بشرى عربيات
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

للتلوُّث أنواع

بشرى عربيات
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

بقلم المستشارة التربوية: بشرى سليمان عربيات

   قبل سنوات طويلة، كنَّا نعتقد أن التلوث يقتصر فقط على التلوث البيئي، سواءً كان ناتجاً عن عوادم السيارات، أو الغازات الناتجة من الإحتراق، لكن يبدو أن للتلوُّث أنواع بدأت تظهر واضحة منذ سنوات في المجتمع، ومن أبرزها التلوث الضوضائي، والذي يزدادُ يوماً بعد يوم بعناوين مختلفة!

   نبدأ من الشباب – المستهتر – الذين يقودون سياراتهم، أو سيارات مستأجرة سياحية كانت أو خاصَّة، يقودوها باستهتارٍ واضح ، ليلاً ونهاراً، خصوصاً في الشوارع الفرعيَّة من الأحياء السكنية، لا يراعون فيها طفلاً ولا مريضاً ولا كبيراً في السن!

   هناك ظاهرة مزعجة جداً ينتج عنها التلوث الضوضائي، وهي انتشار سيارات بيع أسطوانات الغاز بأسلوب غير منظم، إذ يكفي لكل منطقة سيارتين! تتبعتها سيارات بيع الخضار التي تفتح رسائل مسجلة عبر مكبرات الصوت بطريقة جداً مزعجة، وخصوصاً في الأجواء الحارَّة، إذ لا يُعقل أن تتعرض هذه المواد الغذائية للشمس ساعاتٍ طويلة، الأمرُ الذي يعرضها للتلف، وبالتالي تصبح غير صالحة للإستهلاك البشريّ!

   أضف إلى ذلك سيارات شراء الأثاث المستعمل، التي تفتح مكبرات الصوت وتدور في الأحياء السكنية بصورة مزعجة وتعطِّل المارَّة والسيارات، لأن من يقودها يسير على أقل من مهله! ناهيك عن أن هناك من يقول أن بعض هؤلاء يراقب البيوت – عن بُعد – وقد يعطي معلومات عن البيوت والشقق متى تكون غير مأهولة وبالتالي تتعرض للسرقة أو ما شابه ذلك!

   ولأن التقليد شعار كثير من الناس فقد تبعتها سيارات بيع البطيخ – الساخن –  وسيارات تبيع الأجبان والحليب !!! نعم، الحليب الذي يباع في سيارات غير مبرَّدة في أجواءٍ شديدة الحر، والأجبان غير معروفة المصدر!

   ومما يثير القلق مؤخراً، انتشار التلوث الفكري الذي دفع بفتيات تقود الدراجات النَّارية في شوارعنا وهي لا ترتدي ثياب كاسية، وتتباهى بالإنزلاق بين السيارات، وكأنها تريد نشر صورة ذهنية نمطية للفتاة العربية – الحرَّة – ! مع أن هذه ليست حرية، فهذه السلوكيات دليل العبودية للأهواء والشهوات!

   أضف إلى ذلك فتيات تستخدم المزلاج في مسرب الباص السريع وشعرها يتطاير في الهواء لتلفت الأنظار في وقت الذروة صباحاً ومساءً، علماً بوجود ساحات وملاعب كثيرة سواءً في مدينة الحسين للشباب أو حدائق الحسين وغيرها من الأماكن، إنَّ هذا النوع من التلوث الفكري يتنامى في المجتمع،ويبقى السؤال الأبرز،أين آباء هؤلاء الفتيات؟ ألا يعلم هؤلاء ما هي خطورة تلك السلوكيات على بناتهم قبل إدراكهم خطورة ذلك على المجتمع؟!

    أضف إلى ذلك التلوث البصري، في انتشار لبس “الشورت” للشباب والرجال وخصوصاً النوع القصير، بحيث لا يُراعي العورات والتي يجب أن تكون إلى الرُّكبةّ!  هذا التلوث يؤدي للشعور بالغثيان!! تُرى ما هو دور المسجد وما هو دور الوعظ؟ بل ما هو دور الأسرة؟

    نحنُ في عصر التكنولوجيا، لذلك يمكن استبدال مكبرات الصوت في السيارات آنفة الذكر بمنصات إلكترونية، أو على أقل تقدير استخدام الهاتف لطلب هذا النوع من الخدمات – في حال تعذر المنصات الإلكترونية بسبب جهل البعض فيها – !

   أرى أن كل ما ذكرت من تلوث ضوضائي يجب أن يكون منظماً من الجهات الرسمية، ولكن من يعمل على درء الفتنة في انتشار الفتيات على الدراجات أو على المزلاج!! ومن يعمل على توعية الشباب والرجال في عدم الخروج للشارع بمنظر مؤذي؟ أرى أن الحل في تركيب مرايا في مدخل كل بناية، أو في مداخل الأحياء السكنية كي يرى نفسه قبل الخروج!

    وتبقى كلمةُ الحق ثقيلة على النفوس المريضة!

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts