كورونا يحصد وظائف الأردنيين ويهدد مستقبل العاملين

كورونا يحصد وظائف الأردنيين ويهدد مستقبل العاملين

البوصلة – محمد سعد

كشفت نتائج استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية عن أرقام أثارت تحذيرات المنظمات والكتاب وحول فقدان الوظائف وتدهور الأعمال.

الاستطلاع الذي جرى منتصف الشهر الجاري شمل نحو ألفي شخص توزعوا على عينتين، الأولى وطنية “1204” تم اختيارهم بشكل عشوائي من 200 موقع تغطي مناطق المملكة، والثانية عينة قادة الرأي بحسب تصنيف المركز بلغ حجمها 700 شخص .

الرقم الأكثر خطرا في الاستطلاع هو ان (60%) من مستجيبي العينة الوطنية كان لديهم وظيفة أو عمل قبل أزمة جائحة كورونا، وقد خسر نصف الذين يعلمون في القطاعات غير الحكومية (52%) عملهم بسبب أزمة جائحة كورونا.

ويعزز المخاوف قول رئيس المرصد العمالي الأردني، أحمد عوض، إن المؤشرات الإحصائية الأولية التي أوشك المرصد على الانتهاء من تجميعها تظهر فقدان عشرات آلاف الأردنيين وظائفهم خلال الربع الثاني من العام الحالي، وما تزال أعدادهم في ارتفاع.

وأضاف عوض أن حالات الفصل التعسفي بحق العمال الأردنيين من وظائفهم في مختلف القطاعات ما تزال تتوالى بذريعة التداعيات السلبية لجائحة كورونا، بالارتكاز على أوامر الدفاع التي أصدرها رئيس الوزراء، عمر الرزاز، والتي تتيح لأصحاب العمل اتخاذ إجراءات متعددة بحق العمال لتخفيف الأعباء المالية عن كاهلهم بسبب الأزمة.

وحسب رئيس المرصد العمالي الأردني، فإن كثيرا من المنشآت قامت بفصل أعداد كبيرة من العاملين لديها، فيما قامت أخرى بتخفيض الرواتب بنسبة بلغت 50% وأخرى 30%، ومنها من أوقفت موظفيها عن العمل نهائيا لعدة أشهر.

وبين عوض أنه لا توجد إحصائيات رسمية بعدد الذين تم فصلهم من عملهم أو تم تخفيض رواتبهم خلال الثلاثة أشهر الماضية بحجة تضرر المنشآت من جائحة كورونا.

ويعتقد (85%) من المستجيبين لاستطلاع المركز أن أزمة فيروس كورونا يشكل تهديداً للاقتصاد الأردني، ويعتقد (84%) أن هذه الازمة تشكل تهديداً على وضع أسرهم المالي، فيما يعتقد أكثر من نصف المستجيبين (54%) انها تشكل تهديداً على مستقبلهم الوظيفي، ويعتقد (72%) من المستجيبين أن ازمة فيروس كورونا تشكل تهديداً على الجهاز الصحي في الأردن، و (63%) يعتقدون أنها تشكل تهديداً على الوضع الصحي لهم ولأفراد أسرهم.

وطالب الوزير السابق والكاتب محمد ابو رمان المحللين وصنّاع القرار، تجاوز الأرقام الصمّاء في استطلاع مركز الدراسات إلى قراءة الدلالات السياسية والمجتمعية لما تستبطنه تلك الأرقام.

وقال ابو رمان في مقال نشره اليوم “التداعيات الاقتصادية للفيروس بدأت تتفاعل في الرأي العام، وتعيد إنتاج الموقف من الحكومة”.

واضاف “ما هو مقلق ولافت جداً في الاستطلاع، فإنّ النتيجة المدهشة أنّ الأغلبية العظمى من المواطنين يرون في التداعيات الاجتماعية للأوضاع الاقتصادية التهديد الأكبر للأمن الوطني الأردني، وهو مؤشّر على مدى السوء الذي وصلت إليه الأمور الاقتصادية والمالية، بخاصة مع نتائج جائحة كورونا”.

وارتفع معدل البطالة في الأردن إلى 19.2% خلال الربع الثاني من العام الحالي، وسط توقعات بأن ترتفع النسبة إلى أكثر من 25% خلال العام الحالي بسبب التسريحات من العمل وعودة أعداد كبيرة من الأردنيين العاملين في الخارج، خاصة في دول الخليج، بسبب تداعيات الجائحة وانخفاض أسعار النفط.

من جهته قال الكاتب عبد الله المجالي في مقاله يوم الخميس الماضي، “تكشف نتائج استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية الأخير حجم الخوف والقلق لدى الأردنيين جراء تداعيات الفيروس على أوضاعهم ومستقبلهم”

وعبّر رئيس الوزراء، عمر الرزاز، الاسبوع الماضي، عن مخاوفه من تضرر شريحة العمال بنسبة كبيرة بسبب أزمة كورونا، ما سيؤدي حتما إلى ارتفاع معدل البطالة.


Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: