طرابلس اللبنانية.. ثورة جياع في غياب خطط “الدولة الخدماتية”

طرابلس اللبنانية.. ثورة جياع في غياب خطط “الدولة الخدماتية”


تشهد مدينة طرابلس شمالي لبنان منذ أيام احتجاجات تحولت أحيانا إلى مواجهات مع قوى الأمن بعد تمديد حالة الطوارئ الصحية بسبب تزايد إصابات كورونا.

وتعيش طرابلس منذ 4 أيام حالة من الانفلات الأمني، إثر مواجهات بين مئات المتظاهرين وقوات الأمن، لكن أعنفها وقعت ليل الخميس حيث تم إحراق مبنى البلدية وسط المدينة ومبنى المحافظة.

وأسفرت المواجهات عن مقتل متظاهر يدعى عمر طيبة (30 عاما)، متأثرا بإصابته برصاصٍ حيّ بظهره، وهو أحد أبناء الأحياء الفقيرة، كما سقط نحو 226 جريحا بين مدنيين وعسكريين، وفق السلطات الصحية.

رأى صهيب جوهر (صحفي) من طرابلس، أنّ “ما يجري في المدينة هو نتيجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي سبّبتها الدولة اللبنانيّة ولاسيّما قرار الإغلاق العام بسبب جائحة كورونا”.

واعتبر جوهر في حديثه مع الأناضول: “أنّ الإغلاق انعكس بشكل سلبي على سكّان المدينة الذين يعملون بأجرة يومية في مدينة تعاني من 69% من البطالة، 59% فقر، وأكثر من 73% من المؤسّسات والشركات أغلقت أبوابها”.

وشدد أنّ “ما يحصل أمر بديهي بسبب غياب الخطط لمعالجة الواقع”.

من جهته تحدّث عدنان العبدالله (29عاما) (ناشط) من مدينة طرابلس، “بعد انتفاضة ثورة 17 أكتوبر/ تشرين الأوّل 2019 ونحن ننادي بالسلميّة، والشعب من وجعه أخذ قرارا أن يعبّر عن رأيه بالشكل الذي يراه مناسبًا”.

وقال العبدالله للأناضول: “هذه السلطة الفاسدة التي تحكمنا منذ 30 عامًا خربت البلاد، حتى أنّها غير قادرة على تشكيل حكومة”.

وطلب “من النواب الاستقالة وتسليم مناصبهم لأشخاص أصحاب الأيادي النظيفة”.، دون أن يحددهم

وحمل مسؤولية “ما وصلت إليه الأمور إلى الطبقة الفاسدة”، مستنكرًا “استشهاد أحد الثوار في طرابلس الخميس”.

أمّا جلال نصري (30عاما) (ناشط)، فقال: “نحن خرجنا منذ ثورة 17 تشرين إلى الشارع بسبب لقمة العيش ونحن في الشارع لنطالب بكرامتنا”.

وطالب “الدول الكبرى بعدم الاعتراف بالطبقة الحاكمة على اعتبار أنّهم فقدوا الشرعيّة منذ انطلاق الثورة”.

وبنبرة حادّة، قال عبد العزيز طرطوسي (26 عاما)، للأناضول: “جميع السياسيين يجب أن تعلّق مشانقهم لأنّهم يتحاصصون السلطة وخربوا البلاد”.

وتوجّه إلى القوى الأمنيّة، قائًلا:” ثوروا معنا وكونوا مع وجعنا فنحن أهلكم… لا تعتدوا علينا لتحموا الفاسدين”.

وجمال (27 عاما) ناشط من مدينة صور الجنوبيّة، (أتى إلى طرابلس للتضامن مع أهلها) تعهّد أنّ الثورة لن تتوقف حتى استرجاع للوطن وكرامة الشعب.

وحمّل جمال (الذي طلب الاشارة الى اسمه الأول فقط)، في حديثه للأناضول مسؤوليّة السرقة للطبقة الحاكمة، مشدّدًا على أنّ “طرابلس هي رمز الثورة”.

وقال: “حاجز الخوف انكسر ونحن شعب واحد فهم (أي الطبقة الحاكمة) فرّقونا باسم الطائفيّة وسرقونا باسم الأديان”.

وأضاف: “نريد بناء وطن مدني، علماني”، مشدّدًا على أنّ “الإعاشات (أي مساعدات) لا تصلح لأنّنا نريد وطن”.

وأدت مشاهد العنف في طرابلس إلى تقاذف التهم بين القوى السياسية حول المسؤولية عن التحركات.

وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، الاربعاء، إن “الحكومة لا تتشكل ولا تتعطل بالدواليب المشتعلة وقطع الطرق والاعتداء على مؤسسات الدولة واستهداف قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني”.

وسارع رئيس الحكومة اللبناني المكلف سعد الحريري بالتغريد عبر تويتر قائلا “قد تكون وراء التحركات في طرابلس جهات تريد توجيه رسائل سياسية، وقد يكون هناك من يستغل وجع الناس والضائقة المعيشية التي يعانيها الفقراء”.

وفي وقتٍ تستمر حالة المراوحة، ما زالت الخلافات قائمة بين الحريري والرئيس اللبناني ميشال عون حول تشكيل الحكومة.

ومنذ مطلع الأسبوع، تشهد مدينة طرابلس مواجهات بين القوى الأمنيّة ومئات المحتجين، ممّا أدّى إلى سقوط أكثر من 200 جريح.

وتأتي هذه الاحتجاجات في طرابلس وبعض المناطق اللبنانيّة، رفضا للأوضاع الاقتصادية والمعيشية واستمرار حظر التجوال بسبب فيروس كورونا.

في غضون ذلك، تستمر الدعوات بطرابلس للنزول إلى الشارع، بينما القوى الأمنية تزيد من إجراءاتها، ما يمذر بمزيد من العنف والمواجهات.

وجراء خلافات بين القوى السياسية لم يتمكن لبنان حتى الآن من تشكيل حكومة جديدة، منذ أن استقالت حكومة حسان دياب بعد ستة أيام من انفجار كارثي بمرفأ العاصمة بيروت في 4 أغسطس/ آب الماضي

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: