د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

على مشارف العيد شكرا غزة

د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

ما زال الاحتلال وحلفاؤه يراوغون ويماطلون في التوصل إلى اتفاق مع المقاومة لوقف الاعتداء وتسليم المحتجزين، وقد كانت تلميحاتهم قبل دخول رمضان تشي بعدم رغبتهم بدخول الشهر بعدوانهم خشية اغتنام المقاومة فرصة المناسبة لحشد عواطف المسلمين لنصرة الأقصى في شهر اصطبغ تاريخيا بصبغة دفع الظلمة وخوض معارك فاصلة معهم كما كان في بدر وفتح مكة وعين جالوت وغيرها كثير، لكن صوت الأهوج النتن كان أعلى، وعلى يديه خسر قومه المزيد من الجنود والعتاد واندحر من غير مكان في غزة ووقع في كمائن عديدة كلفته خسارة الرجال والمال، وما زال يدفع المزيد من استحقاقات حماقته وسيظل يدفع حتى يعلن اندحاره الفاصل، ومع ارتفاع وتيرة القتال في رمضان هبّ الأردنيون لتخليد ذكرهم في سجلّ الغيورين على غزة والضفة ليشكلوا ضغطا على الصهاينة وحلفائهم الظاهرين والمخفيين، ومثلما نجح أعداؤنا في التعفية على آثار النصرة بتسمية المشاريع التجارية بأسماء تذكّر باندحار يهود، يأملون اليوم وغدا في أن ينجحوا في كتم أصوات الأردنيين حتى لا يبقى معتصم من المعتصمين يندد بجرائم يهود ويعيب على العرب صمتهم وتواطؤ بعضهم عبر إمداد الصهاينة بالطعام والطاقة منذ بدء الأحداث حتى الآن، وقد انبرت عدد من وسائل الإعلام العربية وبعض الكتاب العرب ومنهم أردنيون لشيطنة الوقفات المتعددة والاعتصامات التي لا تحوي فصيلا سياسيا او فكريا واحدا، ولا يقودها لون سياسي ولا فكري، وتأتي في مجموعها عفوية وعاطفية راشدة إلى حدّ كبير.

أن يقصر العرب في دعم المقاومة فهذا فهمناه، وأن يتواصل بعضهم مع الصهاينة من خلف حجاب “قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون”، فهذا فهمناه كذلك، لكن أن تصبح المقاومة مجرمة في نظر هؤلاء، ومحرضة ضد أمن الأردن وطامعة فيه ومعاكسة لمصالحه، وسارقة للمساعدات التي تدخل غزة، فهذا ما لم يخطر على بال إبليس ذاته في خضم هذا الاستهداف النذل من عدو ظاهر لئيم يحارب كل معاني الحياة في غزة، كما يعرقل عمل طواقم الدعم الإنساني والطبي والإغاثي، ويتهمها بالعمل ضده لصالح المقاومة، ليجعل المظلوم في ميزانه ظالما، ويلبّس على الناس بإظهار المقصر أو قل المتراخي عن نصرة المظلوم صاحب حق ينعى على المنكرين عليه !!!

كنا نعرف مزاج المنطق العربي وتوجهات السياسة العربية جيدا، لكن كثيرا من البسطاء كانوا يرموننا بالمبالغة في وصف الحال، حتى باتت الصورة واضحة لذي عينين، وقد كنا ولا نزال نعلم مدى عداوة الأمريكان والإنجليز لقضية فلسطين واشتراكهم مع الصهاينة في ذبح القضية من الوريد إلى الوريد حتى يبلغ الحال بهم أن يجندوا في الأعمال الإغاثية داخل غرة رجالا من أمهر أعضاء استخباراتهم، ولم يكشفهم إلا عملية استهداف المطبخ المركزي، حتى أعلنت انجلترا عن فقد ضباط أمن مهمين منهم وأعلن بايدن فقد صديق شخصي له، ذلك على صعيد الغرب، أما أن يكون لدى بعض العرب من هذا الطراز ما يستهدفون به غزة فهذا ما يؤكد أن الضغط على المتضامنين مع غزة من خارجها يشترك مع الضغط عليهم في ساحة الأحداث ليعمل الجهدان على إجهاض ثبات غزة.

شكرا غزة، لقد كشفتِ ما كنا نعلمه علم اليقين وكان البسطاء يرفضون أن يروه، لقد أصبحت الصورة واضحة كما لم تكن من قبل، وإن ظفرت غزة أو كبت لا قدر الله فإن الأعراب خاسرون لا محالة، ففي ساحة الأحداث كلاليب، إن حدفهم القدر ذات اليمين نهشتهم، وإن حدفتهم ذات الشمال نهشتهم، ولا عزاء لغراب البين.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts