د. أحمد شحروري
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

متجذرون وعدوهم طارئ

د. أحمد شحروري
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

قلوب الملايين متعلقة بتعبير  الناطق الرسمي باسم المقاومة وما يصدر عنه من خطب وبيانات، رأيت هذا التعلق في وجوه جمع غفير من الرجال احتشدوا في قاعة كبيرة للاشتراك في جاهة عرس أمس الجمعة، وما إن شرع رئيس الجاهة الخاطبة بالحديث حتى أشار له أحد الشباب ببدء خطاب أبي عبيدة، فقطع حديثه وأعلن نقل الكلمة عبر مكبرات الصوت في القاعة، وتملكت الناسَ بهجةٌ، وعم القاعة حالة من الإصغاء، وتحول الكلام بعد الخطاب إلى جوّ صمود غزة وأصالة أهلها وتجدد الثقة بالنصر، تحدث رأس الجاهة الخاطبة عن تحدي العدو لأمتنا وجوديا من خلال استهداف أنظمتها الثقافية والاجتماعية، موضحا أن بناء الأسرة الملتزمة يأتي للرد على هذا التحدي، وأشار رئيس الجاهة المستقبِلة إلى تحميل المتشائمين المقاومةَ مسؤولية معاناة أهل غزة مؤكدا أن مشكلة الفلسطينيين لم تبدأ في السابع من تشرين بل منذ ما يزيد على مئة عام، وقد جاء طوفان الأقصى لتصحيح مسار العلاقة مع عدو غادر أطمعه ضعف الأمة وتخاذلها ردحا من الزمان، حتى فرشت المقاومة طريق الكرامة الذي وضع حدا للوهم بأن لعدونا قوة لا تقهر، ولا بد من دفع ثمن لسلوك هذا الطريق الذي سينتهي بنصر الحق وأهله، وهو وعد الله تعالى ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم .

إنها المعاني التي حرص أبو عبيدة على تأكيدها عبر خطاباته المتتابعة وبياناته المكتوبة، حتى أصبحت بفضل الله ثقافة لدى قادة الرأي في الأمة يحيونها في نفوس أبنائها.

ومن شهد العقود السبعة الأخيرة أو أغلبها يعلم أن المقاومة جزء أصيل من كيان الأمة، صحيح أن التشويش عليها كبير وأن طريقها محفوفة بالتحديات، فهي لا تواجه العدو الصهيوني وحده ولكنها تواجه الطابور الخامس المنتفع من حالة عدم الاستقرار في منطقتنا، فمنهم من مثل دور المنكوب لينتفع من تعاطف الناس مع قضيته، ولو وجدت طريقها إلى الحل لتوقف “رزقه”، وهو في حقيقته يمثل حالة استرخاء حارس مرمى طال ابتعاد الكرة عن شباكه حتى أخذته (سَنة) بل سنوات من النوم. ومنهم من اشتريت ذمته أصلا فهو لا يبدو إلا مناوئا لكل حركات التحرر لأنه جزء من الزعامات الوظيفية التي لو غيرت أو بدلت فيما وظفت لأجله لخسرت موقعها.

والطابور الخامس بألوانه وفصائله لا يملك اليوم ثقلا على الأرض، فقد غدا مستقرا في وعي الأمة  أن سادة المقاومة هم الفئة التي تستحق التقدير والثقة، وأن كل من شوش عليها لا يملك رصيدا من ثقة الناس بعد أن مرت المنطقة بإرهاصات ومنعطفات أكدت إفلاس الخيارات التي جربت فلم تورثنا إلا مزيدا من التبعية والانكسار.

لا ثقة اليوم بمن يفتح فمه ليقول أي كلام يظن أن له رواجا في سوق المواقف، فلقد تجذرت حالة المدافعة بين الحق والباطل وصار كثير من خصوم الأمس يعلنونها صريحة: لسنا من جمهور المقاومة أصلا، ولكنا نشهد الله أن طريقها هو الطريق وأنا معها على عدوها إلى آخر الطريق.

 وسيظل هذا المحتل طارئا، فقد سبقه الصليبيون ثم زالوا وسبقهم الرومان ثم زالوا، والإنجليز الذين مكنوا للصهاينة غربت شمسهم عن منطقتنا لصالح أمريكا ومدللتها دولة الصهاينة، وكلاهما زائل بحكم سنن الله وإلف التاريخ، وهنيئا لمن ورثه الله ثمرة جهده وجهاده، فرسالته متجذرة خالدة وعدوه طارئ زائل لا محالة.

(البوصلة)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts