إسماعيل ياشا
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

فضيحة “نور الدين” الثانية في إسطنبول

إسماعيل ياشا
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

فضحت الثلوج التي هطلت قبل حوالي أسبوع على إسطنبول مدى فشل بلدية هذه المدينة العريقة برئاسة أكرم إمام أوغلو؛ في اتخاذ التدابير اللازمة كيلا تتحول الحياة فيها إلى كابوس ومعاناة كبيرة لسكانها بسبب الأحوال الجوية، كما كشفت أن رئيس بلدية إسطنبول الكبرى المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض وكوادره ليسوا مؤهلين لتولي تلك المناصب وإدارة شؤون مدينة بهذا الحجم.

هناك مقولة شهيرة في الساحة السياسية التركية تقول إن “الحزب الذي يفوز في إسطنبول في الانتخابات المحلية يفوز في الانتخابات البرلمانية التالية”، في إشارة إلى كون هذه المدينة بكثافة سكانها كأنها تختصر البلاد. وهناك أمثلة تثبت صحة هذه المقولة، كفوز حزب الرفاه برئاسة البلدية في إسطنبول وأنقرة في انتخابات 1994 المحلية، وارتفاع شعبيته حتى الانتخابات البرلمانية التي أجريت في 24 كانون الأول/ ديسمبر 1995 لتصل إلى 21.38 في المائة وليحل الحزب في المرتبة الأولى في قائمة الأحزاب الممثلة في البرلمان التركي. إلا أن تلك المقولة ليست قاعدة عامة ويحتاج تطبيقها إلى نجاح ملموس في رئاسة البلدية، وإلا قد يتحول ذاك الفوز إلى وبال على الحزب.

رئيس بلدية إسطنبول من آذار/ مارس 1989 إلى نيسان/ أبريل 1994، نور الدين سوزين، كان منتميا إلى الحزب الشعبوي الديمقراطي الاجتماعي، وهو حزب تم تأسيسه آنذاك كامتداد لحزب الشعب الجمهوري الذي أغلقه العسكر مع الأحزاب السياسية الأخرى بعد انقلاب 12 أيلول/ سبتمبر 1980. وخلال رئاسته لبلدية إسطنبول، فشل نور الدين سوزين فشلا ذريعا، وحوَّل المدينة إلى مزبلة كبيرة، كما تفجرت في عهده فضيحة فساد مدوية تعرف إعلاميا بـ”فضيحة إسكي”، ما أدى إلى فوز مرشح حزب الرفاه، رجب طيب أردوغان، برئاسة البلدية في 1994.

فوز مرشح حزب الشعب الجمهوري، أكرم إمام أوغلو، برئاسة بلدية إسطنبول الكبرى في الانتخابات المحلية الأخيرة، بدعم الحزب الجيد وحزب السعادة بالإضافة إلى حزب الشعوب الديمقراطي، أثار آنذاك ضجة كبيرة، واعتبر كثير من المحللين هذا الفوز بداية النهاية لحكم حزب العدالة والتنمية برئاسة أردوغان، إلا أنهم نسوا أو تناسوا أن من أهم شروط تحقق ما يحلمون به هو نجاح إمام أوغلو في رئاسة بلدية إسطنبول، وهذا ما لم يحدث حتى الآن، بل بدأت تظهر مشاكل متتالية في معظم الخدمات. ويستذكر سكان المدينة تلك المشاكل التي تراكمت في عهد نور الدين سوزين وحوَّلت إسطنبول إلى مدينة لا يمكن العيش فيها، حتى أتى أردوغان وحل كافة المشاكل في فترة وجيزة من خلال برنامج مبني على الإخلاص والعمل الدؤوب.

رؤساء البلديات المنتمين إلى حزب الشعب الجمهوري معظمهم فاشلون في توفير الخدمات، ويرجع فوزهم في تلك المناطق إلى أسباب أيديولوجية بالدرجة الأولى، وأكبر إنجازاتهم نصب التماثيل في الشوارع والساحات. وأثبتت الأيام أن إمام أوغلو لا يختلف عن هؤلاء، بل وأضاف إلى ذلك انشغاله بترويج نفسه كالمرشح الأفضل لمنافسة أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في صيف 2023، بدلا من أن يهتم بهموم سكان إسطنبول ويفكر في تطوير الخدمات.

ولعل أهم إنجازات إمام أوغلو وفريقه هو الترويج والدعاية دون أي إنجاز، وكل ما قام به الرجل حتى الآن هو أن ينسب إنجازات سلفه قدير طوباش إلى نفسه، وإلغاء المشاريع، والادعاء – زورا وكذبا – بأن الحكومة تعرقل جهوده، في محاولة لتضليل الرأي العام والناخبين، مع أن الأرقام تؤكد أن أردوغان حين تولى رئاسة بلدية إسطنبول حقق نجاحات باهرة دون تذمر، على الرغم من أن إمكانياته كانت أقل بكثير من إمكانيات إمام أوغلو.

المتحدث باسم رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى، مراد أونغون، الذي اتضح أنه كان في إجازة بفندق فاخر في سويسرا خلال الأزمة، وصف سكان إسطنبول الذين اشتكوا من فشل البلدية في اتخاذ التدابير اللازمة، بأنهم “مجموعة من الذباب الإلكتروني”، وذكر أن فرق البلدية استخدمت أكثر من 41 ألف طن من الملح و21 طن من المحلول الخاص لإذابة الثلوج. ولما رد مواطنون على تغريدته مشيرين إلى أن البلدية في عهد طوباش استخدمت في حالة مشابهة 136 ألف طن من الملح و539 طن من المحلول لتبقي الشوارع والطرق مفتوحة، كما هو مسجل في موقع البلدية، سرعان ما قام فريق إمام أوغلو بحذف تلك المعلومات من الموقع. كما كشف هذا الفشل الأخير أن إمام أوغلو طرد كافة الإداريين الذين أرسلهم طوباش إلى موسكو للمشاركة في دورات تدريبية في مكافحة الثلوج، وقام بتعيين آخرين ليست لديهم أدنى خبرة في ذات المجال، بل وقبضت الشرطة على أحد سائقي كاسحات الثلوج كان يقود المركبة في حالة سكر.

إمام أوغلو يرى أنه يمكن أن يضمن الفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة من خلال علاقاته الحميمة مع سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما، ودعم الأحزاب المناوئة لأردوغان، وجيوش إلكترونية يقودها مشاهير الإعلام والفن، إلا أن فشله الذريع في رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى قد يحوِّل أحلامه إلى كوابيس.

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts