د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

في آفاق تضحيات غزة

د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

القضايا الكبيرة تستحق تضحيات كبيرة، والكبار وحدهم هم الذين يتصدون للقضايا الكبيرة، لذلك لا غرابة في تخلف غراب البين وبغاث الطيور عن آفاق الحرية الحمراء التي تَنسِج خيوطها غزة اليوم من دماء أطفالها وأشلاء نسائها، فكيف يمكن أن نشاركهم في جهدهم وجهادهم من مواقعنا ونتجنب أن نكون من حزب غراب البين؟

وأيمُ الحق إنه لتستحق اللحاق بتحليق صقور المقاومة أمةٌ تحافظ على عقلها سليما من التلوث، تشرب شراب الكرامة لا غول فيه ولا تأثيم، وتستعلي على ملوثات الفكر والعقل والضمير، وتالله ما سادت حضارة الأمة الموحدة إلا حين طهر جوها من الخمر والميسر، واستجابت لفطرها في التعامل مع أم الخبائث، فكيف ترتكس الأمة من جديد والسيف يعلو الهامات والمستضعفون يتجرعون اللطمات، فإذا بنا نفرّ من الزحف لنستدير إلى زاوية من زوايا الشيطان فنفطن لنصرته في أكثر لحظاتنا حاجة إلى رجمه والاستيقاظ من غفلة سحَبَنا إليها، أفيقبل منا إذن أن ننتصر للمخمورين وخماراتهم ليكملوا ليلتهم إلى الفجر؟ أم هو شرَك نصب لنا ليجردنا مما بقي من غيرتنا وناموسنا ويقظة عقولنا وقلوبنا؟!

وأعجب كل العجب من فتح ملف الخمور في مثل هذا الظرف من حياة الأمة، هذه القوانين التي تجذّر لتأليه الأشخاص وتجريم انتقاد سياساتهم والضرب بيد من حديد على أم رأس كل من يهتف للحق ليزهق الباطل، فهو إما متلبس بالقدح والذم أو مجرم بمخالفة قانون دبّج أصلا لصناعة الخرَس في مصانع تشريعية تجعل البوح بكلمة حق جريمة إلكترونية غليظة العقوبة، تأخذ أفرادا لتربي بهم مجتمعا يصبح شعاره: لا أرى لا أسمع لا أتكلم،فيريح ويستريح.. هكذا يخيل لهم.

وهل مبدأ الخرَس لو أصاب الناس جميعا يصلح أن يصيب العلماء، قادة الرأي وأهل الفتوى وحكماء الأمة؟! هل يسوغ لأمة عرفت سعيد بن جبير والعز بن عبد السلام أن يخرس علماؤها يوم يكون الكلام فرض عين على كل واحد منهم؟ أين علماء الأمة الرسميون والشعبيون؟ أين أثرهم فينا؟ أين كلمة الحق التي تحسب حساب الآخرة وتسقط حسابات الدنيا الدنيّة؟ أين المفتون، ففي الأمة غير مشكلات الطلاق والإرث والحيض والطهارة الحسية؟ أين نحن من طهارة الولاء ومسائلها؟ ومن نجاسة النفاق ووساوسه؟ أين خطبة الجمعة التي تجمع الناس على حب الوطن والدفاع الحقيقي عنه بالكلمة والفعل، بالموقف والبأس؟! وهل يسوغ تغييب الخطيب لأنه يحمس الناس للانتصار لغزة تحت لواء ولي الأمر لا بالخروج عليه لا سمح الله؟ وفي إطارٍ مِن المسؤولية لا بالعبَط والتهوّر؟ لأن إطلاق الخطيب البليغ أكثر فائدة من إسناد الأمر إلى من لا يحبك الفكرة ولا يدرك أبعاد الكلمة، ألا يا ليت قومي يعلمون أن إسناد الأمر إلى أهله مصلحة، وأن مسؤولية غير المختصين عن قضايا الشرع ومسائل العلم والعمل هو المفسدة بعينها.

يا عقلاء الأمة، إننا في أتون المعركة قصدنا أم لم نقصد، علمنا أم لم نعلم، فلنكن على قدرها قبل أن يجرفنا التيار، ولا وقت حينها للندم.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts