهلاك، وسهولة الحصول على قروض، وأصبح لزاما التفكير في استعادة مكانة ذلك المصطلح اللائقة في ثقافتنا.
(السبيل)