فرج شلهوب
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

عنصرية أوروبية.. إيطاليا نموذجاً

فرج شلهوب
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

شيء مخجل أن تبذل جهدًا على مدى اكثر من شهر لاستكمال اوراق تأشيرة سفر إلى روما، تكون محصلته حديث خارج الابواب المغلقة بجوار الدرج، فقط من اجل توصيل رسالة دون جدوى لمسؤول ايطالي ينضح عنصرية واشياء اخرى!

مهزلة.. الاختصار الحقيقي لرحلة مقيتة ومملة من اجل الحصول على تأشيرة، رغم وجود دعوة نظامية، والتأشيرة ليست للعمل ولا للسياحة، ولكن لزيارة شقيق قرر توجيه دعوة إلي لزيارته في بلاد يفترض أنها تحترم الانسان وتنبذ العنصرية.

قبل أن أكتشف أن ايطاليا موسوليني وبرلسكوني (!!) تزدري العربي حتى في دياره، وسفارتها التي يفترض ان تعمل على تقديم صورة جميلة عن بلادها، وأن تشكل جسرًا للتواصل مع الشعوب والثقافات، اختارت وعن سابق قصد وإصرار ان تقدم نموذجًا بائسًا في التعامل العنصري البغيض!

فالسفارة لا تستقبل طلبات الحصول على تأشيرات السفر، وأوكلت المهمة لمكتب تجاري! ولكم أن تحللوا لماذا. 
ربما تكتشفون ان السفارة ليست سعيدة باستقبال متطفلين يتهالكون على أبوابها، تنظر لهم كذباب، فأوكلت مهمة التعامل معهم لمكاتب خارجها.

وحتى تكتمل صورة البؤس وضعت السفارة سلسلة طويلة من الإجراءات والاوراق المطلوبة التي تشعرك بالازدراء، وكأنك متسول عليك ان تبرهن أنك عكس ذلك حتى تحظى بتأشيرة زيارة، بدءًا من طلب احضار ورقة تثبت أنك تعمل في وظيفة محترمة، وما زلت على رأس عملك، وتوضح فيها الراتب الذي تتقاضاه.

كما تحتاج إل كشف حساب بنكي يظهر ملاءتك المالية، وأنك تستطيع الإنفاق على نفسك، ولستَ فقيرًا تذهب لتمد يدك.

ومطلوب ان تحجز تذكرة طيران سلفًا، وقبل ان تحصل على التأشيرة، وليس مهمًا أن تفقد قيمة التذكرة إذا لم يُقبل طلبك! تمامًا مثلما أنك مطالب أن تحصل على بوليصة تأمين صحي مدفوعة من خلال شركة تأمين للمدة التي تحددها للزيارة، وأيضًا قبل أن تستبين اذا ما كنت ستحصل على تأشيرة أم لا! وليس مهمًا -مرة ثانية- إذا ما فقدت قيمة التأمين جراء عدم منحك التأشيرة!

هل انتهى الأمر؟ لا البتة! فأنت ما زلت في أول الطريق، وتحتاج ان ترفق صورة عن الدعوة الموجهة لك، ومهم ان تشمل الدعوة التزام الداعي بتأمين السكن وضمان النفقة، وإلا فأنت تحتاج إلى حجز فندقي مسبق.

وبالطبع لا بد ان ترفق صورة عن جواز سفر الداعي، وصورة عن جواز سفرك، وصورة شخصية، وأن تقوم سلفًا بحجز موعد لتقديم الطلب عن طريق الموقع الإلكتروني، ومن المهم هنا ان تجد لك مهندس كمبيوتر ليقوم بعملية الحجز الإلكتروني؛ فكل ما سبق من أوراق هَمٌّ، والنجاح في حجز موعد هَمٌّ آخر قد يحتاج منك إلى أيام وأيام!

بالطبع ستذهب في الموعد المحدد للمكتب المعني بتقديم الاوراق، وستكتشف الموظفة في الاستقبال أنك تحمل طلبين لك ولزوجتك، تنصحك بالعودة، وإحضار الزوجة؛ لأنه من غير الممكن أن تقدم طلبًا لها إلا بحضورها، وتحتاج ليس فقط إلى إحضار جواز السفر الخاص بها وبك، بل هوية الاحوال المدنية أيضًا!

وقبل ان تغادر، ستنادي عليك لتذكرك بضرورة إحضار ترخيص المؤسسة التي تعمل بها! وسجلها التجاري النسخة الاصلية! وصورة عنها!
أنت ما تزال دَهِشًا، وستعود أدراجك خائبًا لتحجز موعدًا جديدًا، وتجتهد لاستكمال الاوراق التي تم تأكيد جلبها في الزيارة الاولى، ولا تنس احضار الزوجة واوراقها كاملة.

في الاستقبال، مرة ثانية، ستتفقد الموظفة الأوراق، وستخبرك ان الكثير من الاوراق يحتاج إلى ترجمة، وأنت لم تفعل! ولأنك في المرة السابقة انفجرت في وجهها لفجاجة الاوراق والمتطلبات تتفادى غضبك، لتكتشف أنك ما زلت لم تصل الى مكان المقابلة! فالمقابلة في طابق آخر يغلق فيه الموظفون على أنفسهم.
وحين تمد الاوراق من الطاقة إلى الموظفة ستقول لك أنت لا تستطيع الدخول؛ لأن الموعد المحجوز باسمك لا يشتمل على حجز منفصل للزوجة!  تخبرها انك حضرت من مكان بعيد، وأنك منذ شهر تجاهد لاستكمال الاوراق! تقول لك لا مجال، احجز موعدًا جديدًا.

تطلب أن ترى مسؤولًا لتصرخ في وجهه: كفى استخفافًا! تقول لك آسف.

تسألها هل من الاحترام للبشر أن تحاوروهم من خلف ابواب مغلقة بجوار الدرج! الناس لهم كرامة، وايطاليا ومِن ورائها اوروبا ليست جنة الله! وما تفعلونه عنصرية وازدراء! ولكنْ هي لا تسمعك، او لا تريد.

تدير ظهرك وتعود أدراجك لم تسلم أوراقًا، ولم تر مسؤولًا معنيًّا لتقول له عيب ما تصنعون، لا يعقل ان تغلقوا الابواب في وجوه الناس، وتُمرمروهم بطلبات سخيفة لا منطق وراءها! ألا يمكنكم وضع غرفة استقبال لحوار البشر بصورة آدمية؟! خذوا منهم الطلبات وارفضوها إذا لم يلائمكم تفاصيلها؟ لماذا كل هذه الاوراق والاجراءات البائسة؟! ولماذا الافتراض ان من يطلب التأشيرة يتسولكم، والمطلوب ان يبرهن لكم عكس ذلك؟!
عيب هذا، ولا يليق بدول تزعم التحضر واحترام حقوق الانسان ونبذ العنصرية.

تحضرون الى اغلب البلاد العربية دون تأشيرة او تأخذونها  في المطار في خمس دقائق، ولا تعطون تأشيرة إلا بعد كل هذه السلسلة من الإساءات!

لستم الملومين إنما الملوم مَن لا يعاملكم بالمثل، أو يُصدق احترامكم لحقوق الانسان ونبذ العنصرية!

تبًّا للعنصرية، وتبًّا لكل تعال فارغ، وازدراء لئيم.. لقد كنت محبًا لإيطاليا لأن لي شقيقًا يحمل المواطنة الايطالية منذ اكثر من ثلاثين عاما …لكنني بعد هذه التجربة المرة أزدري ايطاليا …وأزدري عنصرية طافحة تعج بها إجراءاتها للحصول على تأشيرة زيارة..لست أَسِفًا على انها لم تتم!

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts