بشرى عربيات
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

متاهة

بشرى عربيات
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Puzzle

بقلم المستشارة التربوية: بشرى سليمان عربيات

لم يكن التعليم يوماً مصدر للتِّيه والحيرة، ولم يكن التعليم يوماً لعبة يتم العبث فيها، وإنما كان التعليمُ وسيبقى مصدراً للبناء، لبناء المجتمع، وذلك من خلال بناء الأجيال عاماً بعد عام.

كان التعليم وسيبقى مصدراً للمعرفة المبنية على أسس ثابتة، ولم يكن مبنياً على أسس واهية ضعيفة تأخذ الجيل والمجتمع بأكمله في منحدرٍـ يهوي بالمجتمع إلى قيعان الجهل والتخلف والدمار – لا قدَّرَ الله –

هي متاهة، تمت طباعتها لتكونَ صورةً ذِهنية في عقول أطفالٍ لم يتمكنوا بعد من القراءة والكتابة، لكنهم يتعلمون أحياناً عن طريق الصور، وأحياناً أخرى عن طريق القصص، التي تنطبع في الذاكرة بحيث لا يمكن أن تُمحى مع مرور السنين أو مع تقدُّم العمر، ذلك لأن العلمَ في الصِّغر كالنقشِ في الحجر، فكيف يتم اختيار تلك الصور دون معرفة الآثار السلبية التي قد تنتج عنها؟

بدايةً أتساءل، لماذا يتم اختيار طريق المسجد على شكل متاهة يسلكها طفل في الصف الأول الأساسي؟ هذه المتاهة يظهر فيها صورة لثعبان وأخرى لحيوان مفترس! ناهيك عن الخطأ الفادح في أن الصورة لا علاقة لها بالمساجد! وكأن العالم بأكمله لا توجد فيه صورة لمسجد، – لماذا المسجد تحديداً – ؟

تُرى هل يقصد من وضع ومن وافق على وضع هذه الصورة إيصال رسالة رعب لأطفال لا تتجاوز أعمارهم ست سنوات لطريق المساجد؟ هذه الصور الذهنية التي تنطبع في الذاكرة كما النقش في الحجر! هل يقصدون ترهيب الأطفال – في حال رؤية مسجد من بعيد -، بأن طريقه محفوفة بالمخاطر، مليئة بالثعابين، وفيها حيوانات مفترسة كالأسد مثلاً؟

ألم ينتبه من وضع هذه المتاهة في أنه يخالف سلوك أي تربوي مسؤول عن وضع المناهج بين يدي مئات الألوف من الأطفال في المرحلة الأساسية الدنيا؟ أم أن من يتم تكليفهم بوضع المناهج يتوقف تفكيرهم عند حد معين لا يتجاوز المبلغ المرصود لهم بعد انتهاء هذه المَهمَّة؟!

أرى أن ما حدث في منهاج التربية الإسلامية للصف الأول الأساسي لا يجب السكوت عليه، لأنه قد يتجاوز إلى مراحل أخرى بأساليب أكثر خطورة على التعليم وعلى الجيل، بل على المجتمع بأكمله، فكما يقال “غلطة الشاطر بألف غلطة”! إذ أنه لا يُعقل أنَّ من يشارك في وضع أي منهاج لا يمتلك من الخبرة ما يؤهله لعدم الوقوع في الخطأ، وخصوصاً الأخطاء العقائدية والقيمية، إذ ربما يقع أحدهم في غلطة علمية – والتي لا أستهينُ بها – لكن من الممكن إصلاحها دون أن تترك أثراً سلبياً على عقيدة الطفل وعلى نظرته إلى دينه.

لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، أقترح التأكد من جمع الكتب المعنيَّة من المدارس وحرقها تحت رعاية مسؤولين من وزارة التربية ووزارة الأوقاف، ونشر هذا الحدث عن طريق وسائل الإعلام المختلفة، وعدم الإكتفاء بالإعتذار عن الخطأ، فهذا ليس خطأ عادياً، بل هو كارثة مجتمعية لا تقل أهمية عن أي زلزال مدمِّر.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts