“غيشان” ينعى الديمقراطية ويؤكد أنّ الكتابة الساخرة ستبقى بـ “قهقهة حتى النصر”

“غيشان” ينعى الديمقراطية ويؤكد أنّ الكتابة الساخرة ستبقى بـ “قهقهة حتى النصر”

قال إن استبعاد الساخر أحمد حسن الزعبي من ندوة الأدب الساخر بمعرض الكتاب عمل يائس وبائس ومحدود الأفق

عمّان – البوصلة

سخر الكاتب يوسف غيشان من المنع الذي تمّ بحق الكاتب أحمد حسن الزعبي في المشاركة بندوة معرض الكتاب تحت عنوان “أثر الأدب الساخر في توعية المجتمع”، أقيمت الجمعة، وقاطعها ضيفا الندوة كامل النصيرات وعبد المجيد المجالي احتجاجًا على استثناء زميلهم من المشاركة، واصفًا منع الزعبي بأنّه “عمل يائس محدود الأفق وأنّ الكتابة الساخرة ستستمر بأداء دورها بقهقهة حتى النصر” على حد تعبيره.

وقال غيشان في كلمةٍ ألقاها في الندوة، ونشر مقاطع منها على حسابه في “فيسبوك”: “أنعى لكم ما تبقى من لهاث الحرية وخوار الديمقراطية، وأكاد –لولا انخراطي بالأمل-أن أنعى لكم الكتابة الساخرة الأردنية، بعد أن تم استبعاد الكاتب الساخر أحمد حسن الزعبي من هذه الندوة وشطب اسمه من البوستر دون إعلامه، بعد أن كان وافق على المشاركة فيها وصدر اسمه مع المشاركين”.

وشدد على أنّ استبعاد الساخر الزعبي عمل يائس وبائس ومحدود الأفق ومعادي للوطن، فالزعبي هو الأجمل والأكثر شبابا والأكثر انتشارا وحيوية بيننا، ولم يزده هذا الاستبعاد الغاشم إلا تألقا وانتشارا خصوصا أنه يستبعد عن ندوة حول تأثير الأدب الساخر وهو الأكثر تأثيرا بيننا.

وتابع بالقول: رغبت في حل ساخر وماكر لهذه المشكلة، حيث طلبت من صديقي احمد الزعبي إرسال كلمته في هذه الندوة لأقرأها باسمه وتكون مداخلتي الوحيدة في الموضوع وبذلك نسخر من المنع ونمد لساننا للمانعين ومن خلفهم…لكن أحمد رفض الفكرة.

واستدرك غيشان قائلاً: على كل حال فمن يراجع وسائل التواصل الاجتماعي يشهد هذا الرفض المجتمعي لعملية الاستبعاد، وقد نالني بعض رذاذ الشتائم لأني رفضت الانسحاب، وفضلت المواجهة وتمثيل الكتابة الساخرة باسم زملائي.

وأضاف، قبل عملية الاستبعاد هذه كنت فقد بنيت كلمتي حول موضوع الندوة (أثر الكتابة الساخرة في توعية المجتمع) وعلى أن هذه الدور محدود محدود محدود، لكن ما جرى، وهذه العاطفة الجياشة من جماهير الناس التي تستنكر هذه الاستبعاد غير المبرر، جعلني أعيد النظر في وجهة نظري، لأقول لكم بأن السخرية ومع أنها لا تمتلك مفتاح الحل، لكنها تنبه الناس إلى الأخطاء التي يرتكبونها بحق أنفسهم والأجيال القادمة إذا ظلوا على الحياد، وتفضح نفاق الكبار وكذبهم وتفقع بالونات البروبوغندا التي يتلفعون بها فيظهرون على حقيقتهم. مجرد لصوص صغار…فيتشجع الناس بالسخرية منهم ثم الشروع في مقاومتهم بدون أي إحساس بالنقص او الدونية

“أؤكد لكم من البداية أن أغلب الساخرين هم ثوار انقلابيون في ثياب مراوغة، لا يرتدون الكاكي ولا يحملون الرشاشات ولا تتدلى القنابل اليدوية من أحزمتهم الناسفة، ولا يتلاعبون بالسيجار بين أيديهم، هم بشر يتنكرون في أزياء الناس العاديين، ويمارسون ثورتهم داخل الثورة، ويقلبون المفاهيم بلا أي اعتبار للمناصب والطبقات او القيم السائدة”، على حد تعبيره.

هدف الكتابة الساخرة

وقال إنّ هدف الساخر هو تعرية القبح وليس امتداح الجمال، هدفه نقد الحكومات وليس التغزل بلغاليغها، حتى لو كانت تلك اللغاليغ جميلة ومدهونة جيدا بالمساحيق السادة للمسامات والتجعدات والضمائر.

ولفت إلى أنّ الساخر يكتب ويده على الجرح وهو يجهش بالضحك، من منكم بلا سخرية فليرمنا بحجر …بدبشة بشبشب مستعمل، فليرمنا بالبحر …. نحن وأنتم والجميع ضحايا الحكومات الرقطاء، نستيقظ بدافع الفضول، ونحيا بدافع الفضول، ونموت بدافع الفضول … نعيش على موجة من القهقهات السوداء من صرخة الطفل الأولى حتى حشو المؤخرة بقطن الموت غير المعقم.

وقال: يشبهون الكاتب الساخر بالوردة ذات الأشواك …. لكنها وردة معكوسة …. المقصود أن عطرها ومنظرها الجميل في الخارج، حيث يراه الناس، بينما تنكفئ أشواكها إلى الداخل، حيث الحزن والألم والتصدع والضياع والمعاناة والحساسية المفرطة تجاه الأشياء.

ولفت إلى أنّ الناس يحتاجون الكاتب الساخر ليحتموا تحت فضائه اللغوي، لكون دوره يشابه دور مانعة الصواعق التي تحميهم من الانفجار والانهيار والإحباط والجنون المطبق كما قلت سابقا، ويفش غلّهم في المعتدين عن طريق السخرية منهم – من المعتدين طبعا-ومن إنجازاتهم الوهمية وانتصاراتهم المتخيلة وتحويلها إلى اضحوكة……محض اضحوكة.

وقال غيشان: أما الكاتب الساخر فهو مريض على الأغلب بالتمرد الدائم على الواقع المعيوش، مريض بالتمرد على البداهات التقليدية، مريض يتأوه ويتنهد ويتعذب، فتخرج أناته على شكل خليط سخري عجيب وفوضوي …من السخرية والمرارة والمقاومة والعبث والعدمية أحيانا.

واستدرك: “مريض بالسعي الدائم والدائب والقلق في البحث عن أساليب مناسبة للتعبير عن واقع يعيشه مع بقية الناس …. واقع لا يرونه ولا يقرؤونه في الجرائد الرسمية ولا في تصريحات وزراء الإعلام وكتاب السلطة”.

وأكد غيشان أنّ “الكاتب الساخر مريض …. أعترف بذلك!!لكنه طبيب أيضا …. طبيب لا يعالج ولا يشفي، لكنه يشخص ويوثق لمجتمعه…يشخص عيوب السلطات أمام الناس”، على حد وصفه.

وقال إنّ الكاتب الساخر لا يكتفي بذلك، بل يشخص أخطاء الناس ايضا وممارساتهم التي يصورها بشكل كاريكاتيري يجعلهم يعون ممارساتهم المغلوطة، لعلهم يفكرون أكثر إذا قرروا ممارستها مرة اخرى.

وأوضح أنّ الساخر يشخص ممارسات الناس السلبية التي تضر بهم وبمصالحهم وتحتقر انسانيتهم، وينتقدهم لأنهم لا يقاومون الفساد والخواء ويضعون الحق على الطليان، وعلى القامعين الذين يتفرعنون على الناس ما دام الناس أدمنوا الصمت بجرعات زائدة.

“وليس آخرا، نحن نقوم بدب الصوت وتحذير الناس من الفساد وسوء الإدارة وعواقبهما الوخيمة على المجتمع، التي ستؤدي في النهاية الى انهيارنا، جميعا وتحولنا إلى أشلاء في أرجاء الأرض بلا تاريخ ولا كرامة”، على حد تعبير غيشان.

وختم بالقول: “هي معركة مصيرية، أن نبتسم في وجه الصعاب ونحول انتصار الأعداء إلى مهزلة تحرمهم من لذه الفوز، وأن نثير مكامن الانفعالات الإيجابية في الروح البشرية، من أجل مستقبل أكثر عدلا وأقل تجهما وكآبة، وإنها لقهقهة حتى النصر”.

بدورها كشفت الصحفية لميس أندوني أنّ يوسف غيشان شارك في الندوة لوحده وحولها إلى إعلان إدانة بليغة لقرار منع زميله وصديقه الكاتب احمد حسن الزعبي واحتفاء به. مع التقدير للكاتبين عبد المجيد عصر المجالي و كامل النصيرات لمقاطعتهما الندوة.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: