نوفل لـ “البوصلة”: مونديال قطر صفعة للتطبيع والشعوب عصية على الاختراق

نوفل لـ “البوصلة”: مونديال قطر صفعة للتطبيع والشعوب عصية على الاختراق

البوصلة – رائد صبيح

أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة اليرموك الدكتور أحمد نوفل في تصريحاته لـ “البوصلة” أنّ الصفعة التي تلقاها الكيان الصهيوني خلال سعيه الإعلامي لتغطية أحداث مونديال قطر أثبت له ولقادته بما لا يدع مجالاً للشك أنّ الشعوب العربية عصيةٌ على الاختراق التطبيعي الذي سعت لتعزيزه خلال السنوات الماضية مع الأنظمة العربية مع استمرار عجزها الكامل عن “الولوج لعقل المواطن العربي” الرافض للتطبيع.

وقال نوفل إنّ المواطن العربي أصبح من الوعي بمكانٍ يعرف من خلاله خطورة دولة الكيان الصهيوني على كل الدول العربية وليس على فلسطين وحسب، ولذلك اصطدم إعلاميو دولة الاحتلال في المونديال بجبال الرفض العربي للتعامل مع أي أحد يمثل الكيان الصهيوني ولو كان مجرد صحفي ينقل الأحداث.

وشدد نوفل على أنّ دولة الفصل العنصري الممثلة بالكيان الصهيوني أظهرت حقدها وكراهيتها لأي فرح عربي أو أي إنجاز عربي حتى أنّ قوات الاحتلال ظهرت بشكلٍ بائسٍ يرثى له وهي تقمع جماهير فلسطينية تحتفل بفوز المغرب في مباريات كأس العالم.

ولفت إلى القول: في الواقع فعلاً ما حدث في مباريات كأس العالم بمونديال قطر، يؤكد على قدسية القضية الفلسطينية لدى الشعوب العربية كلها، وليس الشعب الفلسطيني أو الأردني أو السوري، وبالفعل القضية الفلسطينية هي القضية المركزية.

وشدد على أنّ السياسات الإعلامية الرسمية، لم تعد قادرة على تمرير رؤية الأنظمة العربية على الشعوب العربية، ولم يستطع أي نظام عربي إقناع المواطن العربي في الخليج ومناطق أخرى انّ هذا التطبيع يمكن أن يؤدي فيما بعد لصالح الشعوب العربية.

ولفت إلى أنّ أكبر مثال يدلل على ذلك ما حدث في قطر، ولو كانت دولة الاحتلال تعي جيدًا أن ردود الأفعال ستكون من مشجعي كأس العالم في قطر بهذه الطريقة، لما فكرت من الأساس أن تقوم بتغطية هذا الحدث الرياضي العالمي ممثلاً في المونديال.

أزمة الديمقراطية وتمادي النظام الرسمي العربي بالتطبيع

وقال نوقل إنّ عدم وجود حياة سياسية حزبية ديمقراطية وعدم وجود أنظمة ديمقراطية من شأنها أن تجعل الناخب العربي من المحيط إلى الخليج ينتخب الحزب أو النظام الذي يريده بالنسبة لقضايا كثيرة، وليست القضية الفلسطينية وحسب، أسهم في إخفاء الرأي الحقيقي للشعوب بما يجري من تطبيعٍ رسمي.

وأوضح بالقول: بمعنى أنّ الرأي العام العربي مغمور وغير موجود وهذا بالطبع دليل على أنّ عدم وجود حياة حزبية عربية ديمقراطية يستطيع أن يعبر فيها المواطن عن رغباته، هذا الأمر جعل النظام الرسمي العربي يتمادى في سياساتها بالنسبة لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني.

واستدرك نوفل بالقول: لو كان هناك أنظمة ديمقراطية ومجالس نيابية منتخبة من قبل الشعب، لكانت الأنظمة خشيت من إرادة الشعب العربي لأنّها تعي جيدًا أنّ في وجدان الشعوب العربية يعادي الكيان الصهيوني، وليس ذلك لسببٍ عاطفيٍ بل لأنّ هذا الكيان يشكل خطرًا على الدول العربية جميعها من المحيط إلى الخليج.

وقال نوفل: الشعب الجزائري والمغربي وغيرها من الشعوب العربية حين رأينا تضامنها مع فلسطين، رغم المسافات الشاسعة جغرافيًا، لكنهم يعون جيدًا أنّ دولة الاحتلال تشكل خطرًا على كل الدول العربية.

إقرأ أيضا: تعرف على مصير ملاعب قطر بعد المونديال

وشدد على أنّ “هذا دليل على أنّ الوجود الصهيوني في فلسطين ليس خطرًا على الشعب الفلسطيني والأردني واللبناني والسوري وحسب، ولكنّ المشروع الصهيوني بالأساس خطر على الاستقرار في المنطقة وخطر على مستقبل الدول العربية وشعوبها”.

شعوب عصية على “اختراقات التطبيع”

وأكد نوفل في تصريحاته لـ “البوصلة” على أنّ “الشعوب العربية أثبتت أنها عصية على أي اختراق تطبيعي مع الكيان الصهيوني” لا سيما وأنّ الشعوب العربية تتسلح اليوم بالوعي، ورأينا ردود الفعل في قطر عندما يعرف المشجعون أن الصحفي الإسرائيلي يريد أن يسأل أو يستفسر، تكون المقاطعة وإعلان تأييد فلسطين، دون أن يكون هذا المشجع منخرطًا في حزبٍ سياسيٍ أو أي جهة سياسية، بل هو مواطن مشارك في فعالية رياضية.

ولفت إلى أنّ ممارسات العدو الصهيوين في داخل فلسطين ضد الأقصى والفلسطينيين كلها أثبتت أنّ هذا الكيان لا يريد تحقيق تسوية وسلام مع الشعوب العربية.

وأضاف، نحن نعلم أنّ الأقصى ليس ملكًا للفلسطينيين وحدهم بل هو ملك للأمّة الإسلامية بأجمعها، وهذه الاعتداءات من قبل المستوطنين باستمرار على الأقصى وباحاته، والأماكن المقدسة في الخليل، كل هذا يدل على أنه ليس هناك أي سلام مع هذا الكيان.

وتابع نوفل بالقول: أكبر مثال على ذلك أنّ الأردن وقع اتفاقية سلام مع الاحتلال لكن هل الأطماع الصهيونية في الأردن انتهت؟ ألم نشاهد محاولة اغتيال هذا الكيان لخالد مشعل في وسط عمّان؟ ولو حاول الادعاء بأنه يريد السلام في أنّ هذا الكيان في جوهره ضد السلام وضد التسوية لأنه في النهاية لا يعمل سوى لصالح الحركة الصهيونية التي لا تريد أيّ خير للأمّة العربية والإسلامية.

وقال أستاذ العلوم السياسية: من الناحية الثانية، إذا أردت أن تحقق تسوية في المستقبل مع هذا الكيان، ولنقل إنّ مصر وقعت كامب ديفيد مع إسرائيل، لكن هل زالت الأطماع الإسرائيلية في مصر؟، الصحافة الإسرائيلية ما زالت تتحدث صراحة عن أنّ القاهرة ما زالت تشكل خطرًا على إسرائيل.

وأضاف أنّ هاركافي رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، يقول في تصريحٍ سابق له: لو أنّ مدرسة فتحت في جنوب السودان فإنّ هذا سيشكل خطرًا على “إسرائيل”.

إقرأ أيضا: هتافات “لا إله إلا الله” تصدح بمدرجات مباراة المغرب وفرنسا بحضور ماكرون.. حصدت تفاعلاً واسعاً (فيديو)

واستدرك بالقول: لهذا لا يريدون الخير للأمة العربية، ومن هذا المنطلق نستطيع أن نفهم العقلية الإسرائيلية في التعامل مع الفلسطينيين والانتهاكات المتكررة للأراضي الفلسطينية.

غضب ضد الاحتفاء بفوز المغرب

وقال نوفل معلقًا على قمع الاحتلال لمظاهر الاحتفال بفوز المنتخب المغربي بمونديال قطر وتفريقه بالقوة لعدد من الفعاليات والمحتفلين في الشوارع: تخيل أنّ المغرب بالنسبة لدولة الاحتلال إحدى دول التطبيع، مع العلم كذلك بوجود يهود مغاربة في فلسطين المحتلة، ويجب احترام عواطف هؤلاء تجاه المغرب، ولفت إلى أنّ هذه السياسة والأيدولوجية الصهيونية التي يجب أن ننتبه لها، فلا ننظر إلى عيونهم ولكن ما تصنع أيديهم.

وأعاد التشديد بالقول: إنّ هذه الحركة الصهيوني تشكل خطرًا على كل الأمة العربية والإسلامية، وعندما تستفيد أي دولة عربية سياسيا أو اقتصاديا لا أعتقد أن دولة الاحتلال ستكون سعيدة بذلك.

وختم نوفل تصريحاته لـ “البوصلة” بالقول: بالأمس المغرب فازت في الأدوار الإقصائية في كأس العالم هل كانت إسرائيل سعيدة بذلك؟ أعتقد أنّ الإجابة لا، ولذلك هاجموا المحتفلين من الفلسطينيين بفوز المغرب، وهذا يعني أنّ إسرائيل لا تتمنى أي خير للأمة العربية، وهذه الدعايات التي تتحدث عن التطبيع هي فقط من أجل مصالح الكيان الصهيوني وليس من أجل مصالح الشعوب العربية.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: