عربيات: “العشوائيات” المجتمعية والنفسية سيكون لها آثار وخيمة

عربيات: “العشوائيات” المجتمعية والنفسية سيكون لها آثار وخيمة

عمان – البوصلة

سلطت الخبيرة التربوية بشرى عربيات، في حديثها لـ “البوصلة” الضوء على مشكلة “العشوائيات” السلوكية والنفسية في مجتمعنا وما لها من انعكاسات خطيرة وعواقب وخيمة يدفع ثمنها أبناء المجتمع صغارًا وكبارًا.

وقالت عربيات: يظنُّ الكثيرُ منَّا أن كلمة “عشوائيَّات” تعني مناطق تحتوي المساكن الشَّعبيَّة وذلك كما يُشاع عبر الأفلام والمسلسلات ، وربما يظنُّ البعض أن انتقال مكان السَّكَن من منطقة شعبية لأخرى أكثر رُقِيَّاً أن هذا يرفعُ من مكانة الشخص الإجتماعية، ولكن واقع الأمر مخالف لذلك تماماً، إذ يمكن أن تجد أشخاص يتعاملون بمنتهى الرُّقيّ ومساكنهم بسيطة، وفي المقابل تجدُ بعض من يسكن البيوت الفارهة يتعامل مع الآخرين بشكلٍ لا يليق بالمكان، إذاً ما هي الحكاية؟ إنها مجرد عشوائيَّات تعيشُ داخل الإنسان مهما كان موقع بيته، ومهما كان مستواه الإجتماعي!

ولفتت إلى أنّ “الأسوأ هو أن تكون العشوائيات موجودة داخل النفس البشرية، إذ من الممكن أن ينتقل الإنسان من مكان يُطلق عليه عشوائيات، ولكن من الصَّعبِ أن تُخرجَ العشوائيَّات من سلوكه وتصرفاته وطريقة التعامل مع الآخرين”.

إقرأ أيضًا: عربيات تقدم إضاءاتٍ تربويةٍ ومقترحاتٍ لتطوير “قانون السَّير”

المستشارة بشرى عربيات: علينا جميعاً مسؤولية تعديل البوصلة التي انحرفت عن مسارها نتيجة سوء التربية داخل البيت والمدرسة

وأضافت أنَّ تراجع مستوى التربية والتعليم ذوي الأثر الجيد، أصبحَ تراجعاً ملحوظاً بحيث أصبح مستوى التعامل عشوائي، هذا المستوى الذي لا يُشيرُ إلى تربية أو تعليم، حتى أنَّ هذه السلوكيات تبدو واضحة على مواقع التواصل الإجتماعي، ليقول قائلٌ أنَّ مواقع التواصل الإجتماعي عملت على تغيير الناس، وتغيير أسلوب معاملاتهم مع الآخرين، لكن حقيقة الأمر أنَّ هذه الفئة من الناس أساءت استخدام مواقع التواصل بمختلف أشكالها، الأمرُ الذي انعكس بالضرورة على سلوكيات الأفراد من مختلف الفئات العمرية.

وتابعت بالقول: على سبيل المثال لا الحصر، كيف يلتف حبل الأرجوحة على رقبة طفلة؟وكيف تقع طفلة أخرى في حفرة إمتصاصيَّة؟ وتفقد هاتان الطفلتان الحياة، لا أعرف تفاصيل أكثر عن هاتين الحادثتين،لكني أكاد أن أجزم أن أمهات هاتين الطفلتين كانت تلهو في الموبايل، وإذا سأل البعض لماذا أجزم؟ أقول أني أرى مشاهدات شبه يومية لأمهات تلهو في الموبايل في الشارع مرافقة لطفلٍ أو أكثر لا تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات يمشون في الشارع وهي في عالم آخر!، وأمهات أُخريات تلهو في الموبايل وهي تقود السيارة وطفلها يجلس في ” كرسي الأمان” على المقعد الخلفي للسيارة.

إقرأ أيضًا: خبيرة تربوية: متى تُزال جميع الـ “أقنعة” التي تُشوّه مجتمعنا؟

وتساءلت عربيات: “ألا تعلمُ هذه الفئة من الأمهات أنها تلهو بحياةِ أطفالها؟ وإن أصابهم أي مكروه تبدأ بالبكاء والنَّحيب، مع أنها السبب الحقيقي وراء أي حادث يمكن أن يحدث نتيجة استهتارها وعشوائية تصرفاتها اللامسؤولة”.

وأضافت بالقول: كيف يمكننا التخلص من العشوائيات التي تُعَشِّش في داخل كثير من أبناء وبنات المجتمع، داخل الأسرة والمدرسة، داخل الجامعة ومؤسسات العمل؟ داخل البيوت الفارهة والبسيطة؟

وقالت: أعتقد أن علينا جميعاً مسؤولية تعديل البوصلة التي انحرفت عن مسارها نتيجة سوء التربية داخل البيت والمدرسة، وذلك بضرورة وجود فحص سلوكي للشباب والفتيات قبل الزواج، وفحص سلوكي آخر للمعلمين من كلا الجنسين قبل التعيين، كما أنه من الضروري فحص سلوكي لكل شخص قبل إعطاء رخصة قيادة السيارات، لأن التصرفات العشوائية منتشرة في الشوارع، ولا أبالغ حين أقول أنَّ هذا الفحص مُطَبَّق في دولٍ عديدة، صحيح أنه لن يكون سبباً في انتهاء العشوائيات، لكنه سيكون سبباً في التقليل منها.

وختمت حديثها بالقول: “لقد آنَ الأوان أن يصحو أفراد المجتمع، لأنَّ الكوارث الناتجة عن العشوائيَّة في التصرفات والتعاملات ستكون عواقبُها وخيمة”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: