د. أحمد داود شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

في اليوم التسعين.. ماذا غير نعي الشهداء وتأبينهم؟

د. أحمد داود شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

بعد مضي ثلاثة أشهر على غزوة السابع من تشرين ما نزال في حالة حرب مفتوحة مع عدو لئيم كان يغتال الأنبياء والمصلحين على مر التاريخ ولولا أن الله عصم نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم من الناس لنجحت محاولات يهود المدينة في قتله غيلة ولكن الله كان ينبئه بمحاولاتهم في كل مرة.

وعلى مدى تاريخ المقاومة في فلسطين نجح يهود في قتل قادة كبار لن يكون آخرهم صالح العاروري تقبله الله وفي كل مرة نلتقي لنؤبّن الشهداء فنذكر فضلهم ومكانتهم فينا وفتكهم بعدونا ثم ننصرف إلى أعمالنا ولقد استمعت إلى متحدثين من شتى الفئات والثقافات ينعون صالح العاروري ورفاقه لم أرَ إلا في القليل من كلماتهم ما يبين واجبنا من بعدهم ونظرتنا إلى تطور الأحداث وما ينبغي أن نصرف من جهد يجعلنا جزءا من هذه الأحداث بدل أن نكتفي بالتفرج والتعليق أو التفرج والدعاء من غير أخذ بأسباب إجابته كما يفعل العاجزون.

إن استهداف قادة المقاومة المؤثرين يدل على أمور منها :

١) أن عدونا الذي آلمه ما أصابه في ميدان المواجهة العسكرية يرى في الاغتيالات ما يعوضه عن فشله وعجزه.

٢) إن هؤلاء الشهداء المستهدفين قد آلموا عدوهم وحصروه في زاوية عجزه وفشله وهو يظن أنه باغتيالهم يجفف منابع الظفر الفلسطيني على أرض المعركة برغم علمه الأكيد بأن المقاومة ولاّدة وأن الشهيد القائد الذي يرتقي اليوم كان قد حل محل شهيد قائد ارتقى بالأمس وملأ مكانه.

٣) أن كل مقاوم لهؤلاء الصهاينة قد أُعد ليكون قائدا يحمل صفات القيادة وشروطها فهم حفظة للقرآن رهبان في الليل فرسان في النهار يتعالون على الشهوات ويتنزهون عن الشبهات لا يفرقهم عن الصحابة والتابعين إلا الزمن الذي يعيشون وهذا ما يولد في عدوهم يأسا محققا من النيل من عزائمهم.

 والأمة بمن فيها من جماعات إسلامية وقوى مقاومة ومؤسسات علمائية لا يجوز لها أن تعجز عن قول كلمة تزلزل الأرض تحت أقدام العدو ومن والاه في سبيل نصرة غزة وصانعي نصرها من جحافل المقاومين الشرفاء.

– علماء الأمة يملكون أن يعبئوا الشعوب تعبئة إيمانية تدفعهم للمطالبة بالتحشيد لنقل حراك المقاومة والتفاعل معها إلى كل شبر من الأرض العربية والإسلامية حتى لا يشعر أحد خارج غزة بالراحة إلا حين يتوقف العدوان عليها.

– والأمة مدعوة أن تضغط على حكامها ليكونوا فاعلين على الأرض بما يملكون من خيارات يؤثر تفعيلها على القوى العالمية حين ترى أن مصالحها في العالم العربي والإسلامي مهددة وحكامنا قادرون على أكثر من التصريحات النارية قادرون على تفعيل دور الماء والكهرباء والمعادن والبترول والممرات التجارية برا وبحرا وجوا والضعف الذي يتذرع به أهل السياسة عندئذ ينقلب إلى قوة لو شاؤوا لكن هل يعقل أنهم لا يشاؤون؟!

– والجماعات الإسلامية والعروبية والأحزاب السياسية بما تملك من فعل سياسي على الأرض لا يجوز أن تظل عاجزة عن التأثير ولا يجوز أن تتخذ من خيار المشاركة السياسية دثارا يفصلها عن الفعل الشعبي الحاسم الذي يطوع صانع السياسة لخيارات الأمة التي تمثلها هذه الأحزاب.

دوام هذا الغزل بين صناع السياسة العربية وأحزاب الموالاة والمعارضة على حد سواء لا يبشر بإمكانية التغيير الإيجابي أبدا ولا يدعو عاقل إلى أي فعل عبثي يفقد البلاد توازنها لا سمح الله لكن مساحة الفعل العاقل كبيرة تتجاوز الإصرار على التوقيع على قرارات سلبية مؤثرة في الأمة بدعوى المحافظة على أمنها واستقرارها وما فيها إلا محافظة على جمودها وسلبية قيامها بواجب الدم والدين والحاضر والمستقبل.

علينا أن ندشن عهدا سياسيا جديدا يحفظ أمننا وينكي بعدونا ويؤكد استقلالنا وهذا يستدعي أن تلتقي جهود القوى السياسية كلها لصناعة حاضر مشرف ومستقبل آمن متناسين خلافات هذه القوى البينية فالكل في سفينة واحدة نراها تغرق ثم ينشغل كل فريق على متنها بتوزيع المساحات الغارقة فهل في هذا ما يوحي بعقلانية أو واقعية ؟!

رحم الله شهداءنا فإن لم يكن في دمائهم ما يغذي حياة كريمة من بعدهم فينا فما أقربنا من اللحاق بهم لكن بدون لقب شهادة ولا وصف كريم.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts