نتائج الاختبارات الدولية.. “شاهدٌ على فقر التعلم” #عاجل

نتائج الاختبارات الدولية.. “شاهدٌ على فقر التعلم” #عاجل

عمّان – البوصلة

قالت الخبيرة التربوية بشرى عربيات إنّنا ومنذ سنوات ليست بالقليلة ونحنُ نسمعُ عن إختبارٍ دوليّ يتقدم له فئة من الطلبة في الرياضيات واللغة العربية، ومنذ ذلك الوقت ونتائج الطلبة لا تشيرُ إلى تقدمٍ ملموسٍ في مستوى التحصيل، بل على العكس، إذ أنَّ نتائج هذا العام تشيرُ إلى تراجعٍ واضحٍ في نتائج الطلبة.

وأشارت عربيات في تصريحاتها لـ “البوصلة“، أنّنا  لو قمنا بعقد مقارنةٍ بسيطةٍ بين النتائج التي قرأنا عنها مؤخراً عن زيادة نسبة فقر التعلُّم وارتفاعها بمعدل 10% ( من 52% إلى 60% ) خلال أربع سنوات فقط، نتوصَّلُ إلى أن هذه النتائج شاهدُ عيانٍ على فقرِ التعلُّم.

وتابعت حديثها: لكن يبقى السؤال، لماذا لا تكون هناك إمتحانات دوريَّة وطنيَّة للطلبة عند نهاية كل مرحلة مفصليَّة، مثال نهاية الصف الرابع والثامن والعاشر، وبالتالي يمكننا الوقوف على أسبابِ هذا الضعف، أو الفقر – إن جازَ التعبير – فكما يقال “أهلُ مكةَ أدرى بشعابها”.

المستشارة التربوية بشرى عربيات: يجب البدء بترميم الخلل في العملية التعليمية فنحن لا نملك ترف الوقت

وأضافت، شاهدٌ على الفقر، ليس فقط فقر التعلُّم هو المشكلة الناتجة عن تراجع مستوى التعليم، وعن تراجع مستوى أداء المعلمين والمعلمات في المدارس الحكومية والخاصَّة على حدٍّ سواء، بل تعدَّى ذلك إلى مشاكل سلوكية وأخلاقية، منها ما يحدث داخل المؤسسات التعليمية للأسف الشديد.

وأوضحت عربيات: أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، أن يعقدَ بعضُ المعلمين والمعلمات دروساً خصوصية جماعية لطلبتهم وذلك خارج المدرسة بالتأكيد، هنا أتساءل: أليس هذا هو المعلم نفسه أو المعلمة الذي كان في الغرفة الصفِّيَّة؟ وهل يختلف أداؤه؟ ولماذا يختلف؟ أم أن الحكاية جلب المال وتسريب بعض الأسئلة للطلبة في الدرس الخاص، حتى يتوهَّمَ أولياء الأمور أن نتائجَ أبناءهم وبناتهم تحسَّنت نتيجة المفعول السِّحري للدروس الخصوصية مع نفس معلمي المدرسة! إنَّ هذا أمرٌ عجيب حقاً!

ولفتت إلى أنّ من المشاكل التربوية داخل بعض المدارس أن يعملَ بعض الطلبة والطالبات من المتفوقين، داخل الحرم المدرسي بمهنة المعلمين الخصوصيين، ويتقاضى كلٌّ منهم من الطلبة ما يقرر، دون حسيب أو رقيب، تُرى أين الإدارات المدرسية؟ بل أين أولياء الأمور؟ وأين المسؤولين؟

وأضافت الخبيرة التربوية: شاهدٌ على الفقر، أنه قد زاد عدد شهود فقر الأخلاق، وفقر التربية، كلُّ ذلك بلا شك نتيجةً حتميةً لفقرِ التعلُّم، إذ أن المشكلة لا تكمن في ضعف القراءة أو الكتابة فحسب، بل نتج عن تراجع الدور التربوي للمدارس والمعلمين، فقراً مؤذياً في منظومة السلوك والأخلاق.

ولفتت إلى أن الأمر تعدَّى ذلك إلى المفاهيم الدينية والدينُ منها بريء، منها ما يسمى ب ” شال ” شفاف على الرأس يظهر منه نصف الشعر والنصف الآخر خيال واضح من الشال الشفَّاف يرافقه مساحيق للوجه تغطي ما بقي من براءة الوجه، هذا المشهد وغيره من المشاهد المؤذية، يدعوني للتساؤل: لماذا تقوم هذه الفئة باستخدام هذا الغطاء؟ وماذا تريد تغطيته؟ أضف إلى ذلك البنطلونات الضيقة التي تشمئزُّ منها النفوس النقيَّة، لماذا؟ وإلى متى؟؟

وقالت إنّ فقر التعلُّم يشهد عليه كثيرٌ من المشاهد والشواهد، ويمرُّ التعليم بأسوأ مراحله، إذ اختفى الخجل والذَّوق، كما اختفى الضمير الذي يجب أن يحاسبَ صاحبه على أفعاله قبل وأثناء وبعد حدوثها، ذلك لأن الضمير ينقسم إلى مستوياتٍ متعددة، فإذا غاب الضمير المتصل، وأصبح ضميراً مستتراً، فسوف نجني ثمار ذلك، هذه الثمار الفاسدة للأسف، بدءاً من منظومة الأسرة، مروراً بالمدارس والجامعات، نهايةً في المجتمع الذي يتلقَّى يومياً أسوأ أنواع مخرجات التعليم، بل أسوأ أنواع مخرجات فقر التعلُّم، وفقر الأخلاق!

وختمت بالقول:  ربما يقولُ قائل أن هذه نظرةٌ تشاؤم، لكني لم ولن أكون يوماً متشائمة، إنما هي نظرةٌ واقعية، نشاهدها يومياً، ونلمس آثارها الضَّارَّة بشكلٍ مؤلم، إضافة إلى وجود شاهد أو شواهد على الفقر في التعليم والأخلاق والسلوك، وعلينا أن نُسارعَ إلى ترميم الخلل أو البدء من جديد في مستوى من التعليم يرقى له الإنسان والمجتمع، فنحنُ لا نملكُ ترفَ الوقت!

يذكر أنّ ورقة السياسات التي أصدرها منتدى الاستراتيجيات الأردني مؤخرًا تحت عنوان “مدخلات التعليم المدرسي ومخرجاته”، كشفت أنّ نتائج أداء الأردن تراجع بشكل واضح في التصنيف العام لاختبار (PISA) وبواقع 11 مرتبة مقارنة مع الاختبار السابق، ليحل في المرتبة 75 ضمن قائمة البلدان المشاركة من أصل 81 دولة، ويأتي بذلك في المرتبة 5 من أصل 6 دول عربية مشاركة فقط في التقرير.

وبحسب الورقة، فإنّ “هذا الأداء الضعيف يعزى إلى تراجع الأردن في مجالات الاختبار الثلاث (القراءة، الرياضيات، العلوم)”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: