ماذا يعني إخلاء منزل “صب لبن” الملاصق للأقصى؟

ماذا يعني إخلاء منزل “صب لبن” الملاصق للأقصى؟

البوصلة – محمد سعد

موجة غضب وقلق عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء الماضي، منزل عائلة صب لبن في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، وأجبرت العائلة والمتضامنين على الخروج بالقوة، واستولت عليه، وعلى الأثاث فيه وسلّمته للمستوطنين.

الاخلاء يأتي بعد صراع عائلة صب لبن مع الاحتلال منذ أكثر من أربعة عقود، حيث أن العائلة استأجرت العقار الملاصق للمسجد الأقصى المبارك عام 1953 من الحكومة الأردنية، وتم منحها “حقوق إيجار” محمية، إلا أنه بعد إكمال احتلال القدس عام 1967، تم نقل ملكية المنزل إلى دائرة “حارس الأملاك العامة” التابعة للاحتلال.

مؤسسة القدس الدولية اعتبرت وجود بؤرة استيطانية جديدة كمنزل عائلة صب لبن على بعد أمتار قليلة عن المسجد الأقصى يشكل خطرًا بالغًا على المسجد وعلى أهل البلدة القديمة والقدس عمومًا، وهذا يتطلب اللجوء إلى كل الوسائل التي تدفع المستوطنين إلى مغادرة البؤرة.

وشددت المؤسسة في بيان لها وصل “البوصلة“، على وجوب يقظة عالية من المقدسيين، والتفكير بوسائل تجعل كلفة وجود المستوطنين في بؤرهم الاستيطانية عالية جدًّا، ودعت المقاومة، وشباب القدس إلى وضع هذه البؤر على رأس أولويات استهدافاتهم.

واشارت الى تجربة الالتفاف الشعبي في الشيخ جراح وقالت أثبتت أنها الرد الحقيقي على عمليات الاقتلاع والتهجير، بالفعل الشعبي والفعل المقاوم والإسناد الشعبي من الخارج؛ وهو ما ينبغي خوض معارك التهجير في القدس على أساسه.

ولفتت مؤسسة القدس، الى ان هذه الجريمة نموذج لتكامل الأدوار بين مكونات الاحتلال لتنفيذ السياسات التهويدية والاستيطانية ولا سيما سياسة الطرد والتهجير. فقد تواطأت المحكمة العليا الإسرائيلية مع منظمة جاليستيا الاستيطانية وأجهزة الاحتلال الأمنية بغطاء من الحكومة اليمينية المتطرفة لتنفيذ هذا القرار.

 وهذا ما أكده مسؤول المناصرة الدولية في مركز العمل المجتمعي في جامعة القدس، منير مرجية، أن مؤسسات استيطانية يهودية تقوم بـ “استيطان غير كلاسيكي”في مدينة القدس، وذلك باستخدام قوانين إسرائيلية عنصرية، تمت صياغتها بهدف سرقة أملاك الفلسطينيين وتحويلها لصالحها.

وأضاف، أن هذه المؤسسات تؤمن بمبدأ يسمى “الاستيطان في القلوب”، الذي يقوم عملياً على أساس استغلال القانون العنصري الإسرائيلي للاستيلاء على بيوت الفلسطينيين في الأحياء الفلسطينية، ما يزيد الاستيطان في قلب الأحياء المقدسية، وهو ما يحدث في الحي الإسلامي اليوم.

يدورهم قال خبراء الأمم المتحدة، إن الإخلاء والتهجير القسريين لعائلة غيث صب لبن والعديد من العائلات الفلسطينية الأخرى في القدس المحتلة، قد يرقيان إلى جريمة حرب تتمثل في الترحيل القسري ويجب أن يتوقفا فورًا.

وأضاف الخبراء في بيان اطلعت عليه “البوصلة” “أنه لأمر صادم للغاية ومفجع أن نرى نورا غيث ومصطفى صب لبن، وهما زوجان فلسطينيان مسنان، يطردان من منزل عائلتهما حيث عاشا طوال حياتهما وربيا أطفالهما”.

وتابعوا “كما قلنا مرارًا وتكرارًا، فإن عمليات الإخلاء القسري للفلسطينيين في القدس الشرقية هي جزء من آلية الفصل العنصري الإسرائيلية التي تعمل، وتهدف إلى تعزيز الملكية اليهودية للقدس والهيمنة العنصرية على سكان المدينة”.

وشددوا على أن حالة عائلة “غيث- صب اللبن” ليست فريدة من نوعها، بل تمثل ممارسة واسعة النطاق ومنهجية من جانب إسرائيل لإخلاء الفلسطينيين وتهجيرهم قسرًا من القدس وتوسيع مستوطناتها غير القانونية.

واعتبروا أن نقل “إسرائيل” لسكانها إلى الأراضي المحتلة هو انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب.

ودانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي استيلاء قوات الاحتلال على منزل صب لبن، في إطار مواصلة سياسات التهويد والاستيطان الاستعماري والتهجير القسري للعائلات الفلسطينية والاستيلاء على ممتلكاتها وهدم المنازل، ما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وكانت منسقة الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة لين هاستينغز، قالت إن المئات من الفلسطينيين في القدس المحتلة معرضون لخطر الإخلاء القسري، مؤكدة أن “هذه الممارسة المدمرة، والتي تتعارض مع القانون الدولي يجب أن تنتهي”.

ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن 970 فلسطينيًا على الأقل، منهم 424 طفلًا في القدس يواجهون خطر الإجلاء الإجباري، بسبب قضايا مقدمة أمام المحاكم الإسرائيلية.

وقالت حركة “حماس” إن إخلاء سلطات الاحتلال لمنزل “صب لبن” وتسليمه للمستوطنين، تصعيد لجريمة التطهير العرقي ضد شعبنا في المدينة المحتلة.

وأكد المتحدث باسم الحركة حازم قاسم، أن هذه الجريمة جزء من الحرب الصهيونية على الهوية العربية للقدس، “وامتداد للحرب الدينية على مقدساتنا، وانتهاك لكل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية”.


Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: