نمر العساف.. الشيخ الكريم والقائد السياسي الغيور على دينه ودعوته

نمر العساف.. الشيخ الكريم والقائد السياسي الغيور على دينه ودعوته

عمّان – البوصلة  

لم يكن الشيخ نمر سلمان كايد العساف (أبو سلمان) القيادي في الحركة الإسلامية وحزب جبهة العمل الإسلامي سابقًا، على الرغم ممّا عُرف به من شدة الجود والكرم والنخوة؛ مجرد اسمٍ يمكن المرور عليه “مرور الكرام”، بشهادة من عاشروه وزاملوه وخبروه عن قرب من قيادات الحركة الإسلامية لـ “البوصلة“.

وهم يرون فيه “السياسي المخلص” لدعوته حين تحضر السياسة، والكريم الجواد صاحب القلب والبيت المفتوح دائمًا للجميع حين تحضر المروءة والكرم، وصاحب اليد الخضراء المعطاءة كما هي “جمعية الهلال الأخضر الخيرية” التي كان يرأسها ذات يوم ويقدم له الكثير من وقته وماله دون ضجيجٍ ولا منّة، الجامع للصف والكلمة في ديوانه وبيته حين تحضر الأزمات والخلافات.

زعيمٌ وطنيٌ مخلص بحسب محبيه، لا يتصدر للمناصب إن حضرت، ويقدم التضحيات إن وجبت ليس للأردن فحسب؛ بل لفلسطين كذلك القبلة الأولى التي يهون في سبيل الله من اجلها كل شيء، كيف لا وهو ابن عشيرة العدوان التي رفضت قبل مائة عامٍ قيام دولةٍ للكيان الصهيوني.

الإصلاح اللائق بالأردن هدفه

يقول القيادي في الحركة الإسلامية الشيخ حمزة منصور، في تصريحاته لـ “البوصلة“: لقد كان رحيل الشيخ نمر العساف شديد الوطأة على نفوسنا، مع تسليمنا بالقضاء والقدر، فقد كان الأخ أبو سلمان متميزًا في سلوكه وفي عبادته، وفي مواقفه.

ويضيف منصور: “كان الأخ ملتزمًا بروح هذا الدين، وكان مقبلاً على كتاب الله حتى أجيز في تلاوة القرآن الكريم، وكان حريصًا على أن يصلي كل صلواته في المسجد، وكان يرعى مسجد والده المرحوم الحاج سلمان العساف”.

ويتابع الشيخ حديثه لـ “البوصلة” والغصة والحزن الشديد باديان في كلماته: “عاشرته وعايشته وشاركت معه في قيادة حزب جبهة العمل الإسلامي، فكان مخلصًا حقيقة، مخلصًا لدعوته ومؤمنا بضرورة تحقيق الإصلاح الشامل الذي يحقق للأردن الموقف اللائق به”.

ويلفت بالقول: “كان أخونا أبو سلمان كريمًا يفتح قلبه وصدره وبيته لكل من يزوره، سواء من إخوانه أو جيرانه أو أصدقائه أو عشيرته، فكان مقصدًا للجميع”.

“ومن هنا، حظي بتقديرٍ عالٍ من الجميع، وزاملته وشاركته في جمعية الهلال الأخضر الخيرية، وكان رئيسًا للجمعية، وكان يعطي للجمعية من وقته ومن ماله الكثير”، يشيد منصور بالراحل الكبير.

ويتابع كلمات الثناء على الفقيد بالقول: “فحقيقة، كان أبو سلمان رجلاً متكامل الشخصية وعلى درجة عالية من الأدب؛ ولكنّه في الوقت نفسه، كان صاحب مروءة وصاحب شخصية قوية ويتمتع بجرأة نادرة”.

ويختم بالقول: “رحم الله أخانا أبا سلمان وأنزله منازل الصديقين والشهداء وعوض أسرته وعشيرته وإخوانه في الدعوة إلى الله عز وجل خير الجزاء، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا”.

الشهم الغيور على دينه ودعوته

من جانبه يرى القيادي في الحركة الإسلامية جميل أبو بكر، بشخصية أبي سلمان نمر العساف “نعم الأخ والصديق ونعم الرجل صاحب الأخلاق والمواقف، الرجل الشهم والغيور على دينه ودعوته، والكريم الذي يبسط يديه ويفتح بابه وبيته للمحتاجين ولإخوانه ويقف مع كل قضية يدعمها بما يستطيع فكرًا وجهدًا ومالاً، فرحمه الله رحمة واسعة”.

ويلفت إلى مآثره بالقول: الشيخ نمر العساف الذي كان في الحقيقة يعمل للأردن وفلسطين بكل ما أوتي من جهد ومن إمكانيات، طيب المعشر كريم النفس، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته”.

ويضيف: “لا شك أن أبا سليمان ترك ندبة في قلوبنا بفقده كما العديد من الإخوة الكبار الأعزاء، كما تركوا الذكريات الجميلة والمحترمة، والمقدرة”.

ويشير أبو بكر بالقول: إن أبا سلمان كان له مواقف عظيمة يصعب الحديث في تفاصيلها في الإقامة والسفر، ولحظة الأزمات، وحالة الراحة والطمأنينة”.

ويختم حديثه المغلف بالحزن والأسى على فقد نمر العساف بالقول: “نسأل الله أن يرفع درجته ويجعله في عليين، وأن يعوض أهله وعشيرته وإخوانه ومحبيه خير العوض، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء”.

عدوانيٌ أصيلٌ رفض قيام دولة الكيان الصهيوني

أمّا رفيق دربه ومحبه الشيخ سالم الفلاحات فيقول لـ “البوصلة“: أصالة عن نفسي ونيابة عن حزب الشراكة والإنقاذ الذي يحتسب عند الله فقيد الوطن والأمة فقيد الأردن وفلسطين بالعمل  لها لا بالقول ومما يجهله الكثيرون حتى أقرب الناس إليه. 

ويلفت بالقول: إنّ أبا سلمان نمر والله نمر ذلك العدواني الأصيل وهو من عشيرة رفض شيوخها  قبل مائة عام الموافقة على إشاء دولة للعدو الصهيوني على أرض فلسطين كما يقول المؤرخون الأردنيون.  

ويضيف قائلا: “كان ابو سلمان بساما كريم المحيا يغريك تواضعه وصمته لكنه أسدٌ هصورٌ إن لزم الامر لا يعرف المجاملة على حساب الحقيقة والواجب  مهما كانت التكاليف”.  

ويتابع بالقول: كان من أوائل المؤسسين في حزب الشراكة والانقاذ ومن بيته انطلقت الفكرة، التي دعمها بموقفه الثابت وبماله إنفاقا على الحزب وفي بيته الذي كان مقرا دون استئذان إلا ليعد ما يلزم ويقدم القرى راضيا مرحبا هو وأهله.

ويشير إلى نكران الشيخ نمر العساف لذاته – رحمه الله – بأنّه لمّا ظهر الحزب رفض تولي أية مسؤولية تنفيذية فيه لكنه في الوقت ذاته بقي داعما للحزب دائم السؤال عنه.

ويضيف: بعد أن فقد أل العساف الكرام وجيها فقد فقدنا قائدا لا ينثني ولا يتعصب إلا للحق، وفقدنا ركنا كنّا نركن اليه سنذكرك عندما تشتد المحن وتطيش العقول وتزدحم الآراء فتقول كلمتك الفاصلة ولصدقك يسكت المختلفون  ويحسم الامر.

ويعبر الفلاحات عن حزنه الشديد بأنّ الوطن فقد زعيما يعطي ولا يأخذ، وفقد المحاويج وأصحاب المشاريع الخيرية أبًا حانيا لا يبخل بماله دون ضجيج ولا منة وقد لا تعرف شماله ما تنفق يمينه.

ويتابع بالقول: “رحمك الله ابا سلمان واسكنك فسيح جنانه وحفظ الله سلمان ومحمد وأخواتهما وأعمامهما، “وندعو لرفيقة دربه معلمة القران زوجه التي قضى بين يديها ورزقها الصبر والسلوان”.

ويضيف: نسال الله  العون للمهندس راكان فقد ثقل حمله، وأن يحفظكم جميعا من كل سوء ولنا فيكم العوض بعد الله”.

ويختم بالقول: “إنها لرحم وطنية نعاهدكم  في حزب الشراكة والإنقاذ أن لا تنقطع معكم آل العساف الكرام، وإنا لله وانا اليه راجعون والحمد لله الدي لا يحمد على مكروه سواه”.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: