هكذا يزيد العجز العربي والعالمي معاناة غزة في رمضان

هكذا يزيد العجز العربي والعالمي معاناة غزة في رمضان

سرحان: نستقبل رمضان وغزة تسكن القلوب

عمّان – البوصلة

يستقبل أهل قطاع غزة رمضان لهذا العام بشكلٍ مختلفٍ عن الأعوام السابقة، ومعاناةٍ متواصلةٍ منذ 158 يومًا من العدوان الصهيوني الغاشم، الذي أدى لارتقاء أكثر من 31 آلف شهيد وعشرات آلاف الجرحى وتدميرًا واسعاً في القطاع مع ترسيخ حرب تجويعٍ متواصلةٍ لكسر إرادة الغزيين في ظل صمت عربي وإسلامي ودولي متواصل إزاء جرائم الإبادة التي لم تتوقف.

وفي هذا السياق، قال الاختصاصي الاجتماعي مدير جمعية العفاف الخيرية مفيد سرحان، في تصريحاته لـ “البوصلة” إن المسلمين في هذا العام يستقبلون شهر رمضان المبارك مع استمرار  حرب الابادة الاجرامية على قطاع غزة منذ اكثر من خمسة اشهر  وهو ما اثر على كثير من مظاهر استقبال هذا الشهر الفضيل، حيث إن غزة في قلوب الاردنيين والمسلمين عامة.

وأضاف سرحان بالقول: ألم  الجميع ان العجز العربي والعالمي يزيد من معاناة اهالي القطاع الذين يموتون ليس بسبب القتل بالمدافع والطائرات فقط بل وبسسب حرب التجويع  وإغلاق المعابر ومنع دخول الطعام والدواء وندرة المياه.

وأكد أنّ المسلمين يفرحون بهذا الشهر الكريم لأنه شهر خير وبركة وموسم للطاعات.

ولفت  إلى أنّ رمضان مدرسة إيمانية ودورة تدريبية وهو فرصة لمزيد من التواصل الاجتماعي.

غابت مظاهر الزينة

ونوه سرحان إلى أنّه في هذا العام غابت الكثير من مظاهر الزينة عن البيوت والاحياء، وإن كان الفرح مشروعًا بقدوم رمضان  وبلوغ هذا الشهر.

وأشار إلى أن الفرح الحقيقي هو باستثمار هذا الشهر، والفوز برضى الله تعالى والعتق من النار.

ونوه سرحان إلى أنّه من الضروري إستثمار هذا الشهر الفضيل للحديث مع الأبناء عن سبب الامتناع عن الزينة هذا العام وشرح ما  يعانية أطفال غزة من إبادة وتجويع. وان المسلمين متضامنين في المشاعر.

وختم سرحان بالقول: من الضروري أن نستثمر رمضان في الدعاء إلى الله إن يفرج الكرب وينصر المجاهدين.

مشهد مختلف في غزة.. بأيّ حالٍ جئت يا رمضان

وفي كل عام، تتزيّن غزة وأسواقها احتفاءً بحلول شهر رمضان المبارك، حيث تبدو بأبهى صورها، وتزخر بأكلاتها الرمضانية الشهية والمتنوعة، لكنّ المشهد هذا العام مختلف تماماً، وما يميّزه انتشار مشاهد القتل والدمار والتجويع.

ويحلّ شهر رمضان المبارك على قطاع غزة، وقد حُرم أهله من أدنى مقومات الحياة، واختفت مظاهر الفرح والزينة، إلا ما ندر، وذلك بفعل العدوان الغاشم، وحرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال على القطاع المحاصر.

وبملامح الألم والبؤس التي ترتسم على وجوههم، يخاطب أهل غزة الشهر الكريم، ولسان حالهم يقول: بأيّة حال جئت يا رمضان! جئت في ظروف إنسانية قاسية؛ فلا بيوت تأوينا، ولا كهرباء ولا غاز، ولا طعام نأكله، ولا شراب يروي عطشنا بعد الصيام.

والسؤال الذي يؤرّقهم: كيف يصومون شهر رمضان ويعوّدون أطفالهم الجوعى على صيامه، بلا فطور وبلا سحور؟! في الوقت الذي انعدمت فيه المستلزمات الأساسية، التي ينبغي أن تسدّ جوعهم، وتُعينهم على تحمل مشقة الصيام.

وتنقل وكالة صفا عن المواطن أبو محمود، من سكان مدينة غزة، وهو أب لطفلين، قوله: رمضان هذا العام حزين، نفتقد بهجته ورونقه، بسبب الحرب وحالة الجوع والقهر التي نعيشها منذ خمسة أشهر.

ويضيف أبو محمود: كنا دائماً ننتظر هذا الشهر على أحرّ من الجمر، نتجهّز لاستقباله والاحتفال به، ولأداء صلاة التراويح، لكن هذه الحرب نغّصت فرحتنا برمضان، وفاقمت معاناتنا، وحرمتنا من أبسط حقوقنا.

وأكثر ما يسبّب القهر للمواطن أبو محمود هو عدم قدرته على توفير أي طعام أو شراب لعائلته، لكي تتناوله على مائدتي السحور والإفطار، نتيجة شحّ البضائع والمواد الغذائية الأساسية في أسواق غزة.

ويتابع متحسراً: ننتظر انخفاض سعر الطحين والأرز، لكي نشتريه ونطعم أطفالنا في رمضان، لأننا لا نستطيع شراء اللحوم، نظراً لنُدرتها، ولارتفاع أسعارها بشكل غير مسبوق.

ويؤكّد أبو محمود في حديثه لوكالة صفا أنّ رمضان هذا العام هو أقسى رمضان يمر عليهم، وأنّ ما يزيد حزنهم ومعاناتهم، ويحرق قلوبهم هو استشهاد شقيقه الذي سيفتقدون وجوده على مائدة الإفطار في أول يوم من رمضان.

وفي ختام حديثه، يناشد أبو محمود وكالة الأونروا والمنظمات الدولية الأخرى أن تضع آلية تضمن وصول المساعدات الإنسانية إلى المواطنين في شمال غزة، وضرورة وقف سياسة التجويع التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقهم.

فرحة منقوصة بقدوم رمضان

من جهتها، أكّدت المواطنة أم محمد بلال، وهي أم لأربعة أطفال، في حديثها لوكالة صفا عن أحوالهم في رمضان، قائلة: فرحتنا بقدوم رمضان منقوصة، وممزوجة بالوجع والفقد والحرمان من حقوقنا، لدرجة أننا لا نملك ما نُطعم به أبناءنا بعد الصيام.

وأضافت، أوضاعنا الاقتصادية تفاقمت أكثر مع هذه الحرب، ولم نستطع شراء مستلزماتنا، إن وُجدت، في ظل ارتفاع الأسعار وقلة المال.

وشدّدت أم محمد على أنّ كل المظاهر الاحتفالية غابت في هذا الشهر، حتى المساجد لم تعد تصدح بأصوات صلاة التراويح، كما اعتدنا عليها في السنوات السابقة، بسبب قصفها وتدميرها بالكامل.

ورغم حرب الإبادة والتجويع، ورغم خلوّ أسواق غزة من السلع والمواد التموينية والغذائية الأساسية، إلا أنّ الأهالي يصرّون على البقاء على أرضهم، ويحاولون أن يصنعوا الفرحة لأطفالهم والاحتفال بالشهر الفضيل، ولو بالشيء البسيط.

(البوصلة)

Share on whatsapp
Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on email
Share on print

رابط مختصر للمادة:

اقرأ أيضاً

Share on facebook
Facebook
Share on twitter
Twitter
Share on whatsapp
WhatsApp
Share on telegram
Telegram
Share on email
Email
Share on print
Print

رابط مختصر للمادة: