د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

كلام من القلب إلى من يهمه الأمر

د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

ولاةَ أمرِنا أنتم من يهمه الأمر، وإن ما دعاني إلى مخاطبتكم من القلب اليوم هو استماعي إلى خطاب الناطق باسم كتائب القسام أبي عبيدة، الذي شكر الشعب الأردني على وقفته المباركة مع أهل غزة، ودعاهم إلى المزيد، لا لأن صوت الجماهير يطربه لكن لأن هذا الصوت يقضّ مضجع يهود ويصيبهم في مقتل وهم يرون الشعوب في شتى بقاع الأرض حاضرة في مشهد النكاية بعدوّ غادر ليس له شرف كلمة ولا عقيدة قتالية يحتكم إليها، إنما يخوض حروبه ليقتل، لأن غير اليهودي ليس جديرا بالحياة بحسب نصوصهم المقدسة، وكل صيحة على العدو تؤذيه وتنال من عزيمته، فكيف لا يسرنا إيذاؤه ولا نحرص على الإيقاع به؟! 

وإني لأرجو أن تصل كلماتي اليوم وأنا أكتبها لأولي الأمر بنبضات قلبي لا بحبر القلم، وأطبعها في وجدان من يهمه الأمر لا على سطح الورق.

يا أولياء أمرنا، بعد التحية والسلام:

 أنتم تعلّموننا أن الأردن وفلسطين توأمان، ونحن نعلم كما تعلمون أنه لا يصلح أن يكون الأردن بديلا لفلسطين، كما لا يصلح أن تكون فلسطين هي الأردن، لكن الناس على ضفتي نهرنا لا ينفصلون مصاهرة ومصيرا وشعورا، فحمل علم إحدى الضفتين في الضفة الأخرى هو للنصرة المطلوبة لا بغية الولاءات المقلوبة.

لا يعجبكم يا أولياء الأمر أن يهتف أردني لمحمد الضيف أو لأبي عبيدة أو للمقاومة، لأنكم ترون هذه الهتافات تنكّرا لجهود الأردن الرسمي في الدفاع عن فلسطين وأهلها، وقد جعلتم من يصرّ على هذه الهتافات في عداد المشاكسين الخارجين عن الوطنية الأردنية، والأمر أبسط من هذا أيها الغوالي، فإن الشعوب العاطفية العاقلة تهتف للمظلوم حين ينتصر على ظالمه، وتُعجَب بالمستضعف حين يقوى على من يتغوّل على مقدساته بل على وجوده، وما يحدث اليوم في غزة لم يكن في حسبان جمهور الأمة في الضفتين، حتى إذا تمّ فقد استدعى هذه الهبّة التي لو فكّرنا في دواعيها لوجدناها طبيعية، فلِمَ هذه الحساسية كلها؟ ولقد قلتُ من قبل: إن هذا الشعب الذي يمجد رموز المقاومة لا يرى له إلا ملِكا واحدا ودستورا واحدا، ولا يعجبه أن يخرج من جلده أو أن يصنع مأساته بيده حين يرى الصديق عدوا والعدو صديقا.

إن الشعب الأردني الذي تعجبه المقاومة الفلسطينية يعجبه أن لا يُعبَث بأمن بلده، ولقد علمتُ من المعارضة رشدا، فهل من الحكمة أن ندفعها دفعا لا قدر الله لفقد رشدها وهي تحس أنها أصيبت في كبريائها وحقها الطبيعي في أن تفرح أو أن تحزن؟!

يا ولاة أمرنا:

أنتم الوعاء الكبير الذي يستوعب الأفراد والهيئات، وإن منشورا على وسائل التواصل، أو هتافا في مسيرة أو اعتصام، أو تصريحا لوسيلة إعلام، لن يفتّ في عضد دولة يحميها شعبها بأرواحهم ويتسلم أمر سياستها حكماء.

إن قدرنا يا سادة أن يتحمل كل منا لأواء الطريق وأن يسلك سبيل سُنّة التغافل لأنها أكثر أمنا بكثير من التدقيق في كل شاردة وواردة تجلب الصداع للمواطن والمسؤول بدرجة واحدة.

إننا اليوم جميعا مطالبون بأن تكون عيوننا على هذا الحمى العربي الإسلامي العتيد، فعدونا يريدنا رهن إشارته، يريد أن ننفذ ما يريد وأن نمتنع عما لا يريد ، يريد أن يتحكم بسياساتنا بالريموت، فهل سنعطيه ما يريد؟

إن همنا كله يجب أن يكون في خانة مكافحة هذا العدو حتى لا نسمح له أن يسرح ويمرح في ديارنا، ولا أن يفقدنا سيادتنا بذريعة الخوف على أمننا، وإن أمننا ليعني وجودنا، وخوفنا يعني تلاشينا، ولن يتحقق الأمن إلا حين يأمن الفرد على نفسه وأهله وماله، ولن يتحقق ذلك إلا بالحب، فالخوف والكراهية لا يصنعان استقرارا ولا يبنيان دولة ولا يحفظان نظاما، الحب يصنع الاستقرار، والكراهية تصنع الفتنة، والولاء للأمة في السراء الضراء يصنع الصف الواحد، والتنصل من الانتماء للجماعة يصنع التشرذم والتفتت.

يا أولياء الأمر: نحن ندعم المقاومة وجدانيا ونهتف لها بحناجرنا، ونرى في أولياء الأمر في أردن الصبر والعزم أملا في توحيد الجهود ورصّ الصفوف بالحب المجرد من الخوف، وبالولاء المجرد من العبودية، وبالصدق الذي لا يعرف كذبا ولا تزلفا ولا نفاقا،(وَقُلِ ٱعۡمَلُوا۟ فَسَیَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَـٰلِمِ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ) ، واقبلوا فائق صدقي واحترامي.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts