حسين الرواشدة
Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on email
Email
Share on telegram
Telegram

رابط مختصر للمادة:

هذا حصاد الفشل..!

حسين الرواشدة
Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

خطر الى بالي هذا السؤال بعد ان قرأت اخباراً عن اجراءات اتخذتها احدى جامعاتنا بفصل نحو (17) طالباً جامعياً على خلفية مشاجرات تورطوا فيها قبل نحو ثلاثة اعوام (2016)، وعن اجراءات مماثلة جرت في جامعة اخرى اثر تورط طلبة في مشاجرات الاسبوع الفائت حيث تم فصل نحو 20 طالبا أيضا.

 قلت في نفسي: هل فشلنا كآباء ومسؤولين في «التصالح» مع أبنائنا، وهل هذه الفواجع التي نتدافع لادانتها والتبرؤ منها هي «حصاد» فشل جيل «الآباء» في تجربة التربية والتعليم التي يفترض ان تنتج جيلاً افضل، ولماذا نُحمِّل ابناءنا مسؤولية هذا الفشل الذي انتهينا اليه؟ أوليسوا ضحايا لهذه التركة الثقيلة من التجارب البائسة، والصراعات غير المفهومة، والتراجعات التي اقترفناها بأيدينا.. وتلقاها ابناؤنا جرعة جرعة، دون ان يكون لهم يد طولى في صناعتها او دور في اجتناب شرورها المتطايرة؟

صحيح ان الفشل الذي مُنينا به في «مصالحة» ابنائنا لم يكن معزولاً عن سياقات فشلنا في اجراء «مصالحات» اخرى، سواء أكانت تتعلق بنا كمواطنين تجمعهم رابطة «المواطنة»، او تتعلق بنا «كفاعلين» في ميادين السياسة والرياضة، اوتتعلق بنا كأبناء امة واحدة يفترض ان «تتصالح» دائماً على مشتركاتها ومصالحها، لكن الصحيح – ايضاً – ان فشلنا في «تربية» ابنائنا وهدم الفجوة بين جيلنا وجيلهم، وتقديم ما يلزم من النماذج الملهمة لهم كان – وما زال – مصدر قلق وازعاج، او – ان شئت – باباً لكثير من الاختلالات والمشاكل التي دخلت لمجتمعنا «وتوطنت» فيه وأفرزت ما افرزته من «مشاهد» بائسة، لا تقتصر فقط على ما شهدناه في جامعاتنا من حوادث ومشاجرات وانما تتجاوزه الى مدارسنا وشوارعنا وبيوتنا، حيث تتصاعد صور العقوق والجحود للآباء والامهات، وتنتشر آفات الانحلال والمخدرات، ويخرج «جيل» جديد من الشباب نشعر بأنه غريب عنا، بعيد عما ألفناه في مجتمعنا.

لا أدري اذا كان هذا الفشل في «المصالحات» نتيجة طبيعية للفشل في «التربية» وفي التوجيه، لكن مهما كان الامر فان خيارنا اليوم هو البحث في فقه «المصالحات» مع ابنائنا عن اجابة لسؤال الفشل هذا، هل هو نتيجة لغياب الحوار، هل هو محصلة لغياب نماذجنا الملهمة، أم نتيجة لتراجع منظومة قيمنا واخلاقنا، وموازين العدالة بيننا، وبواعث «التدين» الصحيح المنتج عن خطابنا، هل هو نتاج السياسة أم تدهور المجتمع، عبث الخارج ام «ارتباك» الداخل، ضريبة العصر أم استحقاق العجز والكسل..؟

اجراءات الردع والعقاب – وحدها – لا تكفي «لاصلاح» ابنائنا، ونظريات التربية التي اجتهدنا في تطبيقها لا تردم «الهوة».. بيننا وبين ابنائنا، وبيانات الادانة والاتهام التي نصدرها ضد هؤلاء الذين تجاوزوا على حرم جامعاتنا وهيبة معلمينا او خدشوا حياءنا العام في الشوارع لا تقدم ولا تؤخر.. لأن السؤال الذي يجب ان نفكر فيه جدياً هو: لماذا عجزنا عن فهم هذا الجيل وعن التعامل معه، ولماذا فشلنا في «التصالح» معه، ولماذا تمرد علينا بهذا الشكل، ثم كيف يمكن ان «نستعيده» الى احضاننا بدل ان يجرنا لا سمح الله الى «الهاوية».

(الدستور)

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on email
Share on telegram

رابط مختصر للمادة:

Related Posts