د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

في العشر الأواخر دروس من الطوفان (١)

د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

** الطوفان ثورة عقدية :

الصوم ركن من أركان الإسلام، ولا إسلام لمن لا إيمان له، فإننا نصوم امتثالا لأمر إلهنا الذي شرع لنا هذا الدين وارتضاه لحياتنا وآخرتنا، والصيام عبادة خفية بين العبد وربه لا يدخلها النفاق، فإن من تظاهر بالصيام دون إمساك عن المفطرات بالسرّ فليس بصائم، بخلاف الصلاة التي يتلبس بها أحدهم دون أن تكون نيته خالصة، فيسمى مصليا وإن لم تقبل صلاته، وهذا ما جعل للصيام خصوصية الأجر الذي ليس لسواه :”كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به”، ولما كانت العقيدة هي المحرك الحقيقي لعمل المسلم فإن من أهم ركائزها قضية الولاء لله والبراء من أعدائه، ولقد تشربت المقاومة ثقافة المسجد وآدابه التي من أهمها الولاء والبراء، لأن الذي يصلي لله يأبى الركوع لسواه، والذي يسجد في الصلاة يأبى أن يطأطئ رأسه في غير محرابها، ولقد صبر فتية الحق على مُرّ العيش في ظل الاحتلال وهم يشقون طريقهم إلى امتلاك الشوكة التي يناجزون بها عدوهم، في ظل ضعف الإمكانيات وحصار الأشقاء وكيد المنافقين ومحاولات عرقلة الطريق إلى حرية الفكر والسلوك، حوربت المساجد حتى أصبحت مكانا لأداء ركيعات لا يُسمح باستثمار آثارها في المصلين، وضُيّق على التعليم حتى أصبحت المناهج منزوعة الدسم، فحُذِفت منها كثير من النصوص الشرعية التي تعرّف الطالب ما له وما عليه في علاقاته مع الأصدقاء والأعداء على حد سواء، في محاولة لإنشاء جيل لا علاقة له بعقيدة ولا بقضية، ورغم ذلك فقد شقت المقاومة طريقها إلى قلوب النشء ذكورا وإناثا، حتى بات الجيل الذي ولد قريبا من أعوام حصاد قادة المقاومة قتلا وسجنا هو جيل طوفان الأقصى الذي حمل بندقية الغول وصاروخ الياسين وأحدث صواعق في رؤوس الصهاينة ستظل ارتداداتها سما زعافا في أدمغتهم إلى أن تعطبها .

طوفان الأقصى ليس نشاطا عسكريا دوخ الصهاينة وحسب، إنه حركة تحرير لعقول شبابنا وفتياتنا من الخوف والتردد والتبعية لغير منهج هذه الأمة النابع من عقيدتها في تنظيم الحياة على إيقاع العيش المشترك مع كل من لا يناصبهم العداء ولا يهدد وجودهم ولا يعبث بمقدساتهم ولا يضمر لهم شرا ظاهرا ولا مستترا، إنه هدي سورة الممتحنة:  “لَّا یَنۡهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِینَ لَمۡ یُقَـٰتِلُوكُمۡ فِی ٱلدِّینِ وَلَمۡ یُخۡرِجُوكُم مِّن دِیَـٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوۤا۟ إِلَیۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ یُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِینَ . إِنَّمَا یَنۡهَاكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِینَ قَـٰتَلُوكُمۡ فِی ٱلدِّینِ وَأَخۡرَجُوكُم مِّن دِیَـٰرِكُمۡ وَظَـٰهَرُوا۟ عَلَىٰۤ إِخۡرَاجِكُمۡ أَن تَوَلَّوۡهُمۡۚ وَمَن یَتَوَلَّهُمۡ فَأُو۟لَـٰۤئكَ هُمُ ٱلظَّـٰلِمُونَ” .

ليست المقاومة بعبعا لتخويف الآمنين، فإن مرجعيتها العقدية قائمة على نشر السلام الذي هو الإسلام، لكنها تنقلب نارا حامية على كل من وقف في طريق الإسلام وسلامه ليضع مكانه الشر والكيد والحقد والأذى، ومن يتولّهم على ذلك فهو منهم، ومن حاربهم فهو على صراط مستقيم.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts