د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

ماذا لو قتلوا مروان عيسى؟

د.أحمد داود شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

د.أحمد داود شحروري

مروان عيسى من القيادات الحمساوية التي أوصلت الصهاينة إلى حالة من الهذيان ، ومثل كل مقاوم يأخذ هذا القائد حظه من الحقد الصهيوني الأعمى لأنه مما يستفزهم أن يجدوا من يمكر بهم ولا يحيطون بمكره فيظهرون عاجزين ، كما هو حالهم منذ كانت الجولة الأخيرة من المقاومة ، وإلا فما تفسير هذا السلوك الهستيري على الأرض من تدمير وبطش وتجويع وعطش للمزيد من الدماء ؟ أليس هذا كله ردّ فعل منهم على تفنن المقاومة في إذلالهم يوم السابع من أكتوبر ، وهم يحمّلون مروان عيسى وصحبه من قيادات حماس مسؤولية ما حدث بصفتهم عقول المقاومة المدبرة لكسر هيبة العدو المتكبر في الأرض .

وأن يعلن العدوّ عن نجاحه في استهداف القائد البطل مروان عيسى فهذا خبر ، مادامت المقاومة لم تعلق عليه فلا نملك أن نصدق رواية المحتلّ ولكننا لا نستبعدها ولو كرهنا محتواها ما دام النزال بين المقاومة وهذا العدوّ المجرم على أشده ، فإن من طبيعة المواجهة أن يكون فيها نيل من العدوّ وتحمّل لما يُلحِقه بالمقاومة  من أذى .

لكن كيف تنظر المقاومة لاستهداف قادتها وكوادرها ؟ هذا سؤال يجاب عليه من ثوابت العقيدة القتالية عند جند الله الذين باعوا لله أنفسهم ، والله سبحانه اشترى، ومن أهم هذه الثوابت :

١) أن طريق التحرير مكلف ، وأن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام دفع تكاليف ثباته على حقه ، فبعد أن ضاقت به مكة وهاجر ووجد من العناء ما وجد عاد ففتح مكة سيدا ثابتا في طريق جهاده حتى لقي ربه ، وقد فقد على طريق تحرير مكة من دنس المشركين خيرة أصفيائه من أهله وأصحابه ، فقدَ عمه حمزة وهو في أوج عطائه بطلا لا يشق له غبار ، وفقد ابن عمه جعفر الذي كان أشبه الناس به ، وفقد زيد بن حارثة حِبه وابنه بالتبني قبل تحريم التبني ، وقائمة الصحابة الشهداء طويلة ، وتستمر سنة الله في المدافعة ، فقد فقدت المقاومة شيخها وموقِدَ جذوتها أحمد ياسين وخليفته الرنتيسى وصلاح شحادة والجماليْن وأبو شنب والمقادمة وغيرهم كثير ، فلم تلن للمقاومة قناة ولم تزدد إلا قوة إلى قوتها ما دامت الفكرة قائمة وخطوات أقدام المقاومين تترسم نهج من سبقوهم دون حيْد ولا قيد .  

٢) أن مقاييس النصر والهزيمة لا تعتمد عدد الأرواح المزهقة في المعركة ولا حجم الدمار الذي ينتجه يأس العدو من تحقيق أهدافه الإستراتيجية ، بل تعتمد مقاييس النصر على مدى تحقق الأهداف التي وضعت قبل خوض المعركة ، ولقد نفى بعض أصحاب السيَر أن يكون النبي قد هزم يوم أحد برغم ما أصابه وصحبه من قرح ، لأن المشركين لم يحققوا هدفَيْهم يومها ، فلا هم دخلوا المدينة المنورة ولا ظفروا بالنبي الذي كانوا يسعون لقتله والتخلص من دعوته عليه الصلاة والسلام. إن انتصار المقاومة واضح في كل يوم من أيام هذه العنجهية الصهيونية، وهو نصر لكل من دعمها ولو بدعائه الذي لم يجرؤ أن يبوح به في بعض بلاد العروبة والإسلام ، وإن أي خسارة في ارواح المقاومين هي وقود لجذوة هذه الحرب التي لن تنتهي حتى تجرّ في طيات تفاصيلها كل انواع الويلات على بني صهيون ، ولا خسارة عندئذ في فقد رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فورثوا الجنة ، وورثونا بموتهم أروع منازل العزة والكرامة بين بني البشر .

٣) أن خسارتنا للإنسان الذي يحمل الفكرة لا تعني خسارتنا الفكرة ذاتها ، ولأن الرجال يُعرَفون بالحق والحق لا يُعرَف بالرجال فإن تعاقب حمَلَة الحق على حمْلِه يقويه ولا يضعفه ، فالمهم أن تظل رايته مرفوعة ولا يضير الحق أن يُنال من بعض رافعيه ما دام جوهر هذا الحق سليما محفوظا، وقد ربّى القرآن الصحابة على هذه العقيدة وجهزهم لما يكون بعد موت النبي مبلّغ الفكرة والعقيدة:  (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولࣱ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُۚ أَفَإِی۟ن مَّاتَ أَوۡ قُتِلَ ٱنقَلَبۡتُمۡ عَلَىٰۤ أَعۡقَـٰبِكُمۡۚ وَمَن یَنقَلِبۡ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِ فَلَن یَضُرَّ ٱللَّهَ شَیۡـࣰٔاۗ وَسَیَجۡزِی ٱللَّهُ ٱلشَّـٰكِرِینَ) ، أفإن فقد الناس من هو دون محمد رتبة وأقلّ منه تأثيرا قالوا : لقد نكبنا بفقد فلان وخسرنا بموت علان ؟!

لقد خسر عدونا المعركة ولم يبق إلا أن تضع أوزارها باختياره أو أن يُكرَه على ذلك ، أما شهداؤنا فقد نالوا ما تمنوا وأهدونا النصر ممهورا بدمائهم الزكية ، ولن ترجع عقارب الساعة بعد اليوم إلى الوراء .

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts