ماذا وراء مخططات الاحتلال في مطار رامون.. نخبٌ تحذر وتطالب بتحركٍ عاجلٍ

ماذا وراء مخططات الاحتلال في مطار رامون.. نخبٌ تحذر وتطالب بتحركٍ عاجلٍ

د. أحمد نوفل: من يعتقد أنّ “إسرائيل” قلبها على الأردن وفلسطين بتشغيل مطار رامون فهو واهم

ياسر الزعاترة: مطار رامون جزء من مخطط أكبر لتصفية القضية الفلسطينية

بسام بدارين: مطار رامون طعنة في خاصرة الأردن وترانسفير ناعم للفلسطينيين

ماهر أبو طير: سكوت السلطة الفلسطينية على “مطار رامون” سيبدو بمثابة طعنة للأردن

عمّان – رائد صبيح

حذرت نخبٌ سياسيةٌ أردنيةٌ وفلسطينيةٌ من خطورة مخططات يسعى الاحتلال لفرضها على أرض الواقع عبر تسهيل سفر الفلسطينيين من خلال “مطار رامون”، مشددين في الوقت ذاته على أنّ الأمر لا يقف فقط عند الضرر الاقتصادي والسياسي الذي سيلحق بالجانبين الأردني والفلسطيني ولكنّه سيبعد إلى ما هو أبعد من ذلك، كجزءٌ من مشروعٍ متكاملٍ ومخططٍ أكبر لـ “تصفية القضية الفلسطينية”.

وأكدت النخب على أنّ خطر الاحتلال وأطماعه المستمرة في الأردن وفلسطين لم تتوقف ولن تتوقف محذرين في الوقت ذاته ممّا وصفوه بـ “ترانسفير ناعم” وخنجرٍ جديد سيغرس في خاصرة الأردن إن نجح مخطط الاحتلال في تشغيل “مطار رامون” .

وجود “إسرائيل” تهديد للعالم العربي والإسلامي

وحذر أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور أحمد نوفل في تصريحاته لـ “البوصلة” من أنّ من يتوقع أي شيء إيجابي من العدوّ الصهيوني الذي يحتلّ الأراضي الفلسطينية، تجاه الأردن وتجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني فهو واهم.

وشدد نوفل على أنّ مجرد وجود “الاحتلال الإسرائيلي” في فلسطين يشكل تهديدًأ للأمن والاستقرار في المنطقة ويهدد الأردن بالذات والشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية.

ولفت إلى أنّ “أي شيء يأتي من قبل الاحتلال الصهيوني فهو لصالحه وليس لصالح الأردن أو مستقبله ولا لصالح الشعب الفلسطيني، فهذه قضية محسومة”.

وتابع نوفل حديثه بالقول: عندما كان يقول نتنياهو (إذا كانت العراق تمتلك السلاح النووي فهذا يهدد إسرائيل، وإذا فتحت السودان مدرسة في جنوبها مدرسة فهذا يهدد إسرائيل)، فكيف بالسودان التي تبعد آلاف الكيلومترات عن فلسطين بينما الأردن قريبة جدًا، فكيف سينظر الاحتلال لأي شيء يأتي من خلال الأردن ولا يكون لصالحه باعتباره مهددًا أكبر وأشدّ لكيانها.

وأشار إلى أنّ “إسرائيل” كبيت العنكبوت واهية، وضعيفة لدرجة أنّها غير واثقة من وجودها في المنطقة، وقوتها اليوم تكمن في أنّ العرب ضعفاء، لكن لو توحد العرب والمسلمون أمام هذا العدوّ، فستكون لا قوة لها دون الدعم الخارجي الأمريكي إلى جانب التفكك العربي.

د. أحمد نوفل: من يتوقع من الاحتلال أي شيء إيجابي تجاه الأردن وفلسطين ومصالحهما فهو واهم

واستدرك بالقول: “هذا الكيان الذي يريد أن يسيطر على هذه المنطقة دون وجود ردود فعل هو واهم، فهذا واقعٌ لن يدوم”.

وعلى الرغم من أنّ نوفل يعتقد أنّ مطار رامون لن يشكل أي تهديد للأردن واستقراره ولكنه أكد “أنّ علينا دائمًا أن نكون واعين وحذرين من أنّ تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني من خلال المفاوضات أو اتفاق وادي عربة وغيره من الاتفاقيات، لن يوقف أطماع الاحتلال في الأردن، وهذا كان حاله ما قبل اتفاقية وادي عربة وما قبل حرب عام 1967م، حتى أنّه احتل أجزاءً من الأردن حين كانت الضفة الغربية جزءًا منه.

ولفت إلى ضرورة أن يسعى الأردن للضغط وبقوة لتسهيل مرور الفلسطينيين من خلال معابره والسفر عبر أراضيه وإفشال ما تسعى “إسرائيل” لفرضه على الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وتشجيعهم على السفر من خلال “مطار رامون”.

وقال نوفل: لا أعتقد أنّ “إسرائيل” قلبها على الفلسطينيين لتسهيل الأمور عليهم، ولكنّها في الواقع تريد أن تكسب من الناحية الاقتصادية عبر تشغيل مطارها، وأن تظهر أمام العالم وكأنها تخدم الفلسطينيين في الضفة الغربية إنسانيًا وتخفف من معاناتهم.

“علينا في الأردن وفلسطين يجب أن نكون حذرين ونعمل على إفشال مخططات الاحتلال، فهي بكل خطوة تقدمها للفلسطينيين تربح عشرات الخطوات في المقابل لصالحها مقابل هذا الأمر، والفلسطينيون يعلمون جيدًا أن هذا العدوّ محتال وعلينا أن لا نأمن جانبه”، على حد تعبيره.

وختم نوفل بالقول: صحيح أن هناك اتفاقيات للأردن مع الكيان الصهيوني، ولكنّ دولة الاحتلال تبقى تشكل خطرًا على الأردن وفلسطين كما تشكل خطرًا على سوريا والدول العربية والمسلمة الأخرى.

تصفية للقضية وتهديدٌ للأردن

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي ياسر زعاترة إنّ السماح للفلسطينيين بالسفر عبر مطار “رامون” الإسرائيلي في النقب، ليس فيه ضرر اقتصادي على الأردن فحسب، بل “الحق أنه أكبر من ذلك”.

وأوضح الزعاترة في تغريدة له على موقع “تويتر” رصدتها “البوصلة“: أنّ مطار رامون جزء من مخطّط تصفية القضية عبر “سلام اقتصادي”؛ يهدّد الأردن أيضا؛ تماما كحال اتفاقات الغاز والماء والكهرباء.

ترانسفير ناعم وخنجر في خاصرة الأردن

من جانبه و صف الكاتب بسّام بدارين في مقالة بمدونته على الإنترنت طالعتها “البوصلة“: أنّ مطار رامون بـ “الخنجر في خاصرة الأردن”، منوهًا إلى أن سيناريو رامون الإسرائيلي مقلق للغاية ومريب خلافاً لأنه لا يضع حدوداً من أي صنف أمام حزمة المصالح الجوهرية والعميقة سياسياً وأمنياً واقتصادياً، التي تتوفر للأردن بسبب الاعتماد على الجسور والمعابر في الأغوار كنقاط عبور وحيدة ويتيمة.

وشدد على أنّ الإجراء مريب جداً، لكن الصمت البيروقراطي عليه أيضاً في عمان غير مفهوم، خصوصاً أن وساطة مغربية وأخرى أمريكية دخلتا على خط أردني بالعادة الشهر الماضي، تحت ذريعة تخفيف الازدحام على جسور ومعابر الأغوار.

وأضاف بدارين بالقول: بهذا المعنى أيضاً يمكن القول بأن إجراء مطار رامون الجديد أخطر سياسياً ووطنياً بكثير مما يبدو؛ لأن السلطة الفلسطينية من الممكن أن تكون تورطت بالصمت، فيما وجع جديد في خاصرة المصالح الأردنية، والغريب جداً عدم الاعتراض عليه بعد. المخفي والمسكوت عنه في الإجراء الإسرائيلي أخطر وأعظم بكثير من المعلن والسطحي.

رامون يوتر العلاقة بين عمّان ورام الله

أما الكاتب والمحلل السياسي ماهر أبو طير، فأكد من جانبه أنّ مطار رامون قصة جديدة، يجب ألا تمر بهذه السهولة، كما قصص ثانية، بما يفرض على الأردن من جهة، والجانب الفلسطيني من جهة أخرى، التدخل فيها بكل قوة لمنع الخطة الإسرائيلية.

وأوضح أبو طير في مقالته بصحيفة الغد الأردنية: أن إسرائيل هنا تريد تشغيل مطارها، ولذلك صعّبت الإجراءات على الجسور مع الأردن، وبحيث ستفتح الباب للسفر أربع ساعات برا نحو جنوب فلسطين، وصولا للمطار، وبحيث تكون هذه الرحلة الشاقة، أقل معاناة من رحلة الجسور، وما فيها من معاملة سيئة ورسوم وضرائب، بسبب التصرفات الإسرائيلية.

 وأشار إلى أنّ الكارثة هنا أن هناك تنظيما من مكاتب سفر لرحلات الى تركيا، وقد تتوسع لاحقا الى دول ثانية، في الوقت الذي تعلن سلطة رام الله، رفضها لاستعمال هذا المطار، لكن السلطة أيضا لم تعلن عن إجراءات فعلية لمنع تدفق المسافرين، ولا حتى أي إجراءات عقابية تمنع سفر الفلسطينيين من هذا المطار، بما يخدم الاحتلال الإسرائيلي بشكل واضح.

“الأردن هنا متضرر بشدة، لأن شركات الطيران الأردنية ستخسر عددا كبيرا من المسافرين الفلسطينيين الذين كانوا يأتون الى الأردن عبر الجسور ثم يستعملون شركات الطيران الأردنية للسفر الى دول مختلفة”، على حد تعبيره.

وقال أبو طير إن “رفض السلطة للمشروع لا يكفي، لأن المشروع يضر الأردن من جهة، ويؤدي الى تصنيع حالة جديدة تدفع نحو هذا المطار الذي اشتكى الأردن أساسا من توسعه ووجوده، لاعتبارات تهدد مطار العقبة، وهذا يفرض على السلطة ألا تكتفي بالرفض السياسي، بل عليها أن تتحرك لوقف عمليات الترويج للرحلات الى تركيا عبر هذا المطار”

وحذر من أنّ هذه الأزمة تحت الرماد قد تؤدي الى توتر شديد بين الأردن وسلطة رام الله، لأن سكوت السلطة على الأمر، سيبدو بمثابة طعنة للأردن، خصوصا أن السلطة تدرك أن كل العراقيل على الجسور، ليست أردنية، بل إسرائيلية”.

وختم أبو طير بالقول: لا يكفي التعبير السياسي أمام هكذا قضية، لأن مطار رامون قد يكون مجرد بداية تأخذ الفلسطينيين الى مسار مختلف تماما، بما يفرض إجراءات فعلية، تمنع الوقوع في هذا الفخ.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: