“في بيتنا توجيهي”.. علامة فارقة بنوعية التعليم الأردني منذ عقود

“في بيتنا توجيهي”.. علامة فارقة بنوعية التعليم الأردني منذ عقود

في مثل هذا الوقت من كل عام وعلى مدار 71 عامًا يعيش الاردنيون مرحلة هامة في نهاية تحصيل أبنائهم المدرسي واجتياز امتحان على مستوى المملكة يحدد الاتجاه الذي سيسلكه الطلبة في التَّعليم العالي.

وطيلة سبعة عقود مضت كان شعار الاردن “تطوير وتحسين هذا الامتحان” للوصول إلى أفضل المخرجات من مدارسه وإرساء أجود المدخلات لجامعاته وكلياته.

معنيون ومتابعون للامتحان أشاروا لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) الى عوامل كثيرة تؤثر في سير فترة الامتحانات منها العوامل النفسية والصحية والاقتصادية والاجتماعية، موضحين أنه ونظرا لأهميته البالغة يعكس هذا الامتحان أجواء قلق وتوتر على الطلبة وذويهم خلال أيامه التي تمتد 22 يوما في دورة هذا العام كونه يحدد مستقبل الطالب وخياراته الأكاديمية وهو ما يدفع الأسر الى وضع برنامج اجتماعي خاص تحت شعار “في بيتنا توجيهي” لضمان عبور أبنائهم هذه المرحلة بسلام.

وكالة الانباء الأردنية (بترا) عادت إلى ستينيات القرن الماضي وتتبعت 71 عامًا من عمر هذا الامتحان الذي كان علامة فارقة في تاريخ التعليم الأردني كمرحلة فاصلة بين الدراسة داخل أسوار المدارس والانتقال إلى حرم الجامعات، ليتبين أنَّ أول امتحان (توجيهي) عقد عام 1962 بالتزامن مع تأسيس الجامعة الأردنية كأول جامعة في المملكة، ما يؤشر إلى أنَّ الأردن استشرف بشكل منطقي أهمية تطوير أداة التقييم التي كانت سائدة منذ العام 1934 تحت مسمى (المترك).

وكان الملك عبدالله الثاني اطلع في أيار الماضي على خطة وزارة التربية والتعليم لتطوير امتحان الثانوية العامة (التوجيهي)، والتعليم المهني، وتحسين البيئة المدرسية، وتدريب المعلمين، وأكد في الاجتماع، أهمية أن يكون تطوير التوجيهي جذريا؛ كجزء مهم من النهوض بالعملية التعليمية، والتخفيف من الضغوطات التي تترتب في أحيان كثيرة على الطلبة.

ولفت الملك إلى ضرورة التأكد من مواءمة مخرجات تطوير التوجيهي مع متطلبات القبول الموحد، منوهاً إلى أهمية عرض خطة التطوير وشرحها قبل تنفيذها لضمان فهمها واستيعابها من الطلبة وذويهم.

واستعرض وزير التربية والتعليم وزير التعليم العالي عزمي محافظة، بحضور رئيس الوزراء بشر الخصاونة في حضرة الملك، خطط الوزارة التطويرية، مبينا أن مجلس التربية والتعليم قرر توزيع الطلبة إلى مهني أو أكاديمي بعد الصف التاسع.

وبين أن الطالب الأكاديمي سيدرس في الصف العاشر مواد علمية وإنسانية مشتركة، ويبدأ باختيار مواد متخصصة حسب الرغبة بالدراسة الجامعية اعتبارا من الصف 11 و12، إذ يدرس الطالب في الصف 11 مواد الثقافة العامة المشتركة إضافة إلى المواد الاختيارية، وفي الصف 12 يدرس الطالب المواد الاختيارية التي تحدد التخصص الجامعي ضمن مسارات.

وأشار الوزير محافظة إلى أنه بذلك سيتم تقديم التوجيهي بحسب النظام الجديد على سنتين بعد الصف 11 (أربع مواد وهي المواد المشتركة) وبعد الصف 12 (أربع مواد وهي المواد الاختيارية/ التخصص).

وقال، إن 6 تخصصات سيتم طرحها في السوق مع بدء تنفيذ النظام وهي: الهندسة، والزراعة، والضيافة، والتجميل، وتكنولوجيا المعلومات، والأعمال، فيما ستضاف 4 تخصصات أخرى في السنة الثانية هي: البناء، والسياحة والسفر، والوسائط الإبداعية، والفن والتصميم، وقد تضاف مواد أخرى لاحقاً، ويمكن للطالب الالتحاق بسوق العمل بعد الانتهاء مباشرة من التعليم المهني، أو اختيار الدراسة الجامعية.

مدير الامتحانات في وزارة التربية والتعليم الدكتور محمد كنانة أشار الى مراحل تطور مسميات امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة من (المترك) منذ عام 1934 وحتى 1960، ليتحول بعدها إلى امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة (التوجيهي) الذي عقدت دورته الاولى عام 1962 تبعها تعديلات على نظام الفصل والفصلين واستحداث أو إلغاء فروع وفقا لمتطلبات كل مرحلة زمنية.

وتشير أرقام الوزارة، إلى أنَّ العدد الكلي للمسجلين بامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة / الامتحان العام للعام 2023، بلغ 189 ألفًا و192 مشتركًا ومشتركة، من بينهم 126 ألفا و216 طالبا نظاميًّا، و 62 ألفا و976 من طلبة الدراسة الخاصة، وبلغ عدد من يرغبون برفع معدلهم 8 آلاف و107 طلاب.

واعتبر المتخصص في علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي إعطاء الأبناء الثقة بقدراتهم وأن هذه الاختبارات كغيرها من الاختبارات المدرسية هو أهم قضية تضمن تجاوز امتحانات الثانوية العامة بسلاسة ويسر.

ودعا الخزاعي الاهالي الى عدم إرهاق الأبناء في الدراسة وتوفير الأجواء المناسبة لهم على الصعد كافة سواء أكانت اجتماعية، أم نفسية، أم اقتصادية، إضافة الى ضبط إيقاع الزيارات المتوقعة لعدم تشتيت الطلاب عن الدراسة مشيرا إلى أهمية أن تخصص ليلة الامتحان للمراجعة فقط وليس للدراسة.

وأكد أهمية بث الطاقة الإيجابية، والتروي أثناء الإجابة عن أسئلة الامتحان، وعدم مرافقة الأبناء إلى الامتحان أو ملاحقتهم بالتوصيات لحظة دخولهم قاعة الامتحان وملاحظة احتمالات نقص بعض الفيتامينات التي يسبب تراجع نسبتها إلى عدم التركيز أو نسيان المعلومات.

من جانبه، نصح الخبير التربوي الدكتور نواف الخوالدة طلبة (التوجيهي) بقراءة الأسئلة بتمعن وروية قبل الإجابة، والبدء بالسؤال الذي يعرفون إجابته وتجنب الوقوف عند سؤال معين، ثم مراجعة الأسئلة عند الانتهاء منها.

وأكد الخوالدة أن أنجع الطرق للاستعداد للامتحان هو النوم لساعات كافية والحرص وتناول وجبة الفطور قبل التوجه للامتحان لما له من أثر طيب في تنشيط الذاكرة، مركزا على أهمية أن يراعي الطالب عامل الوقت في الامتحان لأخذ الوقت المتبقي في الحسبان، وضرورة أن يكون مراقب الامتحان عونا للطالب بحيث يتعامل معه بهدوء وأريحية لما من شأنه إبعاد القلق والتوتر عنه.

(بترا)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: