عربيات: هؤلاء هم الركائز الأساسية التي تُبنى بها الأوطان

عربيات: هؤلاء هم الركائز الأساسية التي تُبنى بها الأوطان

عمّان – البوصلة

أكدت الخبيرة التربوية بشرى عربيات أنّ عملية بناء الأوطان تقوم على ثلاث ركائز أساسية تجتمعُ في كلمة واحدة هي الإنسان، متسائلة في الوقت ذاته: ولكن من هو الإنسان الذي يعمل بفاعلية في بناء الوطن؟ برأيي أنهم ثلاثة أصناف من الناس: المعلِّم، الجنديّ والفلاَّح (المزارع)، على الترتيب.

وتابعت بالقول: يبقى السؤال، لماذا نبدأُ بالمعلم؟ ذلك لأنَّ المعلم هو من يزرع قيمة حبّ الوطن في النفس من خلال دروس نظرية وعملية، لينضمَّ فريقٌ من الطلبة إلى صفوف جنود الوطن، والمعلم هو الذي يعلِّم كيف نزرع، وكيف نحصد وكيف نحافظ على البيئة بزراعة الأشجار، وبذلك يتعلم المزارع كيف يحافظ على الأرض خضراء، وكيف يهتم بالثمر والشجر، وكيف يفرح بهطولِ المطر!

وقالت عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة“: من هنا يبرز الدور الأساسي للتعليم، مقروناً بالتربية، لأنه لا يمكن أن نعلِّمَ مفاهيماً مجرَّدة من القيم والأخلاق والسلوكيات، ذلك لأن المزارع – على سبيل المثال – يتابع نموُّ الأشجار بصبرٍ وجهدٍ كبير، وهذا نوعٌ من القيم، كذلك الجنديّ الذي يسهرُ ليالٍ في حماية الأرض والعِرض، يؤمنُ تماماً بأنَّ هذا جزءٌ من أخلاقه ودينه، بالتالي لا بدَّ أن يكون للتربية والتعليم معاً دوراً كبيراً ومهمَّاً في نشأة نماذج بشريَّة قويَّة، متحصِّنَة بالعلم والمعرفة، متميزة بسلوكها وأخلاقها.

وأضافت أنّه ربما يقول قائل أنَّ هذه أمورٌ بديهية، فما الجديد في ذلك؟ فأقول لهم أن لا جديد فعلاً، لكن في خِضَمِّ فوضى التكنولوجيا التي نعيشُ فيها نحتاج إلى تذكيرِ أنفسنا بالركائز الثلاث هذه، ليس فقط من باب المعرفة، بالتأكيد لا، ولكن من باب الإهتمام بإعادة بناء الإنسان الذي يعمل على بناء الأوطان، مشددةً في الوقت ذاته على أنّنا لا نريدُ تعداداً من السُّكان بمفهوم غُثاء،كغُثاءِ السَّيل، بل نريدُ إعداداً قويَّاً متماسكاً،يقهرُ الصِّعاب ويتحدّاها، ويواجه ظروف الحياة بقوةٍ علميةٍ معرفية وجسديةٍ وعقلية، هذه القوة هي التي تعمل على بناء الوطن، إذ ما الفائدة من أعدادٍ تهدم ولا تبني؟ وما الفائدة من أعدادٍ مستهلكة، غير منتجة؟

وأوضحت الخبيرة التربوية بالقول: سأضربُ مثالاً للعائلة الصغيرة التي قد يكون عدد أفرادها سبعة أو ثمانية، خمسة منهم لا يمتلكون الدَّافعية للعمل والعلم والإنجاز، سترى أن ربَّ الأسرة محبط، يائس، ويفكر كيف يمكن أن يكونَ الحال من بعده؟ كيف يمكن أن يحافظَ هؤلاء الأبناء على إرثٍ تعبَ فيه سنواتٍ طويلة؟

إقرأ أيضًا: عربيات: “العشوائيات” المجتمعية والنفسية سيكون لها آثار وخيمة

وتابعت، كذلك الأمر عندما نرى ونلاحظ أن فئةً كبيرة من الناس في المجتمع هائمةٌ على وجهها، لا تعرفُ لها هدفاً، ولا تملكُ الدَّافعية للعلم والعمل والإنجاز،تقضي أوقاتها هباءً في المطاعم والشوارع والأسواق يضافُ إليها ما حدث من “تدهورٍ في السلوكيات نتيجة الإستخدام الخاطئ لوسائل التكنولوجيا” والذي يقولون عنه أنه تطور، هذا ليس تطوراً، إنه تدهور في المنظومة المجتمعية، وتدمير للمنظومة القيمية والأخلاقية، الأمرُ الذي قد يؤدي إلى هدم ما بناه الآباء والأجداد، لذلك علينا أن نفيقَ أو نستفيقَ، لأنَّ مدَّة النوم قد طالت، ولا بدَّ للشمس أن تُشرقَ من جديد.

واستدركت عربيات بالقول: لكن حتى نلمحَ شروقَ الشَّمسِ من جديد، لا بدَّ أن نتكاتفَ ونعملُ جميعاً على إحياءِ التربية والتعليم من جديد، فقد أصابها وباءٌ خطيرٌ لا ينفعُ معه حجرٌ ولا لقاح! فإذا أنقذنا التربية والتعليم، ستكونُ النتيجة مجتمعاً قويَّاً يعملُ على تخريجِ الجنود والمزارعين، وتتكاتفُ الأيدي لاستمرار مسيرة البناء، كلٌّ في موقعه، لتظهر لنا لوحةٌ وطنيةٌ مشرقةٌ بسواعدِ المحبة والإخاء

وختمت حديثها بمقولة لجبران خليل جبران يؤكد فيها أنّ “الوطن يقوم على كاهلِ ثلاثة: فلاَّحٌ يُغذِّيه، وجنديٌّ يَحميه، ومعلمٌ يربِّيه”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: