ميخائيل غورباتشوف، آخر رئيس للاتحاد السوفياتي الذي كان يمثل الند والتهديد الرئيسي للولايات المتحدة والغرب عموما.
توفي غورباتشوف أمس عن عمر يناهز الـ 91 عاما، فنعاه الغرب وأطرى عليه ومدحه كثيرا.
الرئيس الأمريكي جو بايدن نعى غورباتشوف، ووصفه بأنه “قائد نادر” ساهم في “جعل العالم أكثر أماناً”.
وصل غورباتشوف إلى السلطة في 1985، وأطلق سلسلة من التغييرات السياسية والاقتصادية هدفت إلى تحديث الاتحاد السوفياتي الذي كان يعاني من أزمات حادّة، لكنها تسببت في انهياره بالنهاية.
خَلَفَت روسيا الاتحادية الاتحاد السوفياتي، وانكفأت داخل حدودها، وتعرضت لهزات اقتصادية خانقة، وتراجعت مكانتها الدولية إلى الحضيض، وباتت دولة هشة قابلة للانهيار في أي وقت إلى أن تزعمها الرئيس الحالي فلاديمير بوتين الذي عمل على استعادة مكانة روسيا دون الالتفات إلى تركة الاتحاد السوفياتي المنهار.
استطاع بوتين خلال سنوات حكمه أن يعيد مكانة روسيا، وأن يجعلها لاعبا دوليا مهما، لكن سياساته لا تعجب الزعماء الغربيين، لذلك فإننا لا نتوقع أن يصفه أحد بأنه “قائد نادر” أو “رجل سلام” أو “جعل العالم أكثر أمنا”.
لن يصفوه بهذا بالطبع ليس لأنه غزا أوكرانيا، أو لأنه دعم الدكتاتور بشار الأسد، لكن لأنه لم يسر على خطى الغرب وكان تحت جناحهم.
حصل غوباتشوف على جائزة نوبل للسلام، تماما كما حصل عليها الإرهابي المجرم اسحق رابين صاحب سياسة تكسير عظام أطفال فلسطين، تماما كما حصل عليها عرفات فقط بعد أن وضع يده بيد رابين، ولم لم يضعها لما كان يحلم بها.
جوائز الغرب ليست لمن يحققون السلام فعلًا، بل هي لمن يخدمون الغرب وأفكاره وقيمه أكثر.
(السبيل)