مشعل في الأردن بالتزامن مع بث لقائه مع”الجزيرة”.. هكذا قرأتها صحف عربية

مشعل في الأردن بالتزامن مع بث لقائه مع”الجزيرة”.. هكذا قرأتها صحف عربية

البوصلة – محمد سعد

زار رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس بالخارج خالد مشعل، قبر والديه في عمان أمس الجمعة بالتزامن مع بث قناة الجزيرة لقاءً مع مشعل بحلقة جديدة من برنامج “الجانب الآخر”.

وكان مشعل زار عمان بصورة مفاجئة الخميس لكن دون اجندة سياسية معلنه .

وعبر مشعل، في حديثه لبرنامج “الجانب الآخر” عن أسفه لاستمرار الانقسام الفلسطيني، ورفصه الزج بحماس في معارك الأنظمة مع الإخوان، ودعا السعودية للإفراج عن أعضاء الحركة.

ونقلت تقارير اعلامية عن مصدر فلسطيني وصفته بالمطلع والخبير بأن مشعل سيلتقي بعض الأصدقاء خلال زيارته للعاصمة عمان.

وذكرت صحيفة الراي العام اللندنية في تقرير لها بعنوان “اهتمام الأردن يزيد بالملف الفلسطيني” ،” أن الحكومة الأردنية تحاول تتبع المستجدات المهمة على صعيد الملف الداخلي الفلسطيني وقالت، “أبلغ مصدر فلسطيني محتمل بأن حركة حماس لا تريد منازعة حركة فتح ولا أي من الفصائل الفلسطينية الاخرى على النفوذ الأساسي في ساحة الضفة الغربية لكن عيون الحركة على موقع متقدم في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية”.

وأضافت الصحيفة، “ويبدو هنا أن الاتصالات الاردنية خلف الستارة جرت على أكثر من صعيد.”

وكان خالد مشعل زار الأردن في أواخر آب من العام الماضي للمشاركة في تشييع جنازة القيادي في الحركة المقيم في عمّان المرحوم إبراهيم غوشة.

وأرجع مشعل في لقائه مع الجزيرة أسباب الانقسام الحاصل بين الفلسطينيين إلى المجتمع الدولي الذي لم يتقبل نتائج الانتخابات التشريعية عام 2006 وفازت فيها حركة حماس بالأغلبية، ولم يقبل التعاون مع الحركة، والبعض ابتز السلطة الوطنية الفلسطينية بقطع الدعم عنها في حال تعاملت مع حماس، إضافة إلى الضغوط والعبث الإسرائيلي.

كما أرجع الأسباب إلى عدم قبول أطراف فلسطينية مبدأ الشراكة، لأنها تعودت على الانفراد بالقرار الفلسطيني، واتهم في السياق ذاته القيادي السابق في حركة فتح محمد دحلان بالتآمر على حماس، إذ كان قد وعد قوى إقليمية ودولية بالقضاء على الحركة في بضعة أشهر -كما ذكرت تقارير صحفية- وأراد أيضا أن ينقلب على حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وشدد مشعل على أن حركة حماس لم تتنصل من اتفاق مكة الموقع عام 2007، كما اتهمها الجانب السعودي، وأنه شخصيا أخبر أميرا سعوديا راحلا بأن اتفاق مكة يحسب للسعودية لأنه حقن الدم الفلسطيني، وعلى أساسه شُكلت حكومة وحدة وطنية برئاسة إسماعيل هنية.

ونفي رئيس حركة حماس في الخارج وجود سبب جوهري وراء تغير الموقف السعودي من حماس، منوّها إلى أن حركته لم تسئ لأي جهة ولا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، ولذلك “لا يصح أن تأتي دولة وتحاسب حماس لأنها تمارس المقاومة”.

وعن أعضاء حماس المعتقلين في السعودية، كشف مشعل عن أن عددهم أكثر من 60، وأنهم يتعرضون لتعذيب بشع، وتساءل: لمصلحة من يتم تعذيبهم؟ وعلى ماذا يحاكمون؟ فحماس ليست جزءا من أي خلاف عربي، داعيا إلى سرعة الإفراج عن هؤلاء المعتقلين.

كما أكد أن الجذور الإخوانية لحماس لا يعني أنها جزء من معركة أي نظام مع جماعة الإخوان المسلمين أو الإسلام السياسي، وأن حماس حركة وطنية فلسطينية إسلامية تنطلق وتسعى لتحقيق الحلم الفلسطيني بالتحرر من الاحتلال الإسرائيلي.

وعن الذين يتهمون خالد مشعل وحماس بما يسمى الإرهاب، شدد على أن الدفاع عن النفس حق مشروع في الإسلام وفي كل الأديان وفي القانون الدولي، وما تمارسه الحركة هو مقاومة مشروعة، موضحا أن دولا -ومنها أوروبية (لم يسمها)- تلتقي الحركة سرا وعلى مستويات مختلفة، ومعظم دول العالم تتصل بها بشكل غير مباشر.

وفي موضوع آخر، كشف ضيف برنامج “الجانب الآخر” عن أسباب خروجه من سوريا بقوله إن القرار اتخذته قيادة حركة حماس، وعلى رأسها هو، حيث رأت أن الوضع الأمني في دمشق لم يعد مريحا للحركة كي تمارس مسؤولياتها، والسبب الذي شكل ضغطا عليها هو استياء المسؤولين السوريين من موقف حماس التي يقول مشعل إنها وقفت بين القيادة والشعب.

وأقر في السياق نفسه بأن خروج حماس من سوريا أثّر على علاقتها مع إيران، وأن الأخيرة لامتهم على قرارهم، “لكن العلاقة مع الإيرانيين لم تنقطع في أي لحظة وما زالت مستمرة والدعم الإيراني مستمر رغم ظروفهم الصعبة”. كما يوضح مسؤول حماس أن علاقتهم مع إيران لا يعني أنها تؤثر على استقلالية قرارهم، أو أن تكون على حساب المصلحة الوطنية الفلسطينية، أو أن هذا يعني تطابقا أو توافقا مع هذه الدولة أو غيرها في ملفات أخرى.

ويعيد مشعل في حديثه لحلقة (2022/8/5) من برنامج “الجانب الآخر” ذكريات طفولته، خاصة لحظة نزوحه وهو في 11 من عمره من وطنه فلسطين وعبوره مع أسرته جسر الملك حسين في الأردن. وتوقف عند محطات حياته ومسيرته التي تميزت بالنضال والعمل السري من أجل “تأسيس المشروع الجهادي النضالي المقاوم”، وذهابه إلى قطاع غزة، إضافة إلى دوره في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2012.

محاولة الاغتيال وحلم الشهادة

ويستذكر مشعل أيضا محاولة اغتياله من قبل الموساد الإسرائيلي في 25 سبتمبر/أيلول 1997 في الأردن، وكيف تعامل الملك حسين بحزم مع الفعل الإجرامي الإسرائيلي، إذ اتصل بالرئيس الأميركي حينها بيل كلينتون وهدد بأن يتم جلب الترياق وإلا سيقفل الأردن السفارة الإسرائيلية في عمان ويخرج عملاء الموساد ويلغي اتفاقية السلام مع إسرائيل.

وعن الشيء الذي تغير في خالد مشعل بعد محاولة الاغتيال، لم يتماسك مسؤول حماس وسقطت دموعه وهو يشرح لمقدمة برنامج “الجانب الآخر” كيف أنه شعر حينها بالحزن لأنه حُرم من الشهادة.

ومن جهة أخرى، يستعيد مشعل علاقته برموز النضال الفلسطيني، وعلى رأسهم الراحلون ياسر عرفات والشيخ أحمد ياسين ورمضان شلح وغيرهم، كما يتحدث عن علاقته بشخصيات بارزة على الساحة العربية، من أبرزهم أمير قطر السابق الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي قال إنه يعرفه منذ ربع قرن، وإن من مزاياه أنه أصيل ولديه نخوة وقيم إنسانية رفيعة.

ويكشف مسؤول حركة حماس عن جوانب خفية من شخصيته وعن هواياته، ومنها حبه ولعه برياضة المشي، وممارسته عندما كان في مقتبل العمر كرة القدم وكرة الطائرة وكرة اليد وضرب الرمح، وحبه الكرة البرازيلية.

ولخالد مشعل 7 أبناء؛ 3 بنات و4 أولاد، و14 حفيدا. ورغم أن الله سبحانه وتعالى حقق له الكثير على مختلف الأصعدة، فإن أحلامه وتطلعاته -كما يقول- تبقى منصبة على تحرير فلسطين والذهاب إلى القدس والمسجد الأقصى والصلاة فيه، و”الحلم الأكبر من كل ذلك أن يختم الله لي حياتي بالشهادة”.

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: